الثلاثاء 6 أكتوبر 2020 / 12:52

إطلاق الآلاف من عائلات دواعش...تغيير في المقاربة الكردية للهول؟

أفادت السلطات في شمال شرق سوريا الإثنين بأنها تستعد لإطلاق سراح آلاف العائلات السورية من معسكر اعتقال يضم مدنيين نزحوا خلال المعركة الأخيرة لهزيمة داعش، في تصريحات أثارت تساؤلات عما إذا كان ثمة تحول في السياسة الكردية تجاه معتقل الهول.

ينقل المهربون عدداً متزايداً من النساء والأطفال بعيداً عن مخيم الهول باتجاه الأراضي التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون للحكومة السورية

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الظروف في مخيم الهول للنازحين، الخيام الممتدة في الصحراء غرب مدينة الحسكة، أثارت قلق المنظمات الإنسانية وفي بعض الحالات ساهمت في تطرف النساء والأطفال الذين أمضوا أعواماً تحت سلطة دولة داعش المزعومة.

بلا خدمات صحية 

ولفتت الصحيفة إلى أن "خدمات الرعاية الصحية لنحو 65 ألف ساكن المخيم غير متوفرة تقريباً، والأطفال الذين بدأوا تعليمهم إبان حكم داعش، غالباً ما يفتقرون إلى التعليم. وتتسرب مياه الصرف الصحي إلى الخيام، وتجوب الكلاب البرية المحيط بحثاً عن الطعام".

وقالت إلهام أحمد، رئيسة اللجنة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية الذي يهيمن عليه الأكراد، المسؤولة عن إدارة المنطقة: "سيصدر قرار بإخلاء المخيم السوري بالكامل".

وفي إشارة إلى منطقة حكم ذاتي في شمال شرق سوريا، لفتت أحمد إلى أن "الذين سيبقون في المخيم لن يكونوا تحت مسؤولية الإدارة الذاتية".

ولم يتضح ما قد يعنيه ذلك عملياً. ولم يشر الإعلان إلى شبكة السجون التي تضم نحو 10 آلاف معتقل من الرجال، بينهم آلاف الأجانب.

تضخم سكاني 

تضخم عدد سكان الهول بشكل كبير في مطلع 2019، عندما خاضت قوة كردية وعربية مشتركة عرفت باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، معركة أخيرة لاستعادة الأراضي من مقاتلي داعش، بدعم من القوة الجوية للتحالف الدولي.

ونقل الآلاف من النساء والأطفال إلى المخيم ليلاً، ومع انحسار الفوضى وانكشاف التحدي الذي يواجه المسؤولين عن المخيم، فصل الأجانب غير العراقيين، وبينهم العناصر الأكثر تطرفا في المخيم، عن الآخرين، ونقلوا إلى قسم بسياج متصل.

مقاربة جديدة؟
ولم يتضح بعد إذا كان إعلان يوم الاثنين يمثل مقاربة جديدة للإدارة من الموقوفين السوريين، أو أنه مجرد تسريع للجهود الجارية لإطلاق سراح السوريين في إطار برنامج تكفل بموجبه العائلات من خارج المنشأة، أبناءها.

وتقول الصحيفة إن هذه الخطوة تبدو كأنها استجابة جزئية على الأقل لضغوط محلية، خاصةً بعدما أثار احتجاز العديد من السوريين في المخيم الخاضع لحراسة مشددة، استياء المجتمعات العربية المحلية من القوة التي يقودها الأكراد.

وأكدت الإدارة الذاتية مراراً أنها لا تملك الوسائل ولا الرغبة في تأمين المخيمات مثل مخيم الهول، وحضت الحكومات في العراق المجاور، والغرب على استعادة مواطنيها.

ووصفت أحمد المخيم بـ "عبء ثقيل على كاهل" الإدارة.

محاولات الفرار تتزايد

وإذا اختارت الولايات المتحدة إعادة مواطنيها، فإن دولاً مثل بريطانيا وفرنسا تباطأت ولم تستعد سوى عدد قليل من الأيتام.

وبعد مرور عام ونصف على هزيمة القوات التي يهيمن عليها الأكراد لداعش في سوريا، وفقدانها آلاف من الجنود في هذه العملية، أبحت مسؤولة عن إدارة الأمن حول المعسكرات والسجون التي تضم عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الذين استسلموا.

ولفتت الصحيفة إلى أن محاولات الفرار من السجن تتنامى، ما يثير مخاوف على الأمن في المنطقة.

كما ينقل المهربون عدداً متزايداً من النساء والأطفال بعيداً عن مخيم الهول نحو الأراضي التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون للحكومة السورية.

ويعتقد أن البعض يفر إلى تركيا، ما يثير مخاوف من محاولتهم إلى العودة إلى بلدانهم الأصلية دون علم سلطات إنفاذ القانون فيها.

ورفض الخبراء الذين يراقبون المخيم فكرة أن السوريين المفرج عنهم أخيراً عادوا للانضمام إلى الخلايا النائمة لداعش.