صحف (24)
صحف (24)
الأربعاء 14 أكتوبر 2020 / 09:55

صحف عربية : تخبطات أردوغان تفقده الحلفاء وتهوي بطموحاته

24 - أحمد إسكندر

استراتيجية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتقلبة والمتغيرة خارجياً أدّت إلى تقليص هذه السياسة إلى حد الشلل وانقلب حلفاء ضده كما أن مقامرة عالية المخاطر في علاقته مع روسيا في طريقها إلى حافة الهاوية.

وبحسب صحف عربية صادرة، اليوم الأربعاء، يبدو أن هناك حقيقة مريرة يحلم بها الكثيرون من بينهم أصدقاء تركيا وحلفاوها وهي أنه طالما أن هيكل السلطة في أنقرة يخضع لسيطرة أردوغان وحليفه دولت بهجلي، ستبقى تركيا بطاقة رابحة في كل ركن من أركان المنطقة المتوترة.

زعزعة الاستقرار
ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية أن عنصر عدم القدرة على التنبؤ، وهو أحد أعمدة السياسة الخارجية لأنقرة منذ الانقلاب الفاشل في عام 2016، عزز الإدراك في الخارج بأن تركيا جهة فاعلة مزعزعة للاستقرار.
هذا العنصر يعرفه البعض، لكن يحجم عن التعبير عنه. والبعض الآخر، من بينهم العديد من مراقبي تركيا، يبذلون جهداً إضافيا للتقليل من شأن نموذج أردوغان.

وأشارت الصحيفة إلى ظهور مصطلح "السياسة الخارجية الحازمة"، كنتاج لتلك الجهود، التي لا تقتصر فقط على وصف تحركات السياسة الخارجية التركية، ولكنها أيضاً تضلل المهتمين بفهم الواقع. ومن المؤكد أن هناك فرقاً بين "السياسة الخارجية الحازمة" والوحدوية المطلقة.

وهنا تصدر الصورة بعض الإنذارات. فبعد أن أصبحت قطر كل ما تبقى لتركيا، حيث لا يمكن اعتبار باكستان النائية والفقيرة مصدراً للدعم الاقتصادي، يبدو أن الرابط الوحيد الذي يشجع سياسة أردوغان المتهورة، وقد نشهد تغييراً في اللعبة، قد يستدعي الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. ومن المحتمل أن تصل لعبة أردوغان عالية المخاطر إلى آفاق جديدة منها إخراج المزيد من النزاعات العسكرية من الأجندة السياسية.

تداول التوترات
وذكرت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية أن حرب أذربيجان وأرمينيا برهنت سريعاً على سهولة نقل التوتّرات من الشرق الأوسط إلى جنوب القوقاز، فالمنطقتان أظهرتا عبر سوريا ترابطاً عبر الدول المتدخّلة، تركيا وإيران وروسيا، لكن أيضاً بانخراط مقاتلين من آسيا الوسطى في تنظيمات متشدّدة وإرهابية مثل "القاعدة" وفروعها "داعش" و"جبهة النصرة". في المقابل قدّم الانتشار الأرميني متطوّعين من لبنان وسوريا وبلدان أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن موسكو وطهران راقبتا تطوّر الاشتباك الميداني، بشيء من التحفّز والإحراج والدعم السياسي لأرمينيا، أما أنقرة فلم تكتفِ بالدعم العسكري لأذربيجان بالأسلحة النوعية والمقاتلين المرتزقة، بل أشرفت على إطلاق عمليات قتالية حول إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه سياسياً طيلة الحقبة السوفييتية وعسكرياً غداة انهيار ذلك الاتحاد أوائل تسعينيات القرن الماضي.

ومن الواضح أن الأطراف جميعاً تحمّل تركيا مسؤولية فتح الملف الملتهب، بداعي الروابط اللغوية والثقافية مع أذربيجان، فضلاً عن المصالح الاقتصادية والنفطية، بالإضافة إلى طموحات أردوغان واستعراضات القوة التي يجريها خارج الحدود في سوريا والعراق، وأخيراً في ليبيا وأذربيجان.

العثمانيون الجدد
تناولت صحيفة "البيان" ملف "العثمانيون الجدد"، بالتفاصيل، الذي يشير إلى حقيقة الازدواجية التركية في تعاملها مع العرب، واستغلالها الاضطرابات التي شاركت تركيا بنفسها في إحداثها في الدول العربية.

من أجل ذلك عملت تركيا على تعزيز نفوذها في خطين متوازيين، الأول عبر دعم الخطاب المتطرف الإرهابي إعلامياً عبر منصات الدعاية، وعلى الأرض عبر القواعد العسكرية، والثاني عبر تعزيز العلاقات مع إسرائيل من خلال 60 اتفاقية عسكرية والزعم بعكس ذلك في الإعلام.

ازدواجية المواقف والتصريحات التي يطلقها أردوغان، واستخدامه سياسة "الغموض"، التي تلعب على حبلي السر والعلن، لم تعودا خافيتين على أحد، فكثيراً ما تباكى أردوغان على أوضاع الشعب الفلسطيني خصوصاً خلال الحروب الإسرائيلية الثلاث ضد قطاع غزة، وهدد مراراً وتكراراً بإنهاء أو تخفيض مستوى علاقات بلاده مع إسرائيل بسبب حروب غزة، لكن كل ذلك لم يتعد الاستهلاك الداخلي والمواسم الانتخابية ومقتضيات مساعيه لينصّب نفسه السلطان العثماني.

ورقة اللاجئين
صحيفة "الخليج" تناولت التحذير الذي بعثه الاتحاد الأوروبي مجدداً، لتركيا بفرض عقوبات إذا لم تتوقف عن تدخلاتها وسلوكياتها بالمنطقة،معلناً رفضه التهديدات بإرسال ملايين اللاجئين إلى دوله، فيما شنت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، هجوماً حاداً على تركيا، خلال مؤتمر صحفي جمعها، بنظيرها التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة.

واتهم الاتحاد الأوروبي علانية نظام حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان في تركيا بالعمل على إشعال الصراعات في سوريا، وليبيا، وإقليم ناغورنو قره باغ، فضلًا عن انتهاكاته المتكررة لسيادة دول البحر المتوسط.

وطالب الاتحاد بانسحاب القوات التركية المحتلة من الأراضي السورية، متهمة أنقرة بالمسؤولية عن تقسيم سوريا واضطهاد الأكراد هناك، كما أعربت عن رفضها لتصاعد الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات الممنهجة ضد المواطنين الأكراد في الداخل التركي.

وأعلنت تركيا عن إجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في بحر إيجة رداً على ما يصفه المسؤولون الأتراك بنقل السلطات اليونانية أسلحة إلى جزر قريبة من البر التركي.