الخميس 15 أكتوبر 2020 / 12:47

صادرات الغاز الأمريكية إلى أوروبا تُنهك بوتين!

رأى الكاتب طوم روغان أن توسيع الولايات المتحدة لخط الغاز الطبيعي السائل إلى أوروبا، سيمنح الحكومات الأوروبية النفوذ الذي تحتاجه لتجنّب تقديم المزيد من التنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وشرح روغان، في مقال في موقع "واشنطن إكزامينر" أن عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" ليس راضياً عن أداء منافسيه في مجال الطاقة في الولايات المتحدة، وعزا السبب إلى توسيع الصادرات الأمريكية من الغاز الطبيعي السائل إلى أوروبا.

لا تفاؤل
في حديثها يوم الإثنين، أوضحت إيلينا بورميستروفا، المسؤولة عن صادرات "غازبروم"، أن انتهاء جائحة فيروس "كورونا" لا يحمل الكثير من التفاؤل في مجال الطاقة. وقالت: "أحد التحديات هو فائض العرض العام، والذي من المحتمل أن نشهده في عام 2021 أيضاً، لقد تسبّب الموردون الأمريكيون للغاز الطبيعي المسال في عدم التوازن في السوق الأوروبية وفشلوا في تحقيق الاستقرار فيه. "هذه طريقة أخرى للقول إن المنافسة وزيادة العرض يؤديان إلى انخفاض الأسعار" وفقاً لروغان.

"نورد ستريم 2"
كما أشارت بورميتسروفا إلى أن "الصادرات إلى السوق الأوروبية (ارتفعت) 17٪ على أساس سنوي، ما دفع أسعار الغاز إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق". لكن التوسّع في إمدادات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، ليس هو العامل الوحيد الذي يُسبّب المشاكل لشركة "غازبروم"، حيث أشارت بورميستروفا إلى أن العقوبات الأمريكية على خط أنابيب "نورد ستريم 2" التابع لشركة "غازبروم" تُشكّل أيضاً "تحدياً كبيراً".

لا تقف أزمة "غازبروم" والكرملين عند تراجع مركزها المُهيمن في سوق الطاقة الأوروبية، بل تتعدّاها إلى انخفاض أسعار الطاقة إلى مستوى تُكافح فيه شركة "غازبروم" لتكون قادرة على المنافسة. الأمر الذي ينعكس انخفاضاً في عائدات الإيرادات لحكومة فلاديمير بوتين. هذا الأمر مهم للكرملين، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتمد بشدة على صادرات الطاقة لتوليد رأس المال الأجنبي.

الشتاء الأوروبي البارد
وإذا كانت روسيا غير قادرة على الحفاظ على سيطرتها النسبية على سوق واردات الطاقة الأوروبية، فستتراجع قدرة بوتين على انتزاع التنازلات السياسية من أوروبا، إذ يُوفّر الشتاء الأوروبي البارد لبوتين وسيلة لجعل الطاقة رهينة الولاء السياسي. وهذا هو سبب أهمية "نورد ستريم 2" للزعيم الروسي. فإذا اكتمل بناء خط الأنابيب، سيتمكّن بوتين من تعزيز إستراتيجيته الأوروبية في التأثير على الطاقة للجيل المقبل على الأقل.

وهنا بالضبط، تكمن إيجابية توسيع خط الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، إذ أن هذه الخطوة لن تُساهم في تخفيض أسعار الطاقة لأوروبا فحسب، بل ستمنح الحكومات الأوروبية النفوذ الذي تحتاجه لتجنّب تقديم المزيد من التنازلات لبوتين. وسيكون للولايات المتحدة تأثير أكبر، إذا استمرّت في فرض العقوبات على "نورد ستريم 2". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضغط على الأوروبيين في هذا المجال، ولكن ينبغي عليه المضي قدماً في الضغط على بوتين في هذا الاتجاه مستغلاً حادثة تسميم الصحافي الروسي المعارض أليكسي نافالني.

وخلص روغان إلى أن "غازبروم" تُكافح، لكن أوروبا و"حلف شمال الأطلسي" والولايات المتحدة أفضل حالاً".