الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 / 11:12

هكذا يمكن لأمريكا وقف الانحدار الخطير في ديبلوماسيتها

24-زياد الأشقر

قال الكاتب الأمريكي مايكل روبن إن الفاعلية الديبلوماسية للولايات المتحدة في انحدار، مشيراً إلى أنه فيما يشيد التقدميون بالتعددية القطبية، ودور المؤسسات الدولية، فإن الوجه الآخر لهما، هو تآكل نفوذ واشنطن.

إذا كان في امكان الولايات المتحدة التعلم من الحلفاء والخصوم على حد سواء من أجل إعادة تفعيل ديبلوماسيتها في القرن الحادي والعشرين، يمكنها أن تحافظ على العظمة الأمريكية وقوتها الاقتصادية

وكتب روبن في مجلة "ناشونال إنترست" أن ديناميات الشراكة الأمريكية تؤدي أيضاً إلى تآكل الديبلوماسية، وأن أيام التوافق والمثابرة الواسعة بين الحزبين على السياسة الخارجية قد ولّت. 

أوباما وترامب
في السنوات الأخيرة، بدا أن الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب كانا مدفوعين بالرغبة في نقض ما فعله أسلافهما، أكثر من أي منطق استراتيجي أوسع. وباتت دول بكاملها مثل إسرائيل، ومصر، وكوبا، وأوكرانيا، وروسيا، كرة قدم سياسية.

ويفترض الكثير من الديبلوماسيين المحترفين أن مشكلة الديبلوماسية الأمريكية، تتفاقم بسبب وزارة للخارجية تفتقر إلى الموارد. ومن المؤكد أنه يمكن لوزارة الخارجية فعل المزيد عند توفر ميزانية أكبر، لكن من الخطأ مساواة الموارد مع الفاعلية.

ويذهب جاك سوليفان، ودانيال بنيام، وهما من المستشارين البارزين لنائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في مجال السياسة الخارجية، إلى أبعد من ذلك، ليقولا إنه في الشرق الأوسط على الأقل "فإن الديبلوماسية يمكن أن تنجح أين أخفقت القوة العسكرية".

وقد يكون مثل هذا القول مُرضياً من الناحية البلاغية، لكنه يبقى مجرد أداة فكرية. فالديبلوماسية قد تكون أداة قيمة، لكنها غير كافية، كما لا يجب أن تنفي الديبلوماسية والاستراتيجيات العسكرية، إحداهما الأخرى.

طبيعة الوفود
وأورد الكاتب مثالين عن الوفود الضخمة التي كان يصطحبها معه الرئيسان السابقان جورج دبليو بوش وباراك أوباما في زياراتهما إلى الخارج، معتبراً أنه ربما حان الوقت لإدخال تعديل على طبيعة مثل هذه الوفود.

وفي أنحاء العالم، عمد الحلفاء والخصوم على حد سواء إلى تغيير طبيعة الوفود في الزيارات الخارجية. وعوض إحاطة أنفسهم بطبقات من المساعدين وعشرات الصحافيين، بات المسؤولون يسافرون مع رجال أعمال.

ومع أن الأمريكيين أصيبوا باستياء مفاجئ من الرأسمالية وزاد ترامب الحساسية من تضارب المصالح، فإن الروابط التجارية ترسي قاعدة أكثر صلابة للعلاقات أكثر مما يفعله الخطاب السياسي أو التعاون العسكري.

ماكرون وميركل
وذكّر الكاتب بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اصطحب معه، على سبيل المثال، 50 رجل أعمال خلال زيارة للصين في يناير (كانون الثاني) 2018.

ورافق ماكرون رجال أعمال، ومثقفون في زيارة لاحقة في الشهر ذاته إلى تونس. وعندما عاد إلى الصين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 اصطحب معه مجموعة من رجال الأعمال يمثلون شركات صغيرة وكبيرة.

وفعلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الشيء نفسه. ورافقها ممثلون عن أكبر الشركات الألمانية في زيارتين لواشنطن، وبكين. وفي فبراير (شباط) 2013، اصطحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وقتها، ممثلين عن المشاريع المتوسطة والكبرى في زيارة للهند، وحذت حذوه خليفته تيريزا ماي بالوفد الذي رافقها إلى اليابان، وجنوب أفريقيا، وكينيا، ونيجيريا.

وأورد الكاتب أمثلة عن زيارات زعماء دول حليفة للولايات المتحدة مثل كندا، وبلجيكا، وكرواتيا، فضلاً عن زيارات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكلها ضمت ممثلين عن الشركات في بلدانهم. وتحدث عن كيفية تحويل الصين التجارة إلى إحدى دعائم نفوذها في الخارج.

وخلص إلى نتيجة مفادها أنه إذا كان يمكن للولايات المتحدة التعلم من الحلفاء والخصوم على حد سواء لإعادة تفعيل ديبلوماسيتها في القرن الحادي والعشرين، فإنها ستكون قادرة على الحفاظ على العظمة الأمريكية وقوتها الاقتصادية.