الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 / 14:09

الصين والانتخابات الأمريكية... المهم تقويض الغرب

رغم أن ولاية أولى للرئيس الأمريكي شهدت حرباً تجارية وتكنولوجية مرفقة بمعركة دبلوماسية يومية، قد تميل الصين لتأييد إعادة انتخاب دونالد ترامب، مراهنة على تراجع لا عودة فيه لمنافسها الاستراتيجي الكبير.

رسمياً، لا تؤيد الصين أياً من المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن، لكن بعض المعلقين الصينيين يراهنون على فوز ترامب ويعتبرون أنه سيقوّض بلاده والغرب، ما يسرع في المقابل صعود الصين كما تأمل إلى مرتبة القوة العالمية الأولى.

وكتب رئيس تحرير صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية هو شيجين في مايو (أيار) على تويتر، متوجهاً لترامب، أن الصينيين "يأملون إعادة انتخابكم لأنكم تجعلون الولايات المتحدة مكاناً غريباً ومكروهاً في العالم أجمع"، مضيفاً "أنتم تعززون وحدة الصين".

تاريخ العلاقات
وتراجعت العلاقات الثنائية بين القوتين في عهد ترامب إلى أدنى مستوياتها منذ إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين الطرفين في 1979.

ووسط أجواء مماثلة لأجواء الحرب الباردة، أغلقت واشنطن في أواخر يوليو (تموز) قنصلية للصين على أراضيها، وردت بكين بالمثل بعد أيام.

مع ذلك، يؤكد نائب وزير الشؤون الخارجية الصيني كين غانغ "نحن لا نهتم بمعرفة من في البيت الأبيض. ما نريده هو علاقة هادئة وأفضل مع الولايات المتحدة".

وقال الخميس أمام صحافيين أوروبيين، إن "العلاقات الصينية الأمريكية كانت إشكالية أيضاً في عهد الديموقراطيين حول العديد من المواضيع".

وجعل الرئيس الجمهوري الصين واحدةً من أهداف حملته الانتخابية، وأغضب قادتها بوصفه فيروس كورونا المستجد بـ"الفيروس الصيني".

ويرى الخبير في شؤون الصين بكلية "هارفرد كينيدي سكول" الأمريكية فيليب لو كوري أن ترامب عند بكين من الناحية الدبلوماسية "خارج عن السيطرة ومراوغ".

لكن "المصلحة في إعادة انتخاب ترامب تتمثل في استمرار شبه تلقائي لسياسته أمريكا أولاً التي تفصل واشنطن جزئياً عن حلفائها التقليديين"، كما أوضح الخبير لفرانس برس.

وتابع "من المنطقي طبعاً الاعتقاد أن النخب الصينية ستبتهج بتراجع الولايات المتحدة، خصمها الأكبر".

وبالطبع، فإن الانقسام بين القوى الغربية يثير سرور النخبة الحاكمة في الصين.

إضعاف الناتو
وتوضح مديرة مركز الدراسات الروسية والأوروبية والآسيوية في بروكسل تيريزا فالون، أن "أحد الأهداف الاستراتيجية للصين، هو إضعاف الحلف الأطلسي، الذي تراجع في ظل إدارة ترامب".

ومنذ وصول دونالد ترامب إلى السلطة في يناير (كانون الثاني) 2017، سعى نظيره الصيني شي جين بينغ إلى ترويج نفسه في صورة الزعيم المسؤول، مشجعاً في مؤتمر دافوس على التبادل التجاري الحر، تحت تصفيق ممثلي أوساط الأعمال المتعبين من الحمائية التي يريدها ترامب.

وأخيراً، حظي الرئيس الصيني بالمديح لإعلانه أن بلاده، مصدر التلوث الأكبر في العالم، ستبدأ بتخفيض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون قبل 2030، في خطوة مناقضة لانسحاب واشنطن من اتفاق باريس للمناخ.

وبينما أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، تعهد شي بجعل أي لقاح صيني محتمل ضد كورونا "منفعة عالمية عامة".

لكن في نهاية المطاف "قد تتحسن العلاقة إذا تمكنت الولايات المتحدة من السيطرة سريعاً على الوباء واتجهت الصين إلى شراء مزيد من السلع" الأمريكية كما تعهدت في بداية العام، وفق ما توقع المحلل السياسي جو جيتشان من جامعة بكنل في الولايات المتحدة.

وفي ضوء ذلك، يرى جو جيتشان أن "تجديد ترامب وشي لصداقتهما ليست أمراً مستبعداً".

في المقابل، لن يكون لفوز بايدن  تأثير كبير على النظام الشيوعي.

وترى بوني غليسر من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن "بايدن سيرث الرسوم الجمركية، وأشكّ في أنه سيرفعها أحادياً".

واعتبرت أن "على بكين ربما الاستسلام لمطالب أمريكية أخرى إذا أرادت رفع تلك الرسوم الإضافية" التي فرضها ترامب على السلع الصينية المستوردة.

اتهامات
في ميدان التكنولوجيا، "أياً كان المنتصر في النهاية، لن تتراجع الولايات المتحدة عن قرارها باستبعاد معدات هواوي من شبكاتها" لإنترنت الجيل الخامس من الهواتف الذكية، وفق ما أوضحت المحللة لفرانس برس.

وتتهم واشنطن شركة هواوي بالتجسس لصالح النظام الشيوعي.

أما ما قد يكون مثيراً للإزعاج أكثر لبكين، فهو تشدد الديموقراطيين أكثر من الجمهوريين في مسائل حقوق الإنسان.

وقد يزيد نائب الرئيس السابق بذلك الضغوطات على بكين بسبب مساعيها لوضع اليد على هونغ كونغ.

واعتبر فيليب لو كوري أن فوز "بايدن سيكون خبراً سيئاً للصين لأنه سيتجه سريعاً إلى تعزيز حلف بين دول تتفق معها في الموقف من الصين".