الأربعاء 21 أكتوبر 2020 / 14:13

معرض في باريس عن مسيرة الرسام هنري ماتيس في ذكرى ولادته الـ150

يستضيف مركز بومبيدو معرضا عن الرسام الفرنسي الشهير هنري ماتيس، بمناسبة الذكرى السنوية الـ150 لولادته، في حدث ثقافي بارز في موسم الخريف بباريس، يستمر إلى 22 فبراير (شباط) المقبل، ويسعى القائمون عليه إلى رفع المعنويات في ظل تفشي وباء كورونا، وسيتواصل.

ويقدم المتحف الوطني للفن المعاصر في هذا المعرض 230 عملا كان مقرراً عرضها في مايو (أيار) الماضي، بينها مئة عمل تقريباً من مجموعته، غير أن الوباء أرغم المؤسسة على تأجيل الحدث.

ومن الجهات التي أعارت الأعمال المعروضة، متحفا ماتيس في كاتو كامبريزيس شمال فرنسا، ونيس ، ومتحف غرونوبل، الذي أرسل أحد أبرز الأعمال المحفوظة للفنان في بلده، "الداخل مع الباذنجان" 1911.

وتقول مفوضة المعرض أوريلي فيردييه: "كل الجهات التي أعارتنا الأعمال بقيت ويّة لنا. وأبقينا على موعد تسلّم الأعمال في سبتمبر".

ويعتمد المعرض التسلسل الزمني مستعيداً خمسة عقود من الإبداع في مسسيرة هنري ماتيس 1869 - 1954، منذ مطلع تسعينات القرن التاسع عشر في محترفات وليام بوغرو، وغوستاف مورو، حتى تكريسه أحد أهم الفنانين الطليعيين مع بيكاسو بين 1906 و1908، واختياره رغما عنه كبير فناني المدرسة الوحشية.

ويظهر المعرض أيضاً عودة ماتيس إلى الفن التشخيصي بين 1918 و1919، في فترة اتسمت أعماله فيها بالمزج الدقيق بين الظل والضوء، وصولاً إلى إطلاق العنان للخطوط والألوان مع لوحات الغواش المقطعة الشهيرة التي أنجزها.

وتوضح أوريلي فيردييه "لا يوجد ماتيس واحد بل ماتيسات، فما يشغله هي وسائل الرسم، هو يهتم بما يمكن للرسم قوله وفعله، أما الشكل الظاهر في الرسم ليس له أهمية كبيرة في العمق".

و يسلّط المعرض الضوء على موهبة النحت لدى ماتيس، مع عمل "لوسير" الذي يذكر بمنحوتات رودان، البرونزية الضخمة.

وبالتوازي مع المعرض، تصدر دار "إيديسيون دو شين" للنشر دليلاً مفصلاً يمنح القارئ مفاتيح فهم أعمال ماتيس من خلال أربعين فقرة، ووصفت مؤلفة الكتاب هايلي إدواردز دوجاردان، وهي مؤرخة فنية، نهاية حياة ماتيس.

وتقول: "هو الذي لطالما بحث عن التعبير الأنقى للّون، نجح في بلوغ غايته، من البساطة ولدت لغة جديدة حسده عليها حتى خصمه اللدود الدائم، بيكاسو".

ومع معرض ماتيس وسلسلة معارض ملتزمة أخرى بينها "غلوبال ريزيستانس" الذي يقدم قراءة نقدية للمستجدات كما يراها فنانون، يبقى مركز بومبيدو على برنامج زاخر بالأنشطة هذا الخريف وفي العام المقبل.