الأربعاء 21 أكتوبر 2020 / 14:21

"محمد بن راشد للمعرفة" تنظم محاضرة حول "مساجد الصين"

استضافت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الباحث والمستشار الصيني علي وانغ، في محاضرة "مساجد الصين النشأة.. والتاريخ.. والحضارة" في استعراض تاريخي للإسلام في بلد يتجاوز عدد سكانه مليار نسمة.

وطالب الباحث والمؤرخ المستشار جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بتعلم الصينية وتقوية الجانب البحثي مع الصين، مؤكداً أن الأرشيف الصيني والمكتبات المنتشرة في الصين تزخر بالكنوز التاريخية الإسلامية والعربية التي تتطلب منا البحث عنها وكشفها.

وقدم الندوة الدكتور حمادة هجرس بحضور عدد من المهتمين والإعلاميين يتقدمهم الباحثان التراثيان عبدالله بن جاسم المطيري، ورشاد بوخش، والأديب عادل المدفع والمستشار التراثي، راشد بن هاشم، والفنان والخطاط خالد الجلاف، والإعلامي محمد صالح بداه.

وقال المحاضر الدكتور حمادة هجرس إن الإسلام دخل إلى الصين عن طريق محورين، المحور البري الذي جاء إليها من الغرب وتمثل في فتح تركستان الشرقية في العصر الأموي في منطقة كاشغر، وفي أواخر القرن الأول الهجري وصلت فتوحات "قتيبة بن مسلم الباهلي" الحدود الغربية للصين.

ورغم أن الفتوحات الإسلامية لم تتوغل في أرض الصين إلا أن طريق القوافل بين غرب آسيا والصين كان له أثره في انتشار الإسلام عن طريق التجار في غربي الصين الذي عرف بطريق الحرير وكان من أسباب انتشار الاسلام حول المنطقة.

وأضاف أن "المحور الثاني هو المحور البحري وتمثل في نقل الإسلام إلى جنوبي وشرقي الصين ففي نهاية عصر الخلفاء الراشدين وتحديدا في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وصل وفد من التابعين إلى الصين في سنة 21 هجرية ثم توالت البعثات الإسلامية إلى الصين حتى بلغت 28 بعثة بين 31 هجرية - 651 ميلادية و 184 هجرية - 800 ميلادية، وتوالت البعثات الدبلوماسية والتجارية عبر هذا المحور البحري وأخذ الإسلام ينتشر عبر الصين ابتداء من الساحل الجنوبي".

وذكر علي وانغ أن الإحصائيات الرسمية للحكومة الصينية تشير إلى أن عدد المسلمين في الصين في حدود 24 مليون نسمة بينما تقول إحصائيات غير رسمية أن عددهم يتجاوز 120 مليون نسمة من 10 قوميات.

وأضاف وانغ أن المسلمين تمكنوا من الاندماج في المجتمع الصيني خلال الحكم المغولي للصين وحتى الآن، ورغم اندماج العرب المسلمين في الصين مع كافة الفئات والشرائح والديانات المختلفة المنتشرة في المجتمع الصيني، إلا أنهم تمكنوا من المحافظة على العادات والتقاليد الإسلامية، والتمسك بشرائع الدين الإسلامي، الأمر الذي ساعدهم في تولي مناصب عالية ومهمة في عهد الدولة المغولية، بالإضافة إلى الظهور والانتشار السريع للفن الإسلامي في الصين، وحرص المسلمون على تثبيت أنفسهم في مختلف مناطق الصين بالمصاهرة مع الأسر المسلمة في الصين، من الصينيين والعرب وغيرهم من الأجانب.

وأوضح أنه يوجد في الصين نحو 35 ألف مسجداً منها 24100 مسجد في مقاطعة شينغ يانغ وحدها بينما يوجد في العاصمة بكين 70 مسجداً، وبنيت المساجد في الصين وفق هندسة معمارية تنقسم إلى نظامين، أحدهما مسجد بهيكل خشبي يعكس الطراز المعماري الصيني التقليدي، الذي ينتمي إلى الهندسة الإسلامية مع اللمسة التراثية الصينية، والآخر على الطراز المعماري العربي، القائم على المواد المحلية، وتم بناء وإعادة بناء أغلب المساجد الصينية القائمة منذ عهد سلالة تانغ وسونغ، ويوان، ومينغ، وتشينغ.