الأربعاء 21 أكتوبر 2020 / 14:43

نفق غزة..."حماس" تعزز قوتها أم تستعد للحرب؟

تفاوتت قراءات الصحف العبرية الصادرة اليوم لدلالات كشف الجيش الإسرائيلي نفقاً يمتد من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل. ففيما استبعد معلقون أن يؤدي ذلك إلى تدهور الوضع، رآى آخرون أنه يدل على استعداد قطاع غزة للحرب.

مع أن إسرائيل أشارت في الأشهر الأخيرة إلى أن "حماس" ضعيفة، ولا تُريد التصعيد، يبدو أنها تُواصل الإستثمار في مشروعها الصاروخي وبالوسائل الأخرى التي يُفترض أن تستخدمها في حرب مستقبلية ضد إسرائيل

ورأى الصحافي عاموس هارئيل في صحيفة "هآرتس" أن العوائق التي أقامتها إسرائيل ضد الأنفاق بدأت يؤتي ثمارها، وأن المسلحين في غزة يبحثون عن بدائل.

ورجح ألا يؤدي كشف النفق على حدود قطاع غزة إلى تدهور عنيف، مشيراً إلى أن القيادي في "حماس" يحيى السنوار يركز اليوم على تحسين وضع سكان القطاع بالوسائل الاقتصادية.

ظروف مختلفة

ومع أن النفق على حدود قطاع غزة يذكر بالأيام التي كان فيها الاحتكاك العسكري بين إسرائيل و"حماس" أكبر بكثير، قال الكاتب إن الظروف الراهنة، بما فيها وباء كورونا وحاجة "حماس" إلى مساعدات عسكرية، ورغبة إسرائيل في الدفع بصفقة الأسرى والمفقودين، هي ظروف مختلفة تماماً، وأن لا يؤدي كشف النفق إلى تدهور عنيف.

وذكر الكاتب أن إسرائيل بدأت إقامة حاجز ضد الانفاق على حدود القطاع في 2017، في ردّ متأخر على مفاجأة الأنفاق في عملية "الجرف الصامد" في صيف 2014. واستكملت المشروع الذي سينجز كاملاً في مارس (آذار) 2021.

ولكن، حتى قبل انتهاء الأعمال فان هذا العائق بدأ يؤتي ثماره. وحتى الآن كشف إسرائيل حوالي 20 نفقاً، واكتشفت عدداً منها بمساعدة تكنولوجيا اعتمدتها عند إقامة الجدار الجديد.

"حماس"
ورغم أن الجيش الاسرائيلي لم يوضح بصورة نهائية الجهة التي حفرت النفق، فإن التقدير المعقول هو أن "حماس" هي التي تقف وراءه، ذلك أن حفر أنفاق عملية باهظة الكلفة. ومن بين جميع التنظيمات في القطاع، يُمكن لمن يتولى الحكم تمويل ذلك.

وأكد الكاتب أن استكمال العائق يمكن أن يصعب اختراق أنفاق أخرى لأراضي إسرائيل. ويبدو واضحاً أن التنظيمات في القطاع تعمل على إيجاد وسائل بديلة تتجاوز بها نظام الدفاع الاسرائيلي.

ومن بين أمور أخرى، فإن من المعقول القول إنها ستبذل جهوداً لاستغلال المجال الجوي، باستخدام متزايد للطائرات دون طيار.

وفي الاثناء، تعتقد الاستخبارات الاسرائيلية أن معظم عمليات "حماس" العسكرية تجري لبناء القوة، أي إعدادها تمهيداً لمواجهة مستقبلية، وليس للتصعيد مع اسرائيل في وقت قريب.

ويبدو أن السنوار اتخذ خياره الاستراتيجي، فهو معني بتحسين الوضع الحرج لسكان القطاع، وينوي فعل ذلك بوسائل اقتصادية.

الاستعداد للحرب

في المقابل، قال الصحافي يوآف ليمور في صحيفة "إسرائيل اليوم" إن كشف الأنفاق في غزة يوحي بالاستعداد للحرب.

ورأى أن منظمات الإرهاب في القطاع لم تتخل عن فكرة الأنفاق، أو المقاومة وتعتقد أنها حتى لو أرادت السلام أو التهدئة فعليها الاستعداد للحرب.

ورأى أن كشف النفق الأخير، هو إنجاز عملياتي أول للعائق تحت الأرض الذي يقام على طول الحدود مع القطاع.

إنجاز تكتيكي عملياتي

وإضافة إلى الإنجاز التكتيكي العملياتي، وللقوة التكنولوجية والاستخبارية في فرقة غزة وفي قيادة المنطقة الجنوبية، يُشير الحدث إلى أمرين إضافيين، واحد عملياتي والثاني استراتيجي".

عملياتيا، يتبيّن أن "منظمات الإرهاب في القطاع (وعلى رأسها حماس) لم تتخل عن فكرة الأنفاق. رغم العائق، الذي من المتوقّع أن يكتمل بناؤه بعد نحو خمسة اشهر.

وفي الجانب الإستراتيجي، يفيد هذا الحدث بأنهم في غزة "يستعدون للحرب".

ومع أن إسرائيل أشارت في الأشهر الأخيرة إلى أن "حماس" ضعيفة، ولا تُريد التصعيد، فإنه يبدو أنها تُواصل الإستثمار في مشروعها الصاروخي، والوسائل الأخرى التي يُفترض أن تستخدمها في حرب مقبلة ضد إسرائيل، والتي يمكن أن تندلع في المدى الزمني القريب، دون أن يكون الطرفان معنيان بذلك. فبعد كل شيء غزة هي غزّة، والحساسية فيها عالية كما هي دوماً".