الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيف)
الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيف)
الأربعاء 21 أكتوبر 2020 / 14:57

ميشال عون: تغيرات المنطقة قد تقلب الأمور رأساً على عقب

أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأربعاء تحمل مسؤولياته في التكليف والتأليف، مشيراً إلى أن المنطقة شهدت تغيرات سياسية عميقة بفعل تقلبات دولية قد تقلب الأمور رأساً على عقب.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عنه في كلمة إلى اللبنانيين اليوم، إن "هناك سؤالاً مصيرياً وحتمياً عن موقع لبنان والسياسات التي يجب أن تنتهج إزاء التغيّرات والتفاهمات المحوريّة الكبرى حتى لا يكون لبنان متلقياً وغير فاعل فيما يحدث فيغدو فتات مائدة المصالح والتفاهمات الكبرى".

وأضاف "شهدت منطقتنا تغيّرات سياسية كثيرة وعميقة بفعل عوامل إقليميّة ودوليّة وهذه التغيّرات لم تظهر كل نتائجها بعد، على صعد كثيرة وقد تقلب الأمور رأساً على عقب".

وتابع: "رأيت من واجبي انطلاقاً من قسمي ومن مسؤوليتي الدستورية ورمزية موقعي أن أتوجه إلى الشعب اللبناني، وإلى نواب الأمة من منطلق المصارحة الواجبة خصوصاً على مشارف الاستحقاقات الكبرى التي ترسم فيها خرائط وتوقع اتفاقيات وتنفذ سياسات توسعية أو تقسيمية قد تغيّر وجه المنطقة".

وقال: "سأبقى أتحمل مسؤولياتي في التكليف والتأليف، وفي كل موقف وموقع دستوري، وفي وجه كل من يمنع عن شعبناً الإصلاح وبناء الدولة"، مؤكداً أنه سيظل "على العهد والوعد".

وأضاف: "أملي أن تفكروا جيداً بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدولية، ذلك لأن الوضع المتردي الحالي لا يمكن أن يستمر بعد اليوم  أعباء متراكمة ومتصاعدة على كاهل المواطنين".

وتابع: "اليوم مطلوب مني أن أكلّف ثم أشارك في التأليف عملاً بأحكام الدستور فهل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الاصلاح، هذه مسؤوليتكم أيها النواب فأنتم المسؤولون عن الرقابة والمحاسبة البرلمانيّة باسم الشعب الذي تمثّلون".

واعتبر عون أن صمت أي مسؤول ورفضه التعاون في التدقيق الجنائي، يدلان على أنه شريك في الهدر والفساد ، قائلاً :"أين نحن من التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، وهو قرار حكومي يهدف إلى معرفة أسباب الإنهيار الحالي، وتحديد المسؤولين عنه من فاعلين ومتدخّلين ومشاركين؟ هذه التجربة الرائدة أتى من يعترض عليها ويعرقلها ويناور لإفشالها".

وتابع عون "لماذا الهروب من تحمل المسؤولية وإقرار مشاريع الاصلاح ولمصلحة من هذا التقاعس وهل يمكن إصلاح ما تم إفساده باعتماد السياسات ذاتها؟".

وأكد عون أن "الإصلاح بقي مجرد شعار يكرره المسؤولون ينادون به ولا يأتون عملاً إصلاحياً مجدياً بل يؤمنون مصالحهم السلطوية والشخصية بإتقان حتى وصل بنا الأمر إلى أن أصبح الفساد فساداً مؤسساتياً منظماً بامتياز متجذراً في سلطاتنا ومؤسساتنا وإداراتنا".

ومضى قائلاً: "أعيش وجع الناس وأتفهم نقمتهم لكن الحقيقة توجب علي أن أذكر بأن بعض من حكم لبنان منذ عقود ولم يزل، قد رفع شعارات رنّانة بقيت دون أيّ مضمون وكانت بمثابة وعود تخديرية لم يرَ الشعب اللبناني منها أي إنجاز نوعي يضفي على حاضره ومستقبله اطمئناناً".