الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ووزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي (رويترز)
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ووزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي (رويترز)
الخميس 22 أكتوبر 2020 / 11:32

عهد جديد للمنطقة

ثمار ونتائج كبيرة بدأت تأخذ طريقها إلى أرض الواقع، في تتويج سريع من الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لتعهدها، مع توقيع معاهدة السلام التاريخية، بنقل المنطقة وشعوبها إلى عهد جديد من المشاركة متعددة الأطراف بتحقيق الاستقرار والازدهار والتنمية.

اتفاقيات التعاون الحيوية التي وقّعتها الإمارات وإسرائيل بحضور أمريكي، أول من أمس، وما تبعها من اتفاقيات بالأمس، وكذلك إنشاء الدول الثلاث للصندوق الإبراهيمي بـ 3 مليارات دولار، هي بوابة إيجابية للوفاء بهذا الالتزام، وتبشر بخلق مناخ بنّاء لإرساء أسس شراكة قوية لتحقيق آمال وطموحات المنطقة في السلام وتعزيز الفرص الاقتصادية والتنموية في المجالات كافة.

المجالات المهمة للتعاون، وفق الاتفاقيات، والتي شملت حتى الآن حماية وتشجيع الاستثمار، وخدمات النقل الجوي، والإعفاء المتبادل من التأشيرات، وتطوير العلوم والتكنولوجيا، والتعاون الاقتصادي والمالي، تؤكد الإرادة المشتركة للارتقاء بتعاون إقليمي قوي يقوم على التنوع والتبادل والإنسانية، لخدمة شعوب المنطقة وشبابها وتمكينهم، وتعزيز فرصهم في حياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً.

بل يمتد أثر هذا التعاون إلى العالم أجمع، فما رأيناه بالأمس من تفاهم بين شركة خط أنابيب أوروبا- آسيا، المملوكة لإسرائيل، و"ميد ريد لاند بريدج"، لتخزين ونقل النفط والمنتجات النفطية، من خلال شبكة خط أنابيب أوروبا- آسيا وخزاناتها، من الإمارات وأسواق الشرق الأوسط إلى أسواق الغرب، ومن البحر الأبيض المتوسط إلى الشرق الأقصى، يمثل إضافة قيمة جداً لأمن الطاقة العالمي، بإيجابيات لا حصر لها أيضاً، للمنتجين ومصافي النفط والمستهلكين بتوفيره أقصر الطرق وأكثرها كفاءة وفاعلية من حيث التكلفة.

هذه النتائج ليست إلا خطوات أولى على طريق الأهداف النبيلة التي تعهدت بها الدول الثلاث في قرارها التاريخي بتوقيع معاهدة السلام، ما يدفع إلى تفاؤل كبير بأن المنطقة مقبلة على عهد جديد من الازدهار.