فرنسية إلى جانب المدرس المذبوح مع شعار "أنا مُدرس" (أرشيف)
فرنسية إلى جانب المدرس المذبوح مع شعار "أنا مُدرس" (أرشيف)
الجمعة 23 أكتوبر 2020 / 10:54

مكالمات بين المتطرف الشيشاني وإرهابي روسي في سوريا قبل ذبح المدرس الفرنسي

أفاد مصدر مطلع على قضية ذبح أستاذ في فرنسا أن القاتل كان على اتصال بمتطرف يتحدث الروسية في سوريا، فيما وجه الاتهام إلى سبعة أشخاص في القضية.

ولم تحدد بعد هوية المتطرف في سوريا، على ما ذكر المصدر الخميس.

من جهتها، أوردت صحيفة "لو باريزيان" الخميس، أن الروسي الذي اتصل به أنزوروف موجود في إدلب، آخر معاقل فصائل المعارضة والمجموعات المتطرفة في سوريا، بناءً على عنوان بروتوكول الإنترنت.

وبعد ظهر الجمعة الماضي، قُطع رأس صامويل باتي، قرب مدرسته التي يدرس فيها التاريخ والجغرافيا في حيّ هادئ في منطقة كونفلان-سانت-أونورين، في ضاحية باريس الغربية.

وما لبثت الشرطة أن قتلت الجاني، وهو لاجئ روسي من أصل شيشاني.

وقتل المدرس لعرضه على تلاميذه رسوماً كاريكاتورية تمثل النبي محمد أثناء درس عن حرية التعبير.

ونشر أنزوروف رسالة صوتية بالروسية على التواصل الاجتماعي بعد عرضه صورة ضحيته مذبوحاً، وفق ما علمت وكالة فرانس برس من مصدر مطلع على الملف.

وفي التسجيل الموثّق، قال أنزوروف بروسية ركيكة إنه "ثأر للنبيّ"، ملقياً باللوم على مدرّس التاريخ والجغرافيا لأنّه أظهره "بطريقة مهينة"، ويشير هذا الفيديو إلى تنظيم داعش.

وكشفت التحقيقات تحولاً سريعاً لعبد الله أنزوروف إلى التطرف.

واتهمت النيابة العامة سبعة أشخاص بـ "التواطؤ" في قتل الشيشاني عبدالله أنزوروف 18 عاماً، للمدرّس صامويل باتي بينهم تلميذان مراهقان أرشداه إليه مقابل مبلغ من المال.

ومن المتهمين الآخرين إبراهيم شنينا، والد أحد التلاميذ الذي نشر مقاطع فيديو تدعو إلى الانتقام من المدرس.

ويهتم المحققون في قضايا مكافحة الإرهاب مهتمون بالمحادثات الهاتفية بين والد أحد التلاميذ ومنفذ الجريمة.

وبعد أيام قليلة من بث مقاطع الفيديو، قُتل صامويل باتي.

وإبراهيم شنينا متهم على غرار المتشدد عبد الحكيم الصفراوي "بتصينف الأستاذ هدفاً على مواقع التواصل الاجتماعي".

وقال محامي الصفراوي لوكالة فرانس برس: "ثمة أشخاص وراء الهجوم، يسعدهم بالتأكيد أن يروا أن التحقيق يركز على أطراف آخرى لم ترغب في مثل هذا الرعب".

وأضاف أن "الخطرين الذين دربوا أنزوروف ابتعدوا عن الأنظار وسيتدربون آخرين".

ووجهت أيضاً النيابة العامة تهمة "التآمر في ارتكاب جريمة قتل إرهابية" إلى صديقين للمهاجم ويحاكم ثالث بتهمة "الارتباط بالإرهاب لارتكاب جرائم".

وتأتي هذه الجريمة في إطار "سياق دعوات القتل" التي انطلقت منذ إعادة نشر صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية الرسوم الكاريكاتورية في أوائل سبتمبر (أيلول) قبل محاكمة المتورطين في هجمات يناير (كانون الثاني) 2015 في العاصمة الفرنسية، على ما أفاد المدعي العام في قضايا مكافحة الإرهاب جان فرانسوا ريكار.

وفي 25 سبتمبر (أيلول)، أسفر هجوم بساطور أمام المقر السابق للصحيفة الساخرة عن إصابة شخصين.

وأشار المدعي العام أيضاً إلى "ثلاثة اتصالات" من تنظيم القاعدة وفرعها اليمني حرضت على "قتل" من يقف وراء إعادة عرض هذه الرسوم.

وأعلن مكتب المدعي العام في باريس فتح "خمسة عشر تحقيقاً" في "خطابات تمجيد للإرهاب" و"تهديدات بالقتل" و "تحريض" على ارتكاب جريمة منذ مقتل المدرس.

وأشاد الرئيس إيمانويل ماكرون الأربعاء بصامويل باتي، وقال إنه قتل "لأنه كان يجسّد الجمهورية" مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده لن تتخلى "عن رسوم الكاريكاتور".

وفي تأبين وطني بجامعة السوربون بحضور عائلة باتي، قال ماكرون إن المدرس قُتل بيد "جبناء" لأنه كان يجسد القيم العلمانية، والديموقراطية في الجمهورية الفرنسية.