رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك.(أرشيف)
رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك.(أرشيف)
الجمعة 23 أكتوبر 2020 / 12:22

ديبلوماسية ترامب تحول السودان من تهديد إلى شريك

من النادر أن يتحول بلد ما من تهديد إقليمي إلى شريك مسؤول، لكن دبلوماسية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع السودان، تساعد في تحقيق ذلك.

فرصة نادرة لتحسين الوضع في منطقة معقدة، على الكونغرس أن يُقرها

هذا ما خلصت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها، معتبرةً أن المشروع وصل إلى نقطة حرجة، وأن على الكونغرس دعم جهود البيت الأبيض.

وقالت الصحيفة: "أصبح السودان دولة منبوذة في ظل حكم الديكتاتور عمر البشير الذي استمر 30 عاماً والذي وفر لتنظيم القاعدة الملاذ، ليخطط لهجمات إرهابية مثل تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في 1998 بكينيا وتنزانيا. وصنفت الولايات المتحدة البلاد دولةً راعيةً للإرهاب في 1993. وفي الآونة الأخيرة، تحسن سلوك السودان، بعد أن سقط حكم البشير في العام الماضي".

صندوق تعويضات
وتفاوضت واشنطن أخيراً على صفقة مع الخرطوم لإنشاء صندوق تعويضات لضحايا تفجيرات السفارتين مقابل شطبها من لائحة الإرهاب، الأمر الذي يتيح لها السعي للحصول على إعفاء للديون من المؤسسات المالية الدولية، وتعزيز موقع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل التي كان السودان يعاديها بانتظام في الماضي.

وكتب الرئيس ترامب على تويتر يوم الإثنين "وافقت الحكومة السودانية الجديدة التي تحرز تقدماً كبيراً على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم"، مضيفاً "بمجرد الإيداع، سأرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. أخيراً، العدالة للشعب الأمريكي وخطوة كبيرة للسودان".

تصويت الكونغرس
وأمام الكونغرس 45 يوماً لمراجعة قرار ترامب، ويمكنه منعه بعد تصويت مجلسي النواب والشيوخ. ولكن الحزبين في الكونغرس يدعمان هذه الصفقة.

ومع ذلك، يعارض زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر والسناتور عن ولاية نيو جيرسي بوب مينينديز الاتفاق، جزئياً لأن الضحايا الأمريكيين سيعوضون أكثر من الأجانب. لكن الاعتراض الرئيسي هو أن ضحايا 11 سبتمبر (أيلول) لن تشملهم الصفقة. ولا يملك السودان ببساطة القدرة على دفع المزيد".

وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الدبلوماسية تتعلق بالمستقبل وبمنع السودان من العودة إلى ملاذ للإرهاب والتقدم على طريق إقامة علاقات أفضل مع إسرائيل، في فرصة نادرة لتحسين الوضع في منطقة معقدة، على الكونغرس أن يُقرها.
.