المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي (أرشيف)
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي (أرشيف)
الجمعة 23 أكتوبر 2020 / 13:57

بعد الخميني...هل يتجرع خامنئي السم؟

وضعت المسؤولة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كلير لوبيز تصوراً خاصاً حتى تلتزم واشنطن من خلاله بمواجهة إيران في 2021.

يجب مواصلة الضغط على إيران، ديبلوماسياً، مالياً وعسكرياً، إلى أن يتجرّع الملالي كأس السم أو إلى أن ينهاروا

وفي موقع "ريل كلير وورلد"، لاحظت لوبيز كيف أشاد المرشد الإيراني علي خامنئي في خطابه الشهر الماضي بسلفه الخميني الذي "تجرع كأس السم" حين قبل بالهدنة مع العراق في 1988.

وتساءل المراقبون إذا كانت هذه الإشادة تلميحاً إلى قرار مشابه سيتخذه خامنئي نفسه لإنقاذ نظامه من الانهيار.

خسائر بالجملة
ضربت حملة الضغط الأقصى الاقتصاد الإيراني بشدة، فارتفع التضخم، وانخفض الريال الإيراني إلى مستوى قياسي، بينما تشهد احتياطات العملات الأجنبية تقلصاً سريعاً.

ومع أن القيود على الميزانية ضيقت تمويل طهران لوكلائها الإرهابيين في المنطقة، كان التأثير الأكبر على الشعب الإيراني، وتوفي أكثر من 120 ألف من أصل 83 مليوناً بسبب فيروس كورونا. وينزل الإيرانيون باستمرار إلى الشوارع بينما يواجههم النظام بوحشية.

النظام ومصيره
ترجح لوبيز أن النظام يفكر أنه لن يستطيع النجاة من أربعة أعوام أخرى مثل التي مرت عليه تحت إدارة ترامب. من هنا، يمكن فهم كلمات خامنئي. ورغم تعهد المرشح جو بايدن العودة إلى الاتفاق النووي إذا فاز بالانتخابات، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن على واشنطن العودة إليه دون شروط. وأعلن كبير موظفي الرئيس حسن روحاني محمود واعظي أنّ العودة للمحادثات مع ترامب أو مع بايدن لن تحصل. ويبدو مؤكداً أن موافقة إيران على محادثات جديدة ستتطلب إنهاء العقوبات.

عودة مستحيلة
وبما أن المحادثات غير مؤكدة حالياً، فمن المهم التدقيق في المدى الذي وصله برنامج إيران النووي. ووفق تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الشهر الماضي، خرقت إيران الاتفاق النووي على مستوى بمخزون اليورانيوم المخصب، وتأسيس مراكز طرد مركزي متطورة في منشأة نطنز النووية، وتطوير الصواريخ البالستية النووية. ولذلك، فإن العودة السريعة إلى الاتفاق النووي تبدو مستحيلة، وفق لوبيز.

ويرى معهد العلوم والأمن الدولي في تحليل لتقرير الوكالة أن الفترة التي تفصل إيران عن الوصول إلى سلاح نووي هي 3 أشهر ونصف، بدايةً من أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي. ويقدّر المعهد وصولها إلى سلاح ثانٍ بعد شهرين.

خطأ جسيم
كتب المساعد السابق لوزير الدفاع السفير إريك أدلمان ونائب قائد القوات الأمريكية السابق في أوروبا الجنرال تشارلز وولد في الشهر الماضي، أن عودة ترامب أو بايدن إلى الاتفاق النووي ستكون خطأ جسيماً، بصرف النظر عن الرد الإيراني.

وتُظهر خطة أمد، الواردة في وثائق إيرانية وضعت إسرائيل يدها عليها في 2016 أن نظام طهران واصل العمل على الأسلحة النووية أعواماً بعدما سادت فكرة أنه تخلى عن ذلك.

وفي غياب الشفافية، لا توجد مادة في الاتفاق النووي تطالب إيران بالسماح للوكالة الدولية بزيارة أي مكان لا توافق عليه طهران. لذلك، تؤكد لوبيز أن الشفافية لا يمكن أن تعود فجأة إلى الاتفاق حتى ولو وافق الطرفان على العودة إلى نص 2015.

مصدر القلق
إن ما لم يتطرق إليه الاتفاق النووي لا يقل أهمية عما تطرق إليه. ودعماً للاتفاق، أصدر مجلس الأمن القرار 2231 الذي دعا إيران بطريقة لينة إلى "تجنب أي نشاط مرتبط بالصواريخ البالستية ومصمم لتسليم أسلحة نووية، بما فيه استخدام تكنولوجيا صاروخية بالستية". ثمة غياب لأي وكالة أو مسار يفرض هذا القرار، الذي لم ينفذ بطبيعة الحال، ولكن المقلق على وجه التحديد هو برنامج إيران الفضائي.

وقال الخبير الإسرائيلي في الدفاع الصاروخي أوزي روبين، إن برنامج الفضاء الإيراني غير مرتبط ببرنامجها الصاروخي، بل هو برنامجها الصاروخي تحديداً. فوكالات الفضاء الإيرانية المدنية ليست سوى غطاءً للأهداف العسكرية الإيرانية.

وأكد إطلاق الحرس الثوري قمره الاصطناعي العسكري الأول في أبريل (نيسان) 2020 الطابع العسكري، لما تقول إيران إنه برنامج فضاء مدني.

تشدد في تطبيق شروط بومبيو

وتختصر لوبيز وجهة نظرها في الإشارة إلى أن العودة الأمريكية إلى الاتفاق النووي، لا يمكن أن تكون نصيحة إيجابية أو عملية الآن. وعوض ذلك، على واشنطن التشدد في الشروط التي وضعها وزير الخارجية مايك بومبيو في مايو (أيار) 2018، فإعلانه لم يكن موجهاً للتعامل مع برنامج إيران النووي وحسب، بل كان أيضاً للمطالبة إيران بضرورة تقديم كشف شامل للأبعاد العسكرية في برنامجها النووي السابق، ووقف تخصيب اليورانيوم، والامتناع عن إعادة معالجة البلوتونيوم، والتزام إيران بتأمين وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "جميع المنشآت على امتداد كامل البلاد". كما طالب بومبيو إيران بتحسين وضع حقوق الإنسان مع شعبها.

تجرع السم أو السقوط

وختمت لوبيز بالتشديد على أنه إذا تعذّر على أي إدارة التوصل إلى اتفاق نووي جديد يشمل النقاط التي وضعها بومبيو، فأنه يجب مواصلة الضغط على إيران، ديبلوماسياً، مالياً وعسكرياً، إلى أن يتجرّع الملالي كأس السم أو ينهارون، فيتحرر الشعب الإيراني من جلاديه المجرمين.