الأحد 25 أكتوبر 2020 / 09:34

مشروع "كلمة" يصدر ترجمة كتاب "مساجد روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة"

أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي الترجمة العربية لكتاب "مساجد روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة" الذي أصدرته دار النشر الروسية ناش سلوفو، ونقله إلى العربية الدكتور قيس نيّوف، وراجع الترجمة الدكتور نوفل نيّوف.

وحسب بيان تلقى 24 نسخة منه، يمكن النظر إلى هذا الكتاب كدليلٍ جغرافي/ تاريخي مصوَّر يهتدي به القارئ، عبر الآثار العمرانية الباقية حتى اليوم (مساجد، مدارس دينية، أضرحة، مقامات، ومقابر...) في روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، إلى مراحل انتشار الإسلام، منذ القرن الهجري الأول، في مناطق شاسعة، لم يكن للعرب حضور فيها من قبل.

وقد لعبت العلاقات التجارية بين العرب المسلمين وشعوب تلك المنطقة دوراً ملحوظاً في انتشار الإسلام، كما لعب شعب البولغار الذي كانت له دولة قوية في حوض نهر الفولغا، في الفترة الواقعة بين القرنين العاشر والثالث عشر الميلاديين، دورا مهماً في تاريخ العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي.

يتضمن هذا الكتاب عرضاً تاريخيّاً مصوّراً، وفريداً في نوعه، لما بناه المسلمون من مساجد وأضرحة ومقامات، تمثِل دُرراً في تاريخ العمارة العالمي. وتنتشر هذه الآثار العمرانية المدهشة بفخامتها وعظَمتها، وفن زخرفتها ونقوشها، في فضاء جغرافي واسع المساحة والتنوع الإثني، واللغوي، والثقافي، والحضاري عموماً، يشمل أجزاء واسعة من آسيا، وبعضاً من أوروبا على امتداد قرون طويلة تكاد تغطي التاريخ الإسلامي هناك، ابتداء من أواسط القرن السابع الميلادي، ولأوّل مرّة يجمع مجلّدٌ واحدٌ بين دفَّتَيه وصفاً وصوراً فوتوغرافية، لأكثر من 250 مسجداً وموقعاً إسلاميّاً في روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، تتنوع بين الآثار القديمة والمساجد الحديثة المذهلة بضخامتها وأساليب بنائها المعماريّ.

تقدِّم لغة الصور المدهشة في هذا الكتاب شواهد ماثلة على عظَمة فن العمارة الذي أتقنه وطوّره المسلمون قبل ظهور كنائس عصر النهضة الأوروبية (رينيسانس) بقرون، وأضافوا إليه قيمة جمالية تجسّدت في القباب المزخرفة المستوحاة من الفن الإسلامي المشرقي. ويظهر ذلك جلياً في مساجد بُخارى وسمرقند في عهد تيمورلنك على وجه الخصوص، وفي المدارس الملحقة بها ونبغ فيها واشتهر عدد كبير من العلماء والفلاسفة المسلمين كابن سينا والفارابي، والخوارزمي والبيروني، والطبري والرودكي... الذين كان لبعضهم فضلاً كبيراً في تطور العلوم والفلسفة في أوروبا في القرون التي تلت ذلك.

تتعدّى هذه المناطق حدودَ روسيا اليوم، أكبرِ دول العالم مساحة، بما فيها شمال القوقاز، وحوض الفولغا، وجبال الأورال، وسيبيريا، إلى ما وراء القوقاز (آذربيجان المتاخمة لإيران)، وبلدان آسيا الوسطى (كازاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانيا)، التي يشترك بعضُها بحدود مع الصين تبلغ آلاف الكيلومترات.

كما يتناول الكتاب خضوع روسيا (الإمارات الروسية) لحكم المغول والتتر و"الأورطة الذهبية " ما بين 1243 – 1480 ميلادي. ولم تتمتع الجالية التترية المسلمة في موسكو وبطرسبورغ بحرية دينية إلا في زمن يكاتيرينا الثانية التي أقرّت سياسة التسامح الديني عام 1773 وأذنت ببناء المساجد.

يذكر أن المترجم قيس نيّوف طبيب سوريّ (مواليد 1957)، درَس الطب البشري في روسيا. متمكّن من اللغة الروسية، ومهتمّ بالثقافة والأدب الروسيين. لم يتوقف خلال سنوات ممارسة مهنته كطبيب عن متابعة اهتماماته الثقافية، وعن تواصله مع اللغة الروسية وآدابها. يكرّس الدكتور قيس نيّوف وقته بعد التقاعد للترجمة. صدر له عن مشروع "كلمة" مجموعة قصص للأطفال بعنوان: "كعكة لشبيه البشر" للكاتبة فالينتينا ديوغتيفا.