صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأحد 25 أكتوبر 2020 / 09:52

صحف عربية: دعم دولي للسودان في خطوته نحو السلام مع إسرائيل

شهد اتفاق السلام السوداني الإسرائيلي ترحيباً عربياً ودولياً كبيراً، وسط إشادة بالمسؤولين السودانيين في الخطوة التي اعتبرت ضربة قوية لتنظيم الإخوان الدولي.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، بعد هذه الخطوة الكبيرة، سيكون التحدّي الأكبر في القدرة على عودة السودان دولة طبيعية وتطوير الاقتصاد وممارسة سياسة انفتاح حقيقية في كلّ الاتجاهات.

ترحيب دولي
وفي التفاصيل، نقلت صحيفة البيان ترحيب عدة دول بالاتفاق التاريخي بين السودان وإسرائيل، مشيرة إلى بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية الذي أشاد "بجهود الولايات المتحدة والسودان وإسرائيل للوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي، معرباً عن أملها في أن يكون لهذه الخطوة أثر إيجابي على مناخ السلام والتعاون الإقليمي والدولي". فيما قالت وزارة الخارجية البحرينية،، في بيان، إنها تعتبر هذا الإعلان "خطوة تاريخية إضافية على طريق تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط".

من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن الأمم المتحدة تأمل أن يعزز إعلان معاهدة السلام بين إسرائيل والسودان التعاون والعلاقات الاقتصادية والتجارية، ويوفر فرصاً جديدة لتعزيز السلام والازدهار الاقتصادي في منطقة القرن الأفريقي والشرق الأوسط، في حين قال المتحدث باسم وزارة الخرجية الألمانية، إن هذه "خطوة مهمة أخرى نحو مزيد من الاستقرار وعلاقة أكثر سلمية بين إسرائيل وجيرانها العرب". فيما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "أثمّن كل الجهود الهادفة لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين".

ديمقراطية وازدهار
وفي واشنطن، أكدت مورغان أورتاغوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط، "التزام الإدارة الأمريكية بدعم وتثبيت الديمقراطية في السودان، وقالت إن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، يأتي نتيجة جهود متواصلة وعمل دؤوب بين واشنطن والخرطوم، وأن الهدف منذ البداية كان مساعدة السودان في طريقه الديمقراطي الجديد.

بدوره، قال سفير بريطانيا في الخرطوم، صديق عرفان، إنه في ظل غياب المؤسسات المنتخبة في السودان، فإن جعل التطبيع مع إسرائيل خاضعاً للمصادقة البرلمانية يبدو خطوة ذكية من الإدارة الحالية في الخرطوم، لكسب الوقت حتى يتم تشكيل البرلمان.

ضريبة الإخوان
وفي سياق متصل، قال الكاتب خيرالله خيرالله في مقال بصحيفة العرب اللندنية: "تغيّر المنطقة بسرعة كبيرة. هذا التغيير ليس وليد أمس. لا شكّ أن السودان يريد المحافظة على قراره المستقل وألّا يتحوّل رهينة إيران أو تركيا. حاولت هاتان القوتان في عهد البشير إيجاد موطئ قدم في السودان. كانت إيران تمتلك ما يكفي من النفوذ لتمرير أسلحة تفرّغ في السودان وتنقل منه إلى مصر ثمّ إلى قطاع غزّة الذي تسيطر عليه حماس. أمّا تركيا فحاولت مراراً إقامة قواعد في السودان على ساحل البحر الأحمر".

وتابع "سيكون السودان تحت مراقبة شديدة في السنوات المقبلة. سيكون التحدّي الأكبر في القدرة على عودته دولة طبيعية وتطوير الاقتصاد وممارسة سياسة انفتاح حقيقية في كلّ الاتجاهات. لم يعد السودان مأوى لا لإرهابي مثل كارلوس ولا لإرهابي آخر مثل أسامة بن لادن. لم يعد من مكان فيه لضابط مغامر يؤمن بسياسة الابتزاز مثل عمر حسن البشير. سيكون السؤال الكبير هل يتمكن السودان من تطوير نظامه السياسي والعودة إلى حياة برلمانية سليمة بعيداً عن الصراعات المضحكة المبكية بين الأحزاب التقليدية التي أعادت العسكر إلى السلطة المرّة تلو الأخرى بدءاً بانقلاب إبراهيم عبود ثم جعفر نميري، وصولاً إلى عمر حسن البشير".

السودان الرشيد
من جانبه، لفت الكاتب هاني سالم مسهور في مقال بصحيفة الاتحاد، إلى أن "متغيرات الشرق الأوسط وتحولاته يجب استيعابها، فاتفاقية السلام الإماراتية مع إسرائيل غيرّت ملامح هذا الشرق الأوسط تماماً، وأكدت على أن هناك رؤية قائمة على تجفيف كل مسببات الإرهاب، سواء من خلال استغلال القضية الفلسطينية أو من التردي الاقتصادي، والتردي المعرفي في المنطقة، هذه الرؤية المستقبلية أخذتها قيادة السودان الجديد، ولم تخف اتصالاتها مع إسرائيل، لعقد اتفاق سلام يفتح صفحة تعايش تتوافق مع تعايش السودانيين بعد أن أسقطوا حكم عمر البشير".

وأضاف "السودان يعيش منعطفاً سياسياً صنعه السوادانيون بالعقلانية، وقدرتهم على قراءة الأمور والتحولات بواقعية، واستيعاب كافة الأبعاد سواء التاريخية أو المستقبلية، ولذلك كانت القدرة على توظيفهم ما يمتلكون من موارد حالية سياسية واقتصادية، للانتقال إلى السودان الراشد، ليكون عالياً بعلو السودان ومكانته في العالم العربي".