الأحد 25 أكتوبر 2020 / 17:55

انطلاق مؤتمر اللغة العربية الدولي الاستثنائي عن بعد

تحت رعاية عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، انطلق اليوم مؤتمر اللغة العربية الدولي الاستثنائي " التعليم عن بعد في تدريس اللغة العربية: الواقع والمتطلبات، والآفاق"، الذي ينظمه المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم خلال الفترة من 25 حتى 29 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي عن بعد تحت شعار "بالعربية نبدع".

وافتتح المؤتمر وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، بمشاركة المدير العام لمكتب التربية العربي، الدكتور علي بن عبد الخالق القرني، ومدير المركز التربوي للغة العربية، الدكتور عيسى الحمادي، لدول الخليج بالشارقة، وألف من ذوي الاختصاص ومحبي اللغة العربية عبر برنامج زووم.

وألقى مدير المركز التربوي للغة العربية، الدكتور عيسى الحمادي، لدول الخليج بالشارقة كلمة ترحيبية أشار فيها إلى إطلاق المؤتمر عن بعد نظراً للظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم نتيجة جائحة فيروس كورونا، والتي فرضت تطبيق برامج التعليم عن بعد موضحاً أن برنامج المؤتمر يتضمن 15 ندوة علمية حول أفضل الممارسات والتجارب بمشاركة 89 خبيراً وباحثاً.

وأكد أهمية المؤتمر في الاطلاع على أحدث المستجدات والمبادرات المبدعة، والإفادة من التجارب والخبرات العالمية والتقارير الناجحة، ونشر الوعي وتحمل المسؤولية المشتركة تجاه اللغة العربية، مع مراعاة خصائصها، لتواكب التطورات العلمية والتكنولوجية السريعة في ظل تحديات عصر العولمة والتقانة، وجعل اللغة العربية مسايرة لمتطلبات العصر.

ويهدف المؤتمر إلى الاستفادة من التجارب والخبرات الدولية في التعليم عن بعد وتطبيقها على أرض الواقع في العالم العربي، وعرض أحدث الدراسات والبحوث العلمية في مجال التعليم عن بعد وارتباطه بالأداء، وتعزيز التعليم عن بعد الذي يحفز المشاركة والأداء المميز، واستعراض النظريات التربوية التعليمية التي تساعد على نقل التعليم عن بعد لواقع تطبيقي، وإبراز أهمية الأطر الثقافية والأخلاقية لتطبيقات التعليم عن بعد وممارساته، بالإضافة إلى التوعية بدور بيئات التعليم عن بعد في تحفيز المشاركة والأداء المتميز، واستشراف مستقبل التعليم عن بعد في العالم العربي وتحديد معالم التحديات التي تواجه تطويره.

من جانبه قال حسين الحمادي: " إن وزارة التربية والتعليم تولي اهتماماً كبيراً باللغة العربية، في زمن متسارع تتنافس فيه اللغات إلى صدارة المشهد من أجل إيجاد موقع عالمي لها، لامتلاك المعارف والعلوم المؤثرة، التي يتم توظيفها لتعزيز موقعنا ومكانتنا وتطورنا في مختلف مجالات الحياة الفاعلة وفي ظل الواقع الجديد أصبح لزاما علينا أن نقف وقفة جادة للتعامل مع هذا الطارىء، لأن مسؤوليتنا كبيرة تجاه أبنائنا الطلبة، ونحو لغتنا العربية، ضمن إطار من التشارك والتكاملية، وهذا بكل تأكيد هدف المؤتمر ومسعاه النبيل".

وقال "نتطلع إلى جعل تعليم اللغة العربية مسايرا ومواكبا لمتطلبات العصر، والاستفادة من الخبرات والمبادرات وأفضل الممارسات والتجارب في هذا السياق، فاللغة العربية ليست مجرد لغة نعلمها لطلبتنا، بل هي هويتنا، والوعاء الفكري الذي يحوي ثقافة وتاريخ ونهج ونجاحات ومستقبل أمة بأكملها".

من جانبه قال  الدكتور علي بن بعد الخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج "يسعدني أن يكون مؤتمرنا اليوم في رحاب العربية، التي نعتز بها لسانا لتخاطبنا، ونبضا لتواصلنا، ورمزا لهويتنا، وأساسا لوحدتنا، وقبل ذلك كله لغة لتعبدنا، بعد أن تلقى إعجازها من السماء، خير الخلق، وخاتم الأنبياء، محمد بن عبد الله، النبي الأمي، فبلغ بها الرسالة، وأدى الأمانة، وشرف الكون كله، بما بلغ من خطاب رب العالمين".

وأضاف إن هذا الشرف السماوي، الذي نالته لغتنا، يلقي على عاتقنا شرف المسؤولية للمحافظة عليها، والعمل على تيسير تعليمها وتعلمها، وبذل الجهود العلمية والبحثية لتظل اللغة العربية محافظة على خصوصيتها، قادرة على التعبير عن منتجات العلوم في فروعها المتعددة، وعلى استيعاب معطيات التغيرات المعاصرة في العلوم والتقنية.

وأوضح أن اللغة العربية هي محور اهتمام متأصل في أهداف مكتب التربية العربية لدول الخليج منذ تأسيسه، حيث استشعر من خلال رؤى المؤسسين أن جوهر النهضة التعليمية المستهدفة، لن يكون إلا من باب العناية باللغة العربية.

وقدم المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة عرضاً مرئياً، حول أهم إنجازاته خلال هذا العام في مجال التدريب والمؤتمرات والندوات والإصدارات العلمية والبرامج.

وقال الدكتور بدر هديبان الحربي إن ما يشهده العالم اليوم من تطور في المعلومات والاتصالات يحتم على الباحثين، والباحثات في تعليم اللغة العربية الاستفادة من هذه المنجزات التقنية وتوظيفها في مجال التعليم عن بعد في تدريس اللغة العربية لافتاً إلى أن هذا المؤتمر الدولي الاستثنائي يتيح للباحثين والمهتمين في مجال تعليم اللغة العربية، أن يقدموا من خلاله عصارة أفكارهم وإبداعاتهم خدمة للغة القرآن الكريم، حيث يواجه تعليم اللغة العربية عن بعد تحديا كبيرا سواء على مستوى تدريس المهارات والعناصر اللغوية، أو أساليب القياس والتقويم, وذلك لما يتطلبه من إمكانيات تقنية, وقدرة على التعامل في توظيف هذه الإمكانيات في تدريس اللغة العربية، واستخدام أساليب متطورة واستراتيجيات حديثة تحقق المستوى المطلوب في تعليم اللغة العربية.

وتم عقد ثلاث ندوات تضمنت 16 ورقة بحثية في موضوعات مختلفة حيث تناولت الندوة الأولى 5 أوراق بحثية بعنوان " التعليم عن بعد وإستراتيجيات تعليم اللغة العربية"، والندوة الثانية 5 أوراق بعنوان "جودة مناهج اللغة العربية المبتكرة في ضوء متطلبات التعليم عن بعد"، والندوة الثالثة بعنوان: معايير توظيف التقنية في تعليم اللغة العربية.

كما تم استعراض العديد من الموضوعات منها، قراءات في قضايا ومشكلات تعليم اللغة العربية عن بعد "الأسباب وطرق العلاج"، والتعلم التعاوني "إستراتيجية تدريس مقترحة لتعليم اللغة العربية عن بعد"، وعوامل تقدم مستوى الطلاب سلوكيا وأكاديميا أثناء فترة التعليم عن بعد: دراسة حالة عن تقدم مستوى طلاب الصفين الخامس والسادس في حصص اللغة العربية، والتعلم عن بعد: فلسفة عربية ورؤية عصرية، ومعايير الجودة في تصميم دروس التعليم عن بعد، وتدريس العربية للناطقين بغيرها في الإمارات وغيرها من القضايا.