من تظاهرة ضد فرنسا في اسطنبول.(لوموند)
من تظاهرة ضد فرنسا في اسطنبول.(لوموند)
الإثنين 26 أكتوبر 2020 / 15:08

إهانة ماكرون آخر صيحات آردوغان...وشائعات ضد فرنسا في تركيا

رأت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن إهانة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هي آخر صيحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يقوم حالياً بجولة في مقاطعات وسط وشرق تركيا لتعزيز مكانته.

جعل الرئيس الفرنسي نموذجاً لرهاب الإسلام هو قطعة قماش حمراء يحب أن يلوح بها لتعزيز شعبيته

ويوم الأحد، هاجم أردوغان مرة أخرى، في خطاب ألقاه في شرقي البلاد، نظيره الفرنسي معتبراً أن لديه "مشكلة" مع الإسلام، وموصياً إياه "بإجراء فحوصات طبية".

صحة ماكرون العقلية

وكرر تشكيكه بصحة إيمانويل ماكرون العقلية، معتبراً أنه مهووس بأردوغان ليل نهار.
وفي اليوم السابق، كان قد دعاه بالفعل إلى إجراء "فحوصات الصحة العقلية".
واعتبر الإليزيه أن هذه التصريحات "غير مقبولة"، وقرر استدعاء سفيره في أنقرة للتشاور، وهو عمل غير مسبوق في العلاقات الدبلوماسية الفرنسية- التركية.

سابقة
وذكرت الصحيفة بسابقة حدثت عام 1901، عندما تم استدعاء جان أنطوان إرنست كونستانس، السفير الفرنسي لدى الباب العالي، إلى باريس ولكن لسبب آخر تماماً، وهو ديون غير مدفوعة.

وفي الحالة الراهنة، أرادت فرنسا توجيه إشارة قوية. وقالت الرئاسة الفرنسية إن "الفظاظة ليست أسلوباً"، وطالبت صاحب الرجل الأول التركي "بتغيير مسار سياسته لأنها خطيرة من جميع النواحي".

الإعلام التركي
ولفتت الصحيفة إلى أن مأساة قطع رأس الأستاذ الفرنسي مرت مرور الكرام في تركيا حيث تركز الدعاية الإعلامية الرسمية على "الإسلاموفوبيا" و "الفاشية" في فرنسا.
وكتبت صحيفة "صباح" المتحدثة باسم السلطة، يوم الأحد عن "إغلاق العديد من المنظمات غير الحكومية والمساجد ، ووصول الهجمات على المسلمين وصلت إلى الذروة ". وتعرضت ألمانيا أيضاً لانتقادات منذ داهمت الشرطة الألمانية مسجد مولانا في برلين، الذي يخضع قادته للتحقيق بشأن الفساد.

في الأيام الأخيرة، أدت شائعة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تأجيج المشاعر القومية. وأفاد ناشطون على الإنترنت أن البلديات الفرنسية عرضت رسوماً كاريكاتورية للنبي على جدران المباني الحكومية في "استفزاز آخر".

واحتج متظاهرون يلوحون بأعلام الأويغور يوم الجمعة في ساحة جامعة بيازيت في اسطنبول احتجاجا على "عرض الرسوم الكاريكاتورية للنبي". وحشد اللاجئون السوريون يوم الأحد في اسطنبول وغازي عنتاب وإزمير ضد الرسوم الكاريكاتورية للنبي والنتيجة الطبيعية له.

النفخ في نيران خامدة

ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات الفرنسية-التركية في أسوأ أحولها. وتصاعدت التوترات تدريجياً على مدى الأشهر بين الرئيسين، أولاً بسبب الحرب في ليبيا، ثم حول الاستكشافات التركية في شرق البحر المتوسط، ومؤخراً بشأن دعم أنقرة لأذربيجان في إقليم ناغورنو قره باغ.

وقالت إنه في كل هذه القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية، يلعب الرئيس التركي دور المثير للمشاكل، وينفخ في نيران خامدة وصراعات لم تنطفئ. ولفتت أيضا إلى رغبته في تأكيد نفسه كمدافع عالمي عن الإسلام السني والمسلمين المضطهدين.

قطعة قماش حمراء
وأكدت الصحيفة أن جعل الرئيس الفرنسي نموذجاً لرهاب الإسلام هو قطعة قماش حمراء يحب أن يلوح بها لتعزيز شعبيته. وبحسب معهد أوراسيا لأبحاث الرأي، لو أن الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) 2023 ستجرى هذه الأيام، فإن أردوغان سيحصل على 38.7% من الأصوات في مقابل 41.9% لأكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية اسطنبول، منافسه الرئيسي. فالاقتصاد في حالة من الانهيار ومشروعه لثورة ثقافية فشل. وقد أقرّ بذلك عندما افتتح حرم جامعة ابن خلدون في اسطنبول يوم الجمعة 23 أكتوبر (تشرين الأول)، قائلاً: "في مجالات التعليم والثقافة، فشلنا في دفع أفكارنا إلى الأمام". وحمل الصحفيين المسؤولية، قائلاً إن "إعلامنا لا يعكس صوتنا".