مرتزقة سوريون من فيلق الشام الموالي لأنقرة (أرشيف)
مرتزقة سوريون من فيلق الشام الموالي لأنقرة (أرشيف)
الإثنين 26 أكتوبر 2020 / 19:34

غارات روسية تُنكل بـ"فيلق الشام"... السوري الفصيل المفضل لدى أردوغان

يُعد فصيل "فيلق الشام" الذي تعرض لضربة قاسية اليوم الإثنين بعد مقتل وإصابة العشرات من مقاتليه في غارات روسية على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، الفصيل السوري الأقرب إلى تركيا، وقاتل إلى جانبها على جبهات عدة داخل سوريا وخارجها.

وتأسس الفصيل في مارس(آذار) 2014 بعد اندماج فصائل إسلامية كانت تنشط في شمال ووسط سوريا وفي ريف دمشق، وبرز اسمه سريعاً على الساحة السورية.

وشكل الفصيل جزءاً من تحالف "جيش الفتح" الذي ضم عدداً من الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقاً، وسيطر على كامل محافظة إدلب في صيف 2015، قبل أن يخوض "فيلق الشام" قتالاً في وقت لاحق ضد "هيئة تحرير الشام" التي انفردت تقريباً بالسيطرة على إدلب ومناطق مجاورة.

ويُعد الفصيل مقرباً من جماعة الإخوان الإرهابية، المحظورة في سوريا، وينظر إليه البعض بوصفه ذراعها العسكري.

وشارك في العمليات العسكرية الثلاث التي نفذتها تركيا منذ 2016 في سوريا، التي تركزت خاصةً ضد المقاتلين الأكراد.

وينتشر الآلاف من عناصره في مناطق سيطرة القوات التركية في شمال سوريا مثل أعزاز، وعفرين، وفي ريف إدلب الشمالي.

ويقول الباحث في الشأن السوري نيكولاس هيراس لوكالة "فرانس برس": "فيلق الشام هو وكيل تركيا المفضل لدى الرئيس رجب طيب إردوغان" بين الفصائل السورية الموالية لأنقرة".

ويوضح أنه يُعد بمثابة "وكالة التجنيد الأبرز للقوات الأجنبية التي يرسلها الزعيم التركي ضد حلفاء الروس.. من شمال إفريقيا إلى القوقاز".

وأرسلت تركيا آلاف المقاتلين السوريين، بينهم عناصر من فصيل "فيلق الشام"، إلى ليبيا للقتال إلى جانب "حكومة الوفاق" التي تدعمها أنقرة في مواجهة قوات الجيش الليبي.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "تركيا أرسلت 18 ألف مقاتل إلى ليبيا".

وتكرر الأمر بعد اندلاع النزاع قبل أسابيع بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورنو قره باخ. واتهمت يريفان التي تنضوي في تحالف عسكري لجمهوريات سوفياتية سابقة بقيادة موسكو، تركيا بإرسال مرتزقة من شمال سوريا دعماً للقوات الأذرية.

ووثق المرصد إرسال أنقرة أكثر من ألفي مقاتل سوري إلى المنطقة.

ويقول مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "يُعد فيلق الشام أبرز الفصائل التي أرسلت عناصرها بشكل منظم إلى ليبيا، كما ذهب مقاتلون عدة في صفوفه إلى ناغورنو قره باخ".

ووثّق المرصد اليوم مقتل 78 عنصراً من الفصيل وإصابة أكثر من 90 آخرين في ضربة لطائرات روسية ضد ثكنة عسكرية تابعة قرب الحدود مع تركيا في شمال غرب إدلب. وكان المعسكر يضم أكثر من 180 شخصاً بين مقاتل ومدرب وإداري.

وهي ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها الفصيل ضربة قاسية بهذا الشكل، إذ قتل نحو 70 منه في سبتمبر (أيلول) 2017 في غارات روسية أيضاً على إدلب.

ورجح محللون أن روسيا أرادت باستهداف "فيلق الشام" اليوم "توجيه رسالة" إلى تركيا التي تتواجه معها في نزاعات عدة.

ومنذ 2016، تنسق روسيا الداعمة لدمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة عن قرب في كل ما يتعلق بالنزاع في سوريا.

ورعت الدولتان، إلى جانب إيران، محادثات أستانا التي أمكن التوصل خلالها الى اتفاقات هدنة عدة، خاصةً في إدلب.

وشارك ممثلون عن "فيلق الشام" في جلسات مفاوضات عدة بين المعارضة والحكومة السورية برعاية الأمم المتحدة في جنيف لم تسفر عن أي نتيجة. كما شارك ممثلون عنه في محادثات أستانا.