الأربعاء 28 أكتوبر 2020 / 12:57

بايدن.. هل يكون ضحية لفضيحة نجله..؟

تطرقت الكاتبة السياسية ليز پيك إلى الأسبوع الصعب الذي شهده المرشح الديموقراطي جو بايدن. فقد كشفت تقارير أن بايدن كذب على ما يبدو حين أعلن أنه لم يكن لديه أي معرفة بشأن التعاملات التجارية المشبوهة لابنه هانتر في الصين وأوكرانيا وكازاخستان وأمكنة أخرى، حيث من المحتمل أن يكون بايدن أيضاً قد ارتبط بهذه النشاطات.

ترامب يحتاج إلى هذه التجمعات، فهو لا يحارب بايدن فقط بل أيضاً الإعلام الليبيرالي ووسائل التواصل الاجتماعي التي تريد إقناع الناخبين بأن الانتخابات انتهت

 وفي شبكة "فوكس نيوز"، لم تستبعد پيك أن تكون هذه الأخبار قد ضربت حملة بايدن الانتخابية.

يضاف إلى ذلك الأداء السيئ للمرشح الديموقراطي في مناظرة الخميس الماضي حين تعثر مرات عدة واعترف بأنه يريد "إغلاق صناعة النفط". كان هذا الإعلان صعباً بالنسبة إلى مرشح يريد أن يفوز بولاية بنسلفانيا النفطية. حاول بايدن لاحقاً التراجع عن كلامه لكن الضرر كان قد وقع. على الرغم من أن بايدن متقدم في استطلاعات الرأي الوطنية بثماني نقاط وفقاً للمعدل العام، يتضاءل هذا التقدم على الصعيد الوطني كما على صعيد بعض الولايات الحساسة.

لماذا اختبأ في الطابق السفلي
ترى پيك أن لا مكان للمفاجأة لأن بايدن خاض اللاحملة الأكثر إثارة للشفقة رافضاً إجراء مقابلات هامة ومختبئاً في الطابق السفلي من منزله. لا يثق استراتيجيو الحزب الديموقراطي بإمكانية نجاة بايدن من المقابلات الصحافية، وقد أرادوا له سباقاً خالياً من النقاش حول البرامج، آملين أن تتحول الانتخابات إلى استفتاء حول شخصية ترامب وتعامله مع فيروس كورونا.

بالنسبة إلى الاستراتيجيين، كلما شاهد الأمريكيون بايدن سيقلقون أكثر على قدرته الذهنية أو سيكرهون سياساته المائلة باتجاه اليسار بشكل تصاعدي. لقد جاء تعثره المدمر حول النفط على الرغم من أنه أمضى أياماً عدة وهو يستعد للمواجهة. لا يمكن تخيل خطأ كهذا في المرحلة النهائية من الحملة الرئاسية، حين يكون الملايين من الناخبين المترددين يدرسون اتخاذ قرارهم النهائي.

لم يكن قراراً حكيماً
حاولت الصحافة الليبيرالية خنق التقارير الأخيرة عن التعاملات التجارية لنجل بايدن. تجاهل البعض تلك الأخبار لأنها تضليل إعلامي روسي وفقاً لرأيه. لكن الحواسيب والهواتف الخلوية وأدلة أخرى تدعم الاتهامات، بينما تحدث مدير الاستخبارات القومية جون راتكليف عن غياب المؤشرات إلى وقوف روسيا خلف القصة. انعكست جهود تويتر وفايسبوك لقمع التقارير سلباً فدفعت الفضيحة إلى الانتشار بشكل واسع. وبدلاً من نفي القصة، اختبأ بايدن. كان ذلك قراراً غير حكيم بحسب پبك.

غالبية الأمريكيين في وضع أفضل
في هذه الأثناء، يَعبر ترامب الولايات بكل حيوية ويذكر الناخبين بقوة البلاد اقتصادياً قبل وصول كوفيد-19. ويتعهد في حملاته الانتخابية خفض البطالة إلى مستوى قياسي ورفع الأجور وزيادة الفرص التي كان يستفيد منها جميع الأمريكيين حتى يناير (كانون الثاني) الماضي. حين يقول 56% من الأمريكيين لشركة غالوب لاستطلاعات الرأي إنهم في وضع أفضل مما كانوا عليه منذ أربع سنوات، وإنهم يرون الاقتصاد أولوية لهم، فإن هذا برهان قوي لصالح ترامب.

إحراج
لقد جذبت تجمعات ترامب الانتخابية الحشود حتى في زمن كورونا. لا يمكن إنكار الحماسة فيها بينما تتناقض هذه التجمعات بشكل فاقع مع الحملات الضعيفة التي يستضيفها بايدن والمقربون منه. ففي تجمعاته المباشرة القليلة، لا يستقبل بايدن أي أسئلة ولا يقيم دردشة مع المراسلين، ويقرأ عن الملقن الإلكتروني أمام مجموعة صغيرة من الحضور المتباعد. حتى أوباما فشل في جمع الحشود. تحدث مؤخراً في فلوريدا فلم يجذب سوى 400 شخص. لن يكون مستغرباً توقف أوباما عن هذا المسار لأن حشوداً ضئيلة كهذه هي محرجة.

حاجة ترامب
تضيف الكاتبة أن ترامب يحتاج إلى هذه التجمعات، فهو لا يحارب بايدن فقط بل أيضاً الإعلام الليبيرالي ووسائل التواصل الاجتماعي التي تريد إقناع الناخبين بأن الانتخابات انتهت. تُسلط عناوين الأخبار الضوء على الاستطلاعات السلبية بحق ترامب وعلى أن أكثر من 60 مليون أمريكي قد صوتوا. كما تشير إلى أن التصويت المبكر في بعض الولايات يصب في صالح الديموقراطيين لا الجمهوريين.
تتجاهل هذه الأخبار أن التوقعات تحدثت عن أن الديموقراطيين كانوا سيصوتون على الأرجح باكراً وأنه لا يزال حوالي 100 مليون ناخب من المتوقع أن يصوتوا لاحقاً. يريد داعمو بايدن خفض نسبة اقتراع الجمهوريين عبر توصيف حملة ترامب بأنها يائسة.

ماذا بعد الندم المحتمل؟

يبدو ترامب متأخراً في بعض الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيغان. لكن الأمريكيين شهدوا هذه الاستطلاعات من قبل. كذلك، شاهدوا الإقبال العملاق لمؤيدي ترامب على التجمعات المتتالية وبدأوا يشككون باستطلاعات الرأي غير المؤاتية للرئيس. ترى الكاتبة أنه ربما يتوجب على الأمريكيين فعل الشيء نفسه اليوم. وإذا فاز ترامب فسيندم الديموقراطيون على استراتيجية اختباء بايدن الخاصة بهم. وسيتمنون أيضاً لو أن الروزنامة تضمنت أسبوعاً واحداً أقل.