الثلاثاء 11 فبراير 2014 / 21:10

منصور بن زايد: تقييم الوزارات سيكون في نزول الوزير إلى الميدان

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، وزير شؤون الرئاسة، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أن من أطلق مسمى الربيع العربي أخطأ وكان مستعجلاً، وقال نحن في الإمارات نأسف لما وصلت إليه الأوضاع في بعض الدول العربية ونأمل أن يعود الاستقرار.

الشيخ منصور بن زايد: يجري العمل حالياً على إعداد معايير محاسبة الوزراء لقياس مدى تفاعلهم مع الجمهور

كشف عن دراسة قانونية لإنشاء مؤسسات تراقب المؤسسات المصرفية بشكل أكبر، تحت إشراف وزارة المالية

دعا المواطنين إلى مراجعة أسباب أخذهم للقروض وقصرها على الضرورات

وشدد على أن الشعب الإماراتي متلاحم مع قيادته التي ترعى شؤونه عن قرب، وتحدث عن القضايا المحلية والخدمات الحكومية، وذلك خلال الجلسة الرئيسية التي عقدها الشيخ منصور بن زايد اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "الشراكة والابتكار في تقديم الخدمات الحكومية"، ضمن أعمال القمة الحكومية الثانية المنعقدة في دبي.

أولويات مجلس الوزراء
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، وزير شؤون الرئاسة إن "أهم الأشياء التي يتم التركيز عليها في مجلس الوزاري للخدمات، هو العمل على إسعاد المواطن والتعاون معه، وقد تمت مطالبة الوزراء والمسؤولين بمتابعة العمل بشكل مباشر والنزول إلى الميدان والإحتكاك بالجماهير"، وأكد أنه يجري العمل حالياً على إعداد معايير محاسبة الوزراء لقياس مدى تفاعلهم مع الجمهور والنزول إليهم والتناقش معه.

إجتماعات الوزاري
وأكد أن "المجلس الوزاري للخدمات يجتمع قبل كل اجتماع لمجلس الوزراء، لكنه لا يتخذ قرارات، وإنما يناقش كل المواضيع المطروحة من الوزارات، ويستمع للآراء كافة، ثم يرفع ما تم الاتفاق عليه إلى مجلس الوزراء، ليتم إعتماده من قبل الشيخ محمد بن راشد".

الإمارات للاستثمار
وأفاد الشيخ منصور بن زايد خلال الجلسة، أن "جهاز الإمارات للاستثمار، ينصب دوره على استقطاب الأموال الفائضة من الميزانية الحكومية، ويعمل على إعادة استثمارها عبر محافظ استثمارية عدة، أنه بعد فترة معينة يمكن أن يكون هناك رافد جديد لدعم الميزانية الاتحادية، عبر جني ثمار استثماراته الحالية"، مؤكداً أن الأمر كله يهدف إلى تنويع مصادر الدخل العام للدولة.

مبادرة رئيس الدولة
وحول مبادرات رئيس الدولة في القطاع السكني، ذكر نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، وزير شؤون الرئاسة أن "النهج الأساسي للمبادرة في هذا القطاع هو الاستدامة، فليس الهدف هو بناء مجرد مساكن للمواطنين فحسب، بل بناء مساكن ذات عمر افتراضي طويل يتلاءم مع التطور والتقدم والتسارع الحضاري الذي يشهده الدولة، ويستمر وجودها لسنوات طويلة".
 
وأشار إلى أن "الجهات الحكومية المشرفة حددت معايير استدامة واضحة لشركات المقاولات المنفذه لمشاريع الاستدامة، لتلتزم بها في البناء".

وأضاف "نريد من المواطن أن يكون مرتاحاً في بيته ولدينا مشاريع كثيرة تسير في خطين، الأول قصير المدى لمدة 5 سنوات، والثاني متوسط يصل إلى 10 سنوات، والمشاريع الكبرى بحاجة إلى وقت وإعداد أكثر".

قروض المواطنين
وتحدث الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، عن أن "إنشاء صندوق خاص لديون المواطنين المتعثرة، كان خطوة هامة، فيما شدد على أن الإعلام مقصر في توعية المواطنين حول القروض والتعاطي مع البنوك، وطالب من وسائل الإعلام ضرورة زيادة برامج التوعية المجتمعية للحد من هذه القروض، واستغلال البنوك لبعض الفئات من المواطنين التي ليس لديها الإدراك الكافي حول  كيفية وطريقة احتساب الفوائد والتسهيلات،
وكشف أن "عدد الذين استفادوا من الصندوق في عام 2012 بلغ  1500 مواطناً بما يعادل مليار و300 مليون درهم، أما في العام الماضي  فقد بلغ عدد المستفيدين 2000 مواطن بقيمة ملياريين و50 مليون درهم".

وطالب الشيخ منصور بن زايد، الشباب الإماراتي، بأن لا يتورطوا في الديون، وأن لا يندفعوا وراء القروض لغير حاجة، وأن يراجعوا أسباب اقتراضهم ويقتصروها على الضرورية، مبيناً أن بعض البنوك تستغل المواطنين، وذكر مثالاً حياً لأحد المواطنين الذي كان مديناً في البطاقة الائتمانية بـ 100 ألف درهم، فيما قام البنك برفع سقف الإقراض إلى 580 ألف درهم ليصبح مديناً بهذا المبلغ.

مؤسسات رقابية
وكشف نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، وزير شؤون الرئاسة، أن "هناك دراسة قانونية لإنشاء مؤسسات تراقب المؤسسات المصرفية بشكل أكبر، تحت إشراف وزارة المالية، مشيراً إلى أن الوزارة وبالتعاون مع مصرف الإمارات المركزي قطعا شوطاً مهماً في دراسة الموضوع، والعمل على  بعض القوانين المنظمة للبنوك" .

القطاعين العام والخاص
وقيم  الشيخ منصور بن زايد، مستوى التعاون بين القطاعين العام والخاص في إفادة الدولة، مؤكداً أن المستوى الذي وصل إليه التعاون مثمر جداً، ومستمر على الدوام.

وأشار  إلى أن العامين 2012، و2013، شهدا أعمالاُ عدة لتجديد وتطوير البنية التحتية، لكن هذا العمل لا يقف عند حد معين، فالسنوات الـ 20 المقبلة ستشهد زيادة وتضاعف في الطلب على هذا النوع من الخدمات.
 
الخدمة الإلزامية
وعن الخدمة الإلزامية للمواطنين، قال الشيخ منصور بن زايد، إن "الطالبات ترغبن في الدخول إلى الخدمة قبل الأولاد، رغم أنه من المعروف أن الطلاب الشباب مجبورون على الدخول إلزامياً للخدمة، ولكن الخدمة للفتيات اختيارية"، وأضاف "الظاهر أن الفتيات سيكون عددهن في الخدمة أكثر من الشباب".

وتابع "مشروع القانون يصقل المواطن، ويعطيه وهو شاب كيفية العمل بالضوابط العسكرية، ومهم جداً أن يدخل الشباب في هذا المجال، والخدمة مهمة جداً، والكثير من الأسر ستفرح بها".
 
الربيع العربي
وفي تعليق له على أحداث الربيع العربي، قال نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، وزير شؤون الرئاسة، إن "المستخدم لكلمة ربيع أخطأ فيها وكان مستعجلاً".

وأضاف أن "الحراك السياسي الذي شهدته بعض دول المنطقة، هو ثورات شعبية، لكن عند القيام بأية ثروة يجب أن يكون لها نتائج إيجابية، ونحن في الإمارات نأسف لما وصلت إليه بعض هذه الدول وندعوا الله لها أن تستقر وتعود إلى صف التقدم، والتنمية كدولة متكاملة وليس أفراد بعينهم".

وعن التلاحم الشعبي في الإمارات والوقوف ضد أية تدخل أجنبي أومخاطر داخلية، قال "الإمارات تاريخياً وليس من اليوم، شعبها مترابط مع أن الشعب الإماراتي مترابط مع حكامه وقيادته بشكل غير موصوف"، لافتاً إلى أن "التفاعل والتواصل الواقعي على الأرض الذي ينتهجه الحكام دون أية رسميات في التعامل هو أساس هذا الترابط والتلاحم".
 
وقال إن "القائد في الإمارات ينزل إلى أفراد شعبه ويزورهم في بيوتهم ويتعرف على همومهم ومشاكلهم، ليتمكن واقعياً من حلها، ما يخلق بالضرورة تلاحماً لا مثيل له".

واعتبر القمة الحكومية منصة للتجمع والتقارب العربي عبر الوفود والأفراد المشاركين، ودعا سموه جميع المشاركين إلى تبادل خبراتهم مع الإمارات للاستفادة منهم ولإفادتهم بتجارب الدولة.