الثلاثاء 10 نوفمبر 2020 / 20:47

الحجري: التشكيليون العرب بحاجة إلى المشاركة بفاعلية في الحراك الفني العالمي

قال الفنان التشكيلي العماني الدكتور سلمان الحجري إن حركة الفنون التشكيلية بالعالم العربي بوجه عام، وفى سلطنة عمان بوجه خاص، تعاني من الدور المتواضع للمؤسسات الفنية المعنية برعاية الفنون، وتواضع الميزانيات المالية المخصصة لتلك المؤسسات، وهو الأمر الذي ينعكس بالسلب على الحركة الفنية داخل سلطنة عمان وفي معظم البلاد العربية.

وأشار الحجري، إلى حاجة الفنان التشكيلي العربي للخروج من نطاق المحلية، والمشاركة بشكل فعال في الحراك الفني العالمي، وذلك بهدف الإطلاع على التجارب الفنية الجديدة فى العالم، لافتاً إلى أن رسالة الفنان تتعاظم ويبقى دوره أكثر تأثيرا بالخروج من المحلية ونطاقها الضيق والإنطلاق نحو عوالم أوسع.

وأضاف أن خير مثال على ذلك الفنانة فيردا كالو، التى تُعد من أشهر الفنانات في العالم، والتي كان للوحاتها دور كبير في إثارة القضايا المتعلقة بالمرأة، وقد تمكنت عبر أعمالها الفنية من مساعدة الكثير من النساء على الظهور.

وحول قدرة الفنانين التشكليين العرب فى اللحاق بركب الحركة التشكيلية فى العالم، قال الحجري إن الفنانين العرب يمتلكون كل الأدوات الفنية التي تجعلهم ينافسون فناني العالم، وأنه وبكل تأكيد فإن العرب لديهم  الكثير من الوجوه الفنية العالمية، وأن الكثير من الفنانين التشكليين العرب، ممن يمتلكون أدواتهم الفنية بشكل جيد، والمؤهلون للمنافسة عالمياً، يحتاجون لتسليط الضوء عليهم، ويحتاجون للمشاركة فى المعارض والملتقيات الفنية العالمية.

وشدد الحجري على أن هناك تقصيراً من الفنانين أنفسهم، ومن المؤسسات المعنية بالفن والثقافة وكذلك صالات العرض ووسائل الإعلام. 

وحول رؤيته للحركة التشكيلية فى سلطنة عمان، قال الحجري إن هناك عزوفا من قبل الكثير من فناني السلطنة على ممارسة الفنون، وأن الكثير من المؤسسات الرسمية بالسلطنة لاتقتني أي أعمال من الفنانين التشكليين العمانيين، وأن المؤسسات الخاصة مثل الفنادق والمنتجعات السياحية قليلاً ما تقتني أعمال التشكيليين العمانيين.

وشدد  على ضرورة أن تتوحد جهود الكثير من المؤسسات المعنية بالفنون داخل السلطنة، معتبراً أن ذلك سيساعد على تنظيم أفضل للحركة التشكيلية بالبلاد.

وأكد الحجري على أنه ليس هناك تشجيع حقيقي للفنان العُماني، وأن الجوائز والفعاليات تجرى بشكل سنوي، وليست بالشكل المطلوب، وأنه ليس هناك متحف للفنون المعاصرة بالسلطنة، مشيراً إلى أن كثيراً من الفنانين رحلوا عن الحياة وأعمالهم في المخازن، وأن صالات الفنون لا تشكل أي رقم أو فارق في دعم الفنان، وأن الصالات الفنية غير منصفة للفنانين.

وأشار إلى عدم وجود مراسم في جميع مناطق السلطنة لممارسة الفن، وكذلك عدم وجود هيئة للمتاحف تكون معنية بصناعة العروض المتحفية للفنون، موضحاً أن إدارات الفنون في السلطنة  لاتخلق شراكات دولية في تطوير الفنون،  فضلاً عن غياب الورش والمشاركة في البيناليات.

وعن كيفية تحقيق طموحات الفنانين التشكيليين فى سلطنة عمان، لفت الحجري إلى ضرورة دعم الفنانين مادياً عبر  تعزيز ثقافة اقتناء الأعمال الفنية، وإقامة بينالي مسقط، بشكل يجعل منه علامة فارقة في المشهد التشكيلي العربي والعالمي، والانتهاء من  كتاب دليل الفنانين الذي مضى على تدشينه 10 سنوات.

ودعا الحجري إلى خلق شراكات حقيقية مع أكاديمي الجامعة والاستفادة بآرائهم ووجهات نظرهم، وتسريع فتح متحف للفن التشكيلي العُماني المعاصر.

وحول موضوعات أعماله ومفرداته التشكيلية، قال الحجري إنه يستلهم أعماله ومفرداته من الطبيعة ومن التراث والزخارف العمانية، ومن القضايا الإنسانية والفكرية، والمرأة ومخزون الذاكرة من مشاهد ومواقف، ومن البشر و انطباعاتهم ومشاعرهم وهمومهم وما يقلقهم.

وتابع قائلاً:"هدفي من خلال ممارسة الفن بشكل عام، هو محاولة تقريب لغة الجمال لـلجمهور، ومحاولة تأكيد دور الفن في المجتمع كوسيط للتعبير عن الأفكار والتواصل ما بين فئات المجتمع، وكوسيط للحديث عما يدور في نفوس كثير من الناس من خلال رسمة كاركتير أو رسم الطبيعة".

وأشار إلى أن اهتمامه بالفن التشكيلي فطري، وهو ممارسة إنسانية، لافتاً إلى أن عمله كأستاذ مشارك للفن والتصميم والبحث العلمي، ساعده على الاطلاع على تجارب غربية معاصرة أثرت بشكل أو بآخر بالفكر الفلسفي والمفهوم الجمالي للفن لديه.

وأكد الحجري تأثره بالحروفية والواقعية والتعبيرية والتأثيرية والسريالية والتجريدية والبنائية، لافتاً إلى أنه يميل فى أعماله إلى "الاختزال، وإعطاء المعالجات التصميمية لسطح اللوحة الفنية أهمية أولى في الرؤية البصرية التشكيلية".

ورأى أن المتلقي يعيد قراءة اللوحة العربية وفق رؤية جمالية معاصرة، تجعل منها أقرب إلى لوحات التصميم ، مشيرا إلى أنه يميل إلى ألوان الاكريليك، والطباعة بالشاشة الحريرية، وبرامج الكمبيوتر جرافيك، والطابعات، والأجهزة اللوحية ، والهواتف الذكية، والخامات المختلفة.

يذكر أن العماني الدكتور سلمان الحجرى، هو استاذ مشارك التصميم الجرافيكي بقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس، فى سلطنة عُمان،  وهو أيضا فنان تشكيلي ومصمم جرافيكي وباحث في مجالي الفنون التشكيلية والتربية الفنية، وهو حاصل على الدكتوراه فى الفلسفة من جامعة لافبرا، بالمملكة المتحدة عام 2013 في نظريات الإبداع و تدريس الفنون والتصميم الجرافيكي، وحاصل على ماجستير التصميم من جامعة التكنولوجيا بسيدني عام 2005.

ونشر الحجري كتاب في التخصص و أكثر من 16 ورقية علمية محكمة في مجلات ومؤتمرات معتمدة عقدت خلال الفترة من 2020-2010، في عدة مدن عالمية وإقليمية، وأقام سبعة معارض شخصية خلال الفترة من (2019-2015) وشارك في أكثر من 40 معرضاً جماعياً، داخل وخارج السلطنة، وحصل على أكثر من 12 جائزة محلية ودولية منذ 2000.