تظاهرة لجماعة "الإحوان المسلمين" في مصر.(أرشيف)
تظاهرة لجماعة "الإحوان المسلمين" في مصر.(أرشيف)
الجمعة 13 نوفمبر 2020 / 11:57

فوز بايدن أخرج الإخوان من جحرهم

تعليقاً على احتفاء جماعة الإخوان بفوز الرئيس الأمريكي المُنتخب جو بايدن، حذّر الصحافي الفلسطيني خالد أبو طعمة من أن الجماعة تسعى لفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة في محاولة للعودة إلى الساحة السياسية.

أي إدارة أمريكية يجب أن لا تتجاهل أجراس التحذير التي قرعها العرب في أعقاب محاولة جماعة "الإخوان المسلمين" تقديم نفسها على أنها "جماعة مُسالمة تسعى إلى تحقيق الحرية والديموقراطية في العالم العربي"

وذكر أبو طعمة، في مقال في معهد "غيتستون"، أن النشطاء المؤيدين لـ الإخوان والإعلاميين في مصر وتونس واليمن ودول الخليج لم يُخفوا صلاتهم من أجل فوز بايدن، والجماعة لم تُخفِ تحيّزها تجاهه، وقدّمته على أنه نصير للإسلام والمسلمين، مشيرة إلى أنه يستشهد بأحاديث النبي محمد.

وعزا المُحلّلون هذه الحماسة إلى رغبة الإخوان في استعادة تجربتهم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، حين لعبوا خلالها دوراً بارزاً بركوبهم موجة انتفاضات "الربيع العربي".

"الاخوان" يُشيدون ببايدن

وكانت جماعة الإخوان، قد نشرت الأسبوع الماضي بياناً على موقعها الرسمي، قدّرت فيه العملية الانتخابية الأمريكية التي أدت إلى فوز بايدن، وتمنّت له وللشعب الأمريكي وشعوب العالم بأسره الاستمرار في العيش بكرامة في ظلّ مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

استعداد للعودة

وأبدى بعض المحلّلين العرب قلقهم من ترحيب الإخوان بنتائج الإنتخابات الرئاسية، مُبدين خشيتهم من أن الجماعة، المدعومة من قطر وتركيا، تستعدّ للعودة في ظلّ إدارة بايدن المُحتملة.

وذكر الصحافي أن الرسالة التي يُوجّهها العرب إلى الإدارة الأمريكية الجديدة هي وجوب عدم تكرار أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما، الذي انحازت إدارته إلى الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وأن العرب يُريدون تذكير الإدارة الأمريكية الجديدة المُحتملة بأن الإسلاميين وأنصارهم "كاذبون عنيدون ولا يهتمون إلا بمصالحهم الخاصّة".

إعادة تدويل الجماعة

وأشار أبو طعمة إلى أن كثيرين من العرب سخر من حديث الإخوان عن "الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان"، خصوصاً وأن الإخوان كانوا يُدينون مُنتقديهم بالعملاء. وتساءل بعضهم: "هل الديكتاتوريات التي يتحدّث عنها الإخوان تشمل إيران وتركيا وقطر؟".

فيما رأى بعض المحلّلين العرب أن "التنظيم الإرهابي يسعى بشتى الطرق لإستغلال أي ظرف دولي لإعادة تدويل نفسه بعد فشل مشروعه التخريبي في المنطقة مع انهيار نظامه في مصر عام 2013".

وأشار هؤلاء إلى أن "هناك تقارير تؤكد دعم الإخوان لبايدن حتى يتمكّن التنظيم من تجنّب القيود المفروضة على حركات الإسلام السياسي، ويأملون في أن تُزيلهم الولايات المتحدة من قائمة المنظمات الإرهابية".

حنين إلى حقبة الثورات

ورأى آخرون أن "احتفال الإخوان ببايدن يعكس حنيناً إلى حقبة الثورات، حيث كانت الجماعة شريكة للإدارات الديمقراطية في تخريب المنطقة ودعم التطرّف. وترى الجماعة أن بايدن سيُعيدها إلى السلطة في مصر، وذلك بعد أن أجهض وجود الرئيس دونالد ترامب لمدة أربع سنوات طموحاتها".

كما اعتبر بعضهم أن الجماعة "تأمل في أن يضغط بايدن على مصر لإطلاق سراح كبار أعضاء التنظيم الإرهابي من السجن، وكأنهم يستعدّون للعودة إلى السلطة بأوامر من البيت الأبيض".

صفحة جديدة
كما استشهد أبو طعمة بما قاله نبيل نعيم، العضو السابق في منظمة "الجهاد الإسلامي" المصرية، عن أن جماعة "الإخوان المسلمين" تسعى "لفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وتتوقّع من الحزب الديموقراطي تبنّيها والدفاع عن وجودها وتمهيد الطريق لعودتها إلى الساحة السياسية".

تحذيرات
ورأى أن أي إدارة أمريكية يجب أن لا تتجاهل أجراس التحذير التي قرعها العرب في أعقاب محاولة جماعة الإخوان تقديم نفسها على أنها "جماعة مُسالمة تسعى إلى تحقيق الحرية والديموقراطية في العالم العربي"، معتبراً أن الإسلاميين يائسون للعودة إلى السلطة في مصر، ولهذا، فهم مستعدون حتى لمغازلة "الشيطان" الأمريكي للوصول إلى هذا الهدف. وهؤلاء هم الإسلاميون نفسهم الذين كانوا يُدينون العرب الذين يتواصلون مع الأمريكيين.

وختم أبو طعمة "يأمل العرب الذين لا يدعمون الإخوان، خاصّة أولئك الذين يعيشون في مصر ودول الخليج، أن يتفهّم بايدن وإدارته قلقهم بشأن الإسلاميين بشكل واضح".