صورة تعبيرية (أرشيف)
صورة تعبيرية (أرشيف)
الأحد 15 نوفمبر 2020 / 17:28

التسامح في الإمارات نهج راسخ ونموذج عالمي يحتذى

24- أبوظبي- آلاء عبد الغني

تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة العالم غداً الإثنين، الاحتفال باليوم العالمي للتسامح، الذي يصادف 16 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، من أجل ترسيخ قيم وثقافة التسامح والاحترام والتآخي، ونبذ كل مظاهر التعصب والكراهية والتمييز.

وتضم دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام والمساواة، كما تعد حاضنة لقيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخرين، والتسامح والتعايش في الدولة نهج راسخ منذ تأسيسها على أيدي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومسيرة ممتدة في عهد أبنائه بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وآمنت الإمارات منذ تأسيسها بأن التسامح هو بوابة الخروج من جميع الأزمات الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن إرساء أسس التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمعات، يقود نحو الاستقرار والازدهار في المجالات كلها وعلى جميع الأصعدة.

وتعتبر الإمارات شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، وأصبحت عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة، وتحتضن الدولة عدة كنائس ومعابد تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية، ولدى الدولة مبادرات دولية عدة ترسخ الأمن والسلم العالمي، وتحقق العيش الكريم للجميع.

مساعدات إنسانية
ومنذ تأسيسها كذلك، لم تتوان الدولة يوماً عن تقديم المساعدات العاجلة للدول للمحتاجين والمتضررين والمنكوبين، ومدت أياديها البيضاء للجميع دون استثناء، وسمى عطاؤها فوق الأديولوجيات وتخطى جميع الحدود والجغرافيا، ولم يفرق بين جنس أو لون أو دين، أو عرق، وكان هدفها وما يزال هو مد يد العون للإنسان، إعلاءً للقيم الإنسانية والروابط والأخوة الإنسانية.

مسجد "مريم أم عيسى"
ومن الأمثلة العملية لروح التسامح التي تتمتع بها دولة الإمارات، توجيه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في يونيو (حزيران) من عام 2017، بإطلاق اسم مريم أم عيسى "عليهما السلام" على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقه المشرف، وذلك ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات التي حثنا عليها الين الإسلامي الحنيف، والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية.

ولتعزيز مفهوم التسامح والتعايش أطلقت دولة الإمارات العديد من المبادرات والاستراتيجيات، واتخذت خطوات فاعلة محلياً ودولياً لتكريس التسامح على أرض الواقع، ونبذ العنف والحقد والكراهية ومنها: 

وزير التسامح
استحدثت الإمارات منصب وزيرٍ للتسامح لأول مرة في فبراير (شباط) 2016، خلال إعلان نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن التشكيل الوزاري الثاني عشر والتغييرات الجوهرية في الحكومة الاتحادية.

وجاء في الإعلان قول نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حول أسباب تعيين الإمارات لوزير دولة للتسامح: "لا يمكن أن نسمح بالكراهية في دولتنا، ولا يمكن أن نقبل بأي شكل من أشكال التمييز بين أي شخص يقيم عليها، أو يكون مواطناً فيها".

قوانين وتشريعات‏
أصدر رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في يوليو (تموز) 2015، مرسوماً بقانون رقم (2) لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، بهدف إثراء ثقافة التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أياً كانت طبيعتها، عرقية، أو دينية، أو ثقافية، ويقضي القانون بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.

عام التسامح
وكرست القيادة الإماراتية نهجها الثابت والراسخ في تعزيز التعايش والتسامح، بإعلان رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عام 2019 في الإمارات عاماً للتسامح، والذي يركز على 5 محاور هي: تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع من خلال التركيز على هذه القيم لدى الأجيال الجديدة، وترسيخ مكانة دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الكبرى منها المساهمات البحثية، والدراسات الاجتماعية المتخصصة في حوار الحضارات، والتسامح الثقافي من خلال مجموعة من المبادرات المجتمعية والثقافية المختلفة، وطرح تشريعات وسياسات تهدف إلى تعزيز قيم التسامح الثقافي، والديني، والاجتماعي، تعزيز خطاب التسامح، وتقبل الآخر من خلال مبادرات إعلامية هادفة.

برنامج وطني
إقرار البرنامج الوطني للتسامح ويرتكز على سبعة أركان رئيسة: الإسلام، والدستور الإماراتي، وإرث زايد والأخلاق الإماراتية، والمواثيق الدولية، والآثار والتاريخ، والفطرة الإنسانية، والقيم المشتركة، يتضمن حزمة من المبادرات مثل أسبوع التسامح، ومركز الإمارات للتسامح، وبرنامج المسؤولية التسامحية للمؤسسات، الأول من نوعه في العالم.

المعهد الدولي للتسامح
وجاء إنشاء المعهد الدولي للتسامح، بموجب قانون أصدره نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، ويتضمن إطلاق جائزة تسمى "جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح".
ويهدف المعهد إلى بث روح التسامح في المجتمع، وبناء مجتمع متلاحم وتعزيز مكانة دولة الإمارات كنموذج في التسامح، ونبذ التطرف وكل مظاهر التمييز بين الناس بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة، إلى جانب تكريم الفئات والجهات التي تسهم في إرساء قيم التسامح وتشجيع الحوار بين الأديان.

وثيقة الأخوة الإنسانية
وأطلقت الإمارات في فبراير (شباط) 2019، وثيقة الأخوة الإنسانية، في حدث تاريخي جسد  معاني المحبة والتسامح والسلام، خلال استضافتها لقاء الأخوة الإنسانية الذي جمع شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، الرمزين الدينيين الأبرز في العالم، لتعزيز قيم التسامح والمحبة بين الثقافات والأديان، وترسيخ مبادئ التعايش وقبول الآخر في نفوس البشرية جمعاء.

وحملت الوثيقة بين طياتها دعوة تطالب قادة العالم وصناع السياسات، ومن بأيديهم مصائر الشعوب وموازين القوى العسكرية والاقتصادية، بالتدخل الفوري لوضع نهاية فورية لما يشهده العالم من حروب وصراعات، كما تدعو لوقف اسـتخدام الأديان والمذاهب في تأجيج الكراهية والعنف والتعصب الأعمى، والكف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش.

وتوجهت للمفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان ليعيدوا اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها كطوق نجاة للجميع، وليسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كل مكان.

"صندوق زايد العالمي للتعايش"
وفي فبراير (شباط) 2019، أمر ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتأسيس "صندوق زايد العالمي للتعايش" بهدف دعم الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة التعايش السلمي والتآخي الإنساني بين الأفراد والشعوب.

ويتولى الصندوق دعم مبادرات عالمية تستقي نهجها من الوثيقة لتوسيع قاعدة المشتركات الإنسانية، ونشر ثقافة السلام والتسامح في مختلف بقاع العالم، كما يدعم جهود تطوير المناهج التعليمية لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية وغرسها في نفوس الطلبة والناشئة، كما سيخصص منحاً دراسية لطلبة الدراسات العليا لحثهم على إجراء البحوث العلمية في المبادئ الواردة في الوثيقة، ويوفر برامج لتدريب وتطوير المعلمين في مختلف المراحل التعليمية ليكونوا رسلاً للتواصل والتفاهم ويرسخون القيم الحضارية التي احتوتها الوثيقة.

"بيت العائلة الإبراهيمية"
أمر ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتخصيص مساحة أرض في جزيرة السعديات وتشييد معلم حضاري جديد يُطلق عليه اسم "بيت العائلة الإبراهيمية".

ويرمز المعلم الديني الفريد إلى حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في مجتمع دولة الإمارات، كما أنه سيستقي نهجه من الوثيقة التاريخية التي وُقّعت في الإمارات بين الإمام الأكبر وقداسة بابا الفاتيكان، التي تُبشر بعهد جديد للإنسانية، تتقارب فيه الشعوب والطوائف والأديان باختلافاتها وتنوعاتها، وسيكون الصرح الجديد إحدى المعالم البارزة على مستوى الدولة والعالم.

حل النزاعات بين الدول
تلعب الإمارات دوراً بارزاً في نشر السلام ليس فقط على أراضيها، وإنما تسعى لإحلال الاستقرار والسلم الدوليين في شتى أرجاء العالم، وهو ما تجسد في مبادراتها لرأب الصدع بين الدول، وحل النزاعات والصراعات، وإنقاذ بلاد من قرع طبول الحرب صوناً لأرواح الأبرياء وحقناً للدماء.

وبادرت الإمارات إلى تطويق الأزمة بين الهند وباكستان، حين دعا ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كلاً من رئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي، ورئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية عمران خان، إلى أهمية التعامل مع المستجدات المقلقة بحكمة، والعمل على تخفيف حدة التوتر بين البلدين الصديقين، وتغليب لغة الحوار والتواصل.

كما أن الاتفاق الذي وقعته كل من إثيوبيا وإريتريا لإنهاء النزاع الممتد بينهما على مدار عشرين عاماً، شكل حدثاً تاريخياً له دلالته وأهميته الكبيرة بالنسبة إلى دول المنطقة والعالم، وخاصةً أنه جاء تتويجاً لجهود المصالحة التي قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة مرسخة بذلك دورها الرائد في تعزيز الأمن وتوطيد دعائم الاستقرار، وخدمة القضايا التي من شأنها أن تنشر السلام والطمأنينة في القرن الأفريقي والعالم، وبرعاية إماراتية، وقعت الحكومة السودانية اتفاق سلام تاريخي مع الحركات والتحالفات المسلحة في إقليم دارفور.

مراكز محاربة التطرف
وقامت دولة الإمارات بتعزيز مؤسسات وطنية، بوسائل منها التعاون الدولي، لبناء القدرات ومنع العنف ومكافحة الإرهاب والجريمة، ومنها: مركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف المعروف بـ "هداية"، الذي افتتحه وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في ديسمبر (كانون الأول) 2012، وذلك خلال الاجتماع الوزاري الثالث للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي عقد في أبوظبي.

وتعتبر استضافة حكومة الإمارات لهذا المركز تجسيداً لمبدأ التسامح الذي تتبناه الدولة، والذي ينبذ التطرف، ويعمل المركز على بناء الشراكات مع مؤسسات عدة تعمل في مجال مكافحة التطرف العنيف، ويركز على مجالات مهمة مثل: الدبلوماسية الرياضية والثقافية، ومكافحة التطرف العنيف عبر المناهج التربوية، ونبذ الراديكالية في السجون، ودعم ضحايا الإرهاب.

ومن هذه المراكز أيضاً (مركز صواب) الذي أطلقته دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في يوليو (تموز) 2015، وهو مبادرة تفاعلية للتراسل الإلكتروني، تهدف إلى دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد التطرف والإرهاب.

ويتعاون المركز مع حكومات دول المنطقة والعالم بما في ذلك حكومات 63 بلداً مشاركاً في التحالف الدولي ضد التطرف، كما يعمل مع عامة الناس، والمؤسسات، والشركات والشباب من أجل دحض الكراهية والتعصب، وإبراز ونشر القيم الحقيقية لدين الإسلام، والتي تقوم على الاعتدال، وتدعو إلى التسامح والانفتاح.

جوائز التسامح والسلام
وخصصت الإمارات العديد من الجوائز التي تشجع على نشر المحبة والسلام والتسامح والتعايش ومنها: جائزة محمد بن راشد للتسامح التي تهدف إلى بناء قيادات وكوادر عربية شابة في مجال التسامح، ودعم الإنتاجات الفكرية والثقافية والإعلامية المتعلقة بترسيخ قيم التسامح والانفتاح على الآخر في العالم العربي.

وتم إطلاق الجائزة عام 2016، وتعد من الأعضاء في مبادرات محمد بن راشد العالمية، التي تضم تحت مظلتها أكثر من 30 مؤسسة إنسانية وخيرية ومعرفية وصحية وتعليمية، ويترأسها  الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتسعى لتغيير حياة 130 مليون إنسان خلال السنوات القادمة في كافة المجالات.

وكذلك جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي التي أطلقت في العام 2011 لتكريم كافة الفئات والجهات التي لها إسهامات متميزة في قضية حفظ السلام في العالم، وإنماء السلام والاستقرار وتنميتهما، إضافة إلى جائزة الإمارات العالمية لشعراء السلام التي تأسست في عام 2014، لتكريم الأعمال الأدبية التي تتسم بالبعد الإنساني والعالمي، وتتضمن في موسمها الأول ثلاث مبادرات هي: أمسية للشعراء العرب، وأمسية لشعراء العالم بجميع لغاتهم، وفعالية لتكريم شعراء السلام.

المهرجان الوطني للتسامح
هو مهرجان سنوي دأبت على تنظيمه وزارة التسامح والتعايش منذ عام 2017، ويمتد على مدار 9 أيام بدءاً من 9 نوفمبر وحتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، ليتزامن اليوم الأخير من فعالياته مع مناسبة اليوم العالمي للتسامح، ويعد مناسبة وطنية للاحتفال باليوم العالمي للتسامح، وتعزيزاً لقيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وتشجيعاً للاندماج والعمل المشترك لتعزيز الحركة الثقافية في دولة الإمارات بما يعزز الهوية الوطنية وقيم التسامح والاعتزاز بإرث الشيخ زايد.

ويحمل المهرجان في نسخته الرابعة لعام 2020 شعار "على نهج زايد: تسامح، تعايش، أمل، عمل"، ليقدم للعالم التجربة الإماراتية التي أطلقها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ خمسين عاماً، يبدأ باحتفالية تجسد إنجازات الدولة ومسيرتها التي قامت على التسامح والتعايش، ويوضح دور هذه القيم السامية في بعث الأمل في كل من أقام على هذه الأرض الطيبة، ويستشرف مستقبل القيم والمبادئ الإماراتية للخمسين عاماً المقبلة، من خلال العديد من البرامج والأنشطة التفاعلية، ليختتم فعالياته في اليوم العالمي للتسامح بنداء عالمي يدعو الناس جميعهم إلى تبني هذه القيم السامية من خلال القيام بعمل وسلوك موثق يدل على التسامح والتعايش، ومشاركته مع العالم، كسبيل لتحقيق السعادة والسلام للجنس البشري، الذي يمر اليوم باختبار حقيقي لمعنى الإنسانية.

وتبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة محلياً وإقليمياً وعالمياً لنشر التسامح بين الجميع لنبذ الصراعات وتحقيق الوئام والسلام والاستقرار بين المجتمعات والشعوب، وتلعب دوراً فاعلاً في تكريس نموذج متفرد في هذا المجال حتى غدت محط أنظار العالم، وعاصمة عالمية للتسامح، ما جعل منها قدوة عالمية يحتذى بها.