الإثنين 16 نوفمبر 2020 / 12:38

العالم سيفتقد ترامب...لخمسة أسباب

24-زياد الأشقر

رأت ميلندا هارنغ في موقع "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكي، أن دونالد ترامب في طريقه ليصبح الرئيس الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة. ورغم أنها كانت طوال حياتها تنتمي إلى الحزب الجمهوري، دون أن تكون من مؤيديه مطلقاً، لم تستطع هارنغ تحمل هذا الرجل.

لم يكن في البيت الأبيض مدير اتصالات مثله من قبل، ولن يحصل هذا من بعد

وقالت إنها دفنت نفسها عمداً في تعقيدات السياسة الأوكرانية في الأعوام الأربعة الماضية، دون أن تعير انتباهاً إلى آخر سيل من تغريداته الغاضبة أو إلى خدع أتباعه، على غرار ما فعله سكرتيره الصحافي بين شجيرات البيت الأبيض ليتفادى وسائل الإعلام. ومضت قائلة إنها رغم ذلك ستفتقده، معللة ذلك بخمسة أسباب قد تجعل الآخرين يفتقدونه أيضاَ.

77 كلمة
أولاً، بينما لاحظ فيليب روث أن ترامب "يستخدم مفردات تتألف من 77 كلمة يستحسن وصفها بالتركية لا الإنجليزية"، والواقع أن ترامب يتحدث بحيوية كبيرة. ربما لم يكن متماسكاً، لكنه كان قابلاً للاقتباس.
 
وكان تعدي ترامب على مدار الساعة على قواعد اللغة وبناء الجملة، مؤلماً للمتمسكين بهذه القواعد، لكنه اعتبر سهلاً للحفظ من قبل البعض الآخر. لقد شكل ذلك روحاً جديدة للعالمين باللغة. ولن يمر وقت طويل قبل أن يتوق المراسلون والصحافيون لهذا الرجل المسرف في استعراضه.

دراما
ثانياً، كانت هناك دراما في الأحداث: هل عُزل وزير الخارجية للتو؟ هل يتوجه الرئيس إلى كوريا الشمالية؟ هل سمعت عما فعله ترامب قبل قليل؟ الآن يجب أن تقول وداعاً لكل هذا. وقالت أسوشتيدبرس إن الحياة الرئاسية المألوفة عادت مجدداً لترفرف فوق واشنطن، ولذلك يجب الاستعداد لأخذ قيلولة مع برامج نتفلكس.

الحكمة التقليدية
ثالثاً، من الضروري في بعض الأحيان تجاهل الحكمة التقليدية. لقد أرسل ترامب صواريخ من طراز جافلين إلى أوكرانيا، الأمر الذي رفضه سلفه باراك أوباما بدعوى أن تسليح الأوكرانيين قد يؤدي إلى توريط الولايات المتحدة في حرب أخرى.

لقد كان على خطأ. واتخذ ترامب المبتدئ في السياسة، القرار الصحيح، ما وفر للأوكرانيين أمناً أكبر وضمانات بالحصول على الدعم الأمريكي. وعندما قتل ترامب الجنرال الإيراني قاسم سليماني تنبأ البعض بأن ذلك سيجر إلى كارثة. لكن لم يحصل شيء. وشجع ترامب الإمارات، والبحرين، والسودان على الاعتراف بإسرائيل. وهذه انجازات حقيقية.

نجم تلفزيون الواقع
رابعاً، لم يكن في البيت الأبيض مدير اتصالات مثله سابقاً، ولن يحصل ذلك بعده. وهذه الأيام الـ11 بعد الانتخابات ستُذكر بمرح، لكن دعونا لا ننسى الأمور الغريبة الأخرى، التي أقدم عليها ترامب.

إن محللي مراكز الأبحاث من الدرجة الثالثة والحزب الجمهوري لم يكن لديهم أدنى فكرة عما سيحدث، عندما انتُخب نجم تلفزيون الواقع، دون فريق حقيقي، رئيساً في 2016. ولن نرى شيئاً مماثلاً بعد الآن.

تجاهل الكونغرس
أخيراً، رغم عدم مبالاة ترامب وعدم كفاءته، يجب أن نتذكر أن هذا الرجل الذي لا يمكنه أن يستمع إلى الإيجاز الرئاسي اليومي بأي شكل يقدم إليه، جعل موظفين وأعضاء في الكونغرس يتألقون.

وعندما حاول الرئيس أن يخفض ثلثي موازنة الصندوق الوطني للديموقراطية، تجاهل الكونغرس هذا الطلب.

وعندما حاول ترامب ابتزاز الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليفتح تحقيقاً بدوافع سياسية، سارع موظفو الخدمة المدنية وموظفو وزارة الخارجية وضباط في القوات المسلحة إلى رفع الطاقة الحمراء  في وجهه.