الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 / 12:05

أمريكا على خطى العراق...الهوية الوطنية في خطر!

تعليقاً على الانقسام الكبير الذي يعيشه المجتمع الأمريكي والذي تجلى في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، توقع كبير الباحثين في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا ستيفن كوك تفكك الولايات المتحدة على غرار العراق، معتبراً أن الأمر المشترك بين شعبي البلدين، هو ضياع الهوية.

لم تكن الرواية القومية لأمريكا مُشرقة كتلك التي صوّرها الرئيس رونالد ريغان في برنامج الصباح في أمريكا

وأشار كوك، في مقال مطول في مجلة "فورين بوليسي"، إلى أن الهوية المُتنازع عليها في كل دول الشرق الأوسط تتجلّى في الاضطراب السياسي، والعنف، والصراع الأهلي، وأن هذا التنازع هو لب المشكلة في العراق وغيره من دول المنطقة، مشيراً إلى أن الأمريكيين ليسوا في منأى عن هذا المصير، نظراً للإنقسام الكبير بين موّناتهم العرقية والاجتماعية ولعجزهم عن الحوار، أو حتى الرغبة في تشكيل هوية مشتركة، نظراً إلى الظلم الذي يُعاني منه الملوّنون والمهاجرون والنساء وغيرهم.

واستدرك الكاتب أن الرئيس دونالد ترامب عمق انقسام المجتمع الأمريكي في الأعوام الأربعة الماضية.

التفكّك القومي
وبدأ كوك مقاله بعبارة صادمة مفادها أنه بمجرد أن يفقد بلد ما إحساسه بهويته الوطنية، يُصبح تفكّكه القومي على الأغلب أمراً غير مستبعد.

وشرح كوك أنه في زيارة سابقة له للسليمانية في العراق، التقى بطلاب أكراد، وسألهم عن الأفكار، والمبادئ، والتاريخ، والرواية الوطنية التي يتقاسمونها مع طلاب الجامعات في بغداد أو البصرة؟ فأجابوا بشكل جماعي: "لا شيء".

وأبدى كوك دهشته من جواب الطلاب، معتبراً أنه إذا لم يتمكن العراقيون من الاتفاق على مجموعة مُشتركة من الأفكار حول ما يعنيه أن تكون عراقياً، فإن مصير البلاد يتلخص في بقائها المستمر في انهيار شديد لا يُمكن الشفاء منه.

أوجه تشابه
وأضاف كوك أن هناك أوجه تشابه مُقلقة في طرق تفكير الأمريكيين ومن تحدث إليهم في السليمانية عن بلدهم، والذين عانوا عواقب وخيمة نتيجة عجزهم عن الاتفاق على ما يعنيه أن تكون عراقياً، لدرجة رفض الفكرة نفسها لدى العديد من الأكراد.

وأوضح كوك أن أعداداً كبيرة من الأمريكيين "يُمكن أن يتّفقوا على الروح التأسيسية للدولة والشعور بأنه، حتى لو لم نرتقِ إلى تلك الروح، فإننا مع ذلك نسعى جاهدين لتحقيقها".

هوية وطنية مشتركة؟

أجاب كوك أنه على مدى السنوات الأربع الماضية كشف الرئيس دونالد ترامب جوانب في المجتمع الأمريكي زرعت الشك في ذهنه عن الأمر، مضيفاً "لم تكن الرواية القومية لأمريكا مُشرقة مثل التي صورها الرئيس رونالد ريغان في برنامج الصباح في أمريكا. فإعادة الإعمار فشلت، ولا تزال سياسات الهجرة الأمريكية الحالية وصمة عار على جبين البلاد".

وأضاف كوك أنه "رغم النجاح المُلهم الذي حققته نائب الرئيس المُنتخب كامالا هاريس، لا تزال الأمريكيات يتقاضين أجوراً منخفضة، ولا يُقدَرن أنفسهن كثيراً، وغالباً ما يتعرضن لسوء المعاملة في كثير من مجالات الحياة الأمريكية".

وختم كوك مقاله بسؤال: "هل يُريد الأمريكيون تشكيل هوية مشتركة أم لا؟".