أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التونسي قيس سعيّد (وكالة الأنباء التونسية)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التونسي قيس سعيّد (وكالة الأنباء التونسية)
الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 / 12:33

تستضيف الإخوان وعُتاة الإرهابيين... قطر تخدع العالم بالحوار مع الغرب

مثل إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد نية قطر رعاية مؤتمر أو حوار إسلامي مع الغرب بعد العمليات الإرهابية في أوروبا أخيراً، مفارقة تبرز التباين بين ما تعلنه قطر وما تنفذه من سياسة على أرض الواقع.

وفي الوقت الذي تحاول فيه قطر تلميع صورتها بالحديث عن الحوار والانفتاح بين الغرب والشرق، فإنها لا تتورع عن استغلال القوى المتطرفة في المنطقة، خاصة منها تلك التي تستغل الدين غطاءً لأنشطتها السياسية مثل جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها في المنطقة، وحركة طالبان وغيرها، فضلاً عن حرصها الدائم على إبراز علاقتها مع إيران بغض النظر عما تشكله الأخيرة من خطر على أمن المنطقة عامة، ودول الخليج العربي الذي من المفترض أن قطر جزء منها، ومن وراء ذلك العالم بأسره.

قبلة رموز الإرهاب

لا تخفي قطر علاقاتها برموز جماعة الإخوان الإرهابية وحركة طالبان الأفغانية، وتحاول  هذه الأيام التستر على فضيحة احتضانها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قبل وفاتهن حسب تقارير وتسريبات عدة.
ورغم الدور المتعاظم لحلفاء قطر في هدم الحوار الثقافي والحضاري، واعتماد سياسة التكفير والترهيب، والدعوة إلى الكراهية والعنف، عبر القنوات والمواقع الإلكترونية في الدوحة، وعبر المساجد والمنظمات والجمعيات "الإسلامية" التي تحتضنها قطر في أوروبا والعالم، وتنفق عليها بسخاء، فإن ذلك لم يمنع الدوحة بمناسبة اختتام زيارة الرئيس التونسي إلى قطر، من إعلان رغبتها في تنظيم وإقامة "حوار" بين الإسلام والعالم الغربي، حتى قبل أن يجف دم ضحايا الإرهاب والتطرف الذي ترعاه في أوروبا، كان آخره الهجوم الدموي على عاصمة النمسا فيينا، وحتى قبل أن تهدأ الحملة الأمنية الواسعة التي أطلقتها النمسا، ضد المنتمين لتنظيم الإخوان الإرهابي على أراضيها.

ورغم إعلان الدعوة، لم يتضح بعد كيف يمكن لقطر أن تسوق هذا المشروع بين دول العالم وهي التي تحتضن رمز وزعيم الإخوان الأكبر مثلاً، يوسف القرضاوي، الممنوع من دخول أكثر من دولة غربية مثل فرنسا، والنمسا.

استغلال الأزمة
لا يمكن وضع الدعوة القطرية للحوار مع الغرب، إلا في إطار محاولتها المستمرة لتبييض صورتها وتجاوز العزلة التي تعيشها في المنطقة جراء سياساتها واحتضانها لرموز التطرف والإرهاب.

لكن المفارقة الأكبر كشفتها الأزمة التي أججها الإخوان وتركيا ضد فرنسا مثلاً، كشفت حجم تورط قطر وتنظيم الإخوان الإرهابي بأذرعه الإعلامية والسياسية ورموزه، على مدار أيام طويلة، في صب الزيت على النار بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الانعزالية الإسلامية، وبعد ذبح مدرس مدرس فرنسي على يد شاب متطرف، ثم الهجومين في نيس الفرنسية، وفيينا النمساوية، لتحاول اليوم لعب دور الإطفائي الساعي للسيطرة على الحريق الذي حرصت على إشعاله.