الأحد 22 نوفمبر 2020 / 10:28

صحف عربية : مخاوف في طهران من ضربة أمريكية قبل مغادرة ترامب

تتأهب إيران لضربة أمريكية محتملة وسط تقارير عن نشر الجيش الأمريكي قاذفات قنابل من نوع "B-52H" في قواعدها في الشرق الأوسط، كما أوفدت طهران مسؤولاً رفيعاً إلى بغداد لبحث ملف الهدنة للقاء الفصائل المسلحة.

وفي صحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن إيران طلبت من ميليشياتها في العراق ولبنان بالتحلي بالهدوء وعدم تنفيذ أي ضربة أو هجمة ضد المصالح الأمريكية في المنطقة.

هجوم أمريكي مفاجئ
قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن إيران تتعامل بجدية كبيرة مع هجوم أمريكي مفاجئ يمكن أن يقدم عليه الرئيس دونالد ترامب قبل أن يخلي مكانه في يناير (كانون الثاني) المقبل، ولهذا ضغطت طهران على الميليشيات الحليفة لها في أنحاء الشرق الأوسط بتجنب أيّ مغامرة تمهّد الطريق أمام الاستهداف الأمريكي المرتقب.

وقال مسؤولون عراقيون إن إيران وجهت رسالة مشددة إلى الميليشيات في العراق ولبنان على وجه الخصوص بأن تكون في حالة تأهب قصوى وتجنب إثارة التوترات مع الولايات المتحدة التي قد تمنح إدارة ترامب سبباً لشن هجمات في أسابيعها الأخيرة.

ويعكس هذا الطلب تزايد قلق الإيرانيين بشأن سلوك ترامب غير المتوقع وعدم اليقين في الفترة الانتقالية الفوضوية إلى حين تولي الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة في غضون شهرين.

وبحسب الصحيفة، فإنه يُنظر إلى العراق، الذي اندلع على أرضه التنافس بين الولايات المتحدة وإيران، على أنه ساحة محتملة للحرب. وأدت الهجمات المتكررة على السفارة الأمريكية في بغداد في الأشهر الأخيرة إلى تهديد إدارة ترامب المحبطة بإغلاقها، وهي خطوة أثارت أزمة دبلوماسية ورسائل دبلوماسية أرسلت عبر القنوات الخلفية وأدت إلى هدنة غير رسمية قبل أسابيع قليلة من الانتخابات.

قآني في بغداد
أكدت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قآني، موجود في بغداد منذ يوم الثلاثاء الماضي. وأفاد مصدر للصحيفة، أنه "التقى عدداً من كبار المسؤولين العراقيين المعنيين بشكل مباشر بملف العلاقة مع الفصائل المسلحة، وصلة ذلك بالهدنة التي تم الإعلان عنها قبيل الانتخابات الأمريكية".

وتهدف زيارة قآني إلى التفاهم مع الفصائل المسلحة بشأن استمرار الهدنة بعد خرقها مؤخراً، وأكدت مصادر عراقية أن الجنرال الإيراني التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وأنه جدد دعم الحكومة الإيرانية لحكومته.

وحتى بين المسؤولين في قيادات الكتل الشيعية التي لها صلة مباشرة بالفصائل، فإن الحديث عن الهدنة مع الأمريكيين التي بدأت فعلاً منذ نحو شهر واستمرت، ما عدا بعض الخروقات، ومنها قصف منطقة قريبة من مطار بغداد أدى إلى مقتل عائلة كاملة، وقصف مطار أربيل وصواريخ الأسبوع الماضي التي راح ضحيتها طفلة عراقية، لا يبدو حديثاً موحداً. ففي الوقت الذي ترى فيه أطراف أنه جاء بمبادرة من الفصائل دون ضغط من أي طرف، بما في ذلك إيران، فإن هناك من يرى أن الهدنة جرى ترتيبها بضغط إيراني لعدم منح إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب فرصة لاستهداف إيران بحجة الفصائل، بينما هناك من ربط الهدنة مع اللقاء الذي أجرته ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت مع رئيس أركان هيئة "الحشد الشعبي"، عبد العزيز المحمداوي.

ومن جهته، يقول القيادي في تحالف "الفتح" غضنفر البطيخ، في تصريحات، إن "الحديث عن هدنة جديدة بين الفصائل المسلحة والأمريكيين بوساطة إيرانية غير صحيح، فلا توجد أي هدنة جديدة، لكن الكل يعمل على تهدئة الأوضاع، وعدم حصول تصعيد جديد على الساحة العراقية".

قاذفات B-52h
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن "القوات الجوية نشرت قاذفتها من نوع "B-52H" في قواعدها في الشرق الأوسط، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الجمهورية" اللبنانية.

وقامت أطقم طائرات "B-52H" المعروفة باسم "ستراتوفورتريس" التابعة للقوات الجوية الأمريكية بقاعدة مينوت الجوية، بمهمة قصيرة المدى وطويلة المدى في الشرق الأوسط اليوم، لردع العدوان وطمأنة شركاء الولايات المتحدة والحلفاء.

وقال الجنرال غريغ جويلو، قائد سلاح الجو التاسع في القوات الجوية المركزية: "تسلط مهام فرقة عمل القاذفات الضوء على قدرات القوات الجوية الأمريكية القوية والمتنوعة التي يمكن إتاحتها بسرعة في منطقة القيادة المركزية الأمريكية".

وأضاف، أن "القدرة على تحريك القوات بسرعة داخل وخارج وحول المسرح للاستيلاء على المبادرة والاحتفاظ بها واستغلالها هي المفتاح لردع أي عدوان محتمل".

إنجازات ترامب
في صحيفة "الرؤية" الإماراتية قال الكاتب والمفكر الياباني ساتوشي إيكوتشي، "من المهم الاعتراف بإنجازات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في النشاط الدبلوماسي، وخاصة في الشرق الأوسط حتى لو رافقتها بعض مؤشرات التناقض والتضارب".

وأكد إيكوتشي، أنه مع حلول اليوم الأخير الذي سيغادر فيه ترامب منصبه، فإن من الأرجح أن يفي بوعده الذي قطعه بتخفيض عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق وأفغانستان إلى الحد الأدنى، ولا شك أن تأسيسه لعلاقات دبلوماسية بين إسرائيل وبعض البلدان العربية كالإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية السودان، يُعدّ من بين الإنجازات الباهرة لعهده، بالرغم مما أثارته من لغط لدى البعض، وهو أيضاً إنجاز لا نتصوّر إمكان تحقيقه تحت حكم الإدارات الأمريكية الأخرى.

وقال أيضاً، ثمّة انتقادات عميقة الجذور، وشعور بالتردد فيما يتعلق بمسار التطبيع من دون انتظار تأسيس الدولة الفلسطينية، ومع ذلك، فإن من المستبعد أن تتنكّر إدارة بايدن لهذا الإنجاز الذي حققته إدارة ترامب.

وأضاف، لا شك أيضاً أن اقتراح ترامب لفكرة صفقة القرن لتسوية النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، كانت غير مسبوقة، بالرغم من أنها لم تحظَ بموافقة أي طرف، وسوف يطويها النسيان، وتصبح جزءاً من التاريخ، وليس من المنتظر أن تتبناها إدارة بايدن، ولن يكون في وسعها أن تقدم خطّة أفضل منها.

وقال إيكوتشي، لعل السياسة الوحيدة التي ستنقضها إدارة بايدن هي التي تتعلق بانسحاب إدارة ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران، وخاصة بعد أن أوحى بايدن بأنه سيعود للالتزام بها لو تم انتخابه. إلا أنه من الصعب تحقيق ذلك، لأن الأمر يعتمد بشكل كبير على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2021 في إيران، حيث من المنتظر أن ينتخب الشعب الإيراني رئيساً متشدداً يجعل من التقارب مع الولايات المتحدة أمراً صعباً.