الأربعاء 25 نوفمبر 2020 / 13:21

صراع القيادات الحمساوية يفاقم أزمة "المصالحة الفلسطينية"

24 - أحمد إبراهيم

بات حجم الخلاف الداخلي والعميق للفصائل الفلسطينية بارزاً وواضحاً، وهو ما عبرت عنه بعض من القيادات خلال الآونة الأخيرة خاصة عقب فشل المصالحة الفلسطينية وجمود أي تحرك وطني أو سياسي فلسطيني على مختلف الأصعدة.

ومنذ الأمس وحتى صباح اليوم وهناك "تراشق" إعلامي واضح بين قيادات حماس مع فتح، وهو ما دفع بعدد من التقارير الغربية إلى الاهتمام بتفاصيل هذه القضية.

اتهامات متبادلة
ويشير التليفزيون البريطاني إلى حساسية هذه القضية، منبها إلى ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" التي أكدت على عودة حركتا "فتح" و"حماس" إلى تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن فشل جهود المصالحة.

ونبهت الصحيفة إلى أن هذه الاتهامات تأتي بعد أسابيع من وعود بـ"الوحدة"، ورفع سقف التوقعات لدى الفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن تبادل الاتهامات أتخذ موقفاً دقيقاً، حيث أشار بعض من المسؤولين في حركة "فتح" إلى إن حركة "حماس" أفشلت مباحثات القاهرة الأخيرة بسبب موقفها من الانتخابات العامة، بينما قال مسؤولون في "حماس" إن "عودة السلطة إلى الاتصالات مع إسرائيل شكلت ضربة لهذه الجهود".

بدوره ألقى التقرير الضوء على حجم هذا التباين السياسي، مرجحاً أن تكون حركة حماس تحديداً وراء هذا التباين، خاصة في ظل الارتباط السياسي لفرق أو معسكرات الحركة بالقوى الإقليمية المختلفة والمتعدة.

تضارب المصالح
وفي هذا الإطار أشارت دورية المونيتور في تقرير لها إلى توجيه عدد من القيادات التابعة لحركة حماس وتحديداً المقربة من نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري انتقادات سياسية للأسلوب الخاص بالسياسات الاستراتيجية التي تنتجها قيادات الحركة في غزة.

وقالت الدورية إن "بعض من كبار قيادات حركة حماس تتهم أعضاء المكتب السياسي في قطاع غزة بأن سياستهم أنعكست سلباً على الحلقة وأدت إلى الكثير من الأزمات وعلى رأسها فشل المصالحة مع فتح".

ونبهت المونيتور إلى أنه وبالتحليل الاستراتيجي أو السياسي لهذا الهجوم يمكن القول بأن القيادات الخارجية للحركة والمتواجدة بعيدا عن قطاع غزة تصف سياسات المكتب السياسية بغزة بالفشل، الأمر الذي يزيد ويعكس حجم الانشقاق داخل حركة حماس.

غير أن ما يجري الآن، والحديث للتقرير، يعكس حجم التباين بين معسكرات حركة حماس، وهو التباين الذي بات واضحاً بين معسكرات وقيادات الحركة سواء في قطر أو تركيا أو غزة.

وأضاف التقرير إن من أهم هذه المعسكرات وأدقها هو معسكر حركة حماس في غزة، وهو المعسكر الذي دأب على تعطيل مسار المصالحة وأنتقادها بالصورة التي تؤدي إلى تعطيلها بالنهاية.

دعم خارجي
اللافت أن الكثير من التقارير ووسائل الإعلام الفلسطينية المتابعة للمشهد السياسي الحالي تشير صراحة إلى أن الارتباط الجيوسياسي للكثير من قيادات حركة حماس بأطراف خارجية يدفع بعضها إلى اتخاذ مواقف تؤدي إلى الفشل الحالي سياسياً، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد سياسياً الآن.

من جهتها نبهت دورية "الفورين بوليسي" إلى دقة هذه النقطة، ملقية الضوء على ما أسمته برغبة زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار في السيطرة الكاملة على القطاع، وهو ما يمكن أن يضر بمصالح حماس السياسية، خاصة وأن هناك ما يمكن وصفه بالخلاف الجذري بين السنوار من جهة وبين العاروري من جهة أخرى، وهو الخلاف الذي يتصاعد منذ فترة وتتكتم عليه الكثير من قيادات حركة حماس.

عموماً فإن الوضع السياسي الحالي بات دقيقاً بالصورة التي تزيد من حدة الأزمات المتعلقة بهذه القضية، الأمر الذي يزيد من حساسية هذه القضية والأزمات المرتبطة بها.