الأربعاء 25 نوفمبر 2020 / 14:58

بايدن.. هل يتمكن من إنهاء حروب أمريكا الأبدية؟

24-زياد الأشقر

هل يمكن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وضع حد ل"الحروب الأبدية" التي تخوضها الولايات المتحدة؟ هذا سؤال طرحه الكاتب جوناثان تيبرمان في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أعلنت في وقت سابق من هذه الأسبوع عن خطط لإعادة 2500 من أصل 5000 جندي ينتشرون في أفغانستان، وكذلك إعادة 500 من أصل 3000 جندي يتمركزون في العراق.

كلما طالت الحروب الأبدية للولايات المتحدة-فإن أميركا ستواصل استقبال جنودها في نعوش- وهذا ما سيجعل بايدن يدفع الثمن

وقال إن هذا التعهد الذي قالت الإدارة إنها ستوفي به بحلول 15 يناير (كانون الثاني)، لم يحظَ بتأييد القيادة العسكرية، وشكل هدية غير متوقعة لبايدن.

وعود بادين

والسبب، في رأي الكاتب، هو أنه طوال الحملة الانتخابية هذه السنة، لطالما كرر بايدن تعهده بإنهاء "الحروب الأبدية" للولايات المتحدة. والآن قرّب ترامب البلاد من تحقيق هذا الهدف. لكن بايدن سيواجه مشكلة أكبر وأصعب في الوفاء بتتمة تعهده عندما يقسم اليمين في نهاية المطاف. ففي هذه المرحلة، لا تبدو احتمالات نجاحه جيدة جداً. ولمعرفة السبب، يتعين بادئ ذي بدء تعريف ما تعنيه فعلياً كلمتي "إلى الأبد" أو "بلا نهاية". وهنا تبدو الإجابة شاقة جداً. وتُحسب لبايدن أنه حاول تفسير ما يعنيه بالضبط. وأولويته الأكبر والأسهل هي تجنب عمليات قتالية على نطاق واسع على غرار أفغانستان والعراق وليبيا. وهذا أمر ممكن تحقيقه. وعلى رغم كل شيء، لا تلوح حروب رئيسية في الأفق. والاستثناء الوحيد المحتمل هو إيران-لكن حتى وزير الخارجية مايك بومبيو الأكثر تشدداً في إدارة ترامب، قيل إنه جادل ضد فكرة الرئيس توجيه ضربات للمفاعل النووي الإيراني الرئيسي الأسبوع الماضي.

أسباب قوية
وأشار الكاتب إلى أنه في الوقت نفسه، فإن تصميم الرئيس المنتخب على الحفاظ على حضور قوي في محاربة الإرهاب في أنحاء العالم، قد يثير غضب حلفائه على جبهة اليسار، الذين يدرجون العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب ضمن تعريف الحروب التي لا نهاية لها. وحتى لو أراد بايدن ذلك، فإن ثمة أسباباً قوية عدة تجعل من الصعب عليه وضع حد لهذه المهمات القتالية ذات المستوى المنخفض- والتي شملت في عام 2018 خوض القتال في 15 بلداً- وأن يتم في الوقت نفسه الوفاء بتعهد إعادة الجنود الأمريكيين إلى الوطن.

وأضاف أن غالبية واسعة من الأمريكيين قد تؤيد إعادة الجنود إلى الديار وإبقائهم هناك. ولكن هل يريد بايدن أن تكون رئيساً يتخلى عن الشعب الأفغاني الذي عانى طويلاً من الاضطهاد الوحشي لطالبان؟ أو أن يكون رئيساً يقبل المخاطرة بأن يتسبب انهاء الوجود العسكري في الخارج باندلاع نزاعات جديدة أو حصول هجمات إرهابية ضد الغرب؟ وفي الوقت نفسه فإن رئيساً مثل بايدن تعهد دعم حقوق الإنسان على غرار كل مرشحي الرئاسة الديموقراطيين، فهل سيقف مكتوف اليدين إذا حدثت عملية تطهير عرقي في مكان ما في العالم؟

تجربة أوباما
وقال إن الأجوبة على كل هذه الأسئلة سيكون لا على الأرجح- ولهذا فإن الرئيس السابق باراك أوباما دخل إلى البيت الأبيض بوعود مماثلة، لكنه انتهى إلى إرسال المزيد من الجنود إلى العراق وأفغانستان، وتورط في الحرب الأهلية السورية، وساعد في إطاحة معمر القذافي في ليبيا.

وخلص إلى أن بايدن قد لا يحقق الكثير من التقدم في المواقف التي أعلنها من السياسة الخارجية خلال حملته- والتي كانت الأكثر رواجاً بين مؤيديه. ويكفي القول إنه كلما طالت الحروب الأبدية للولايات المتحدة-فإن أميركا ستواصل استقبال جنودها في نعوش- وهذا ما سيجعل بايدن يدفع الثمن. إن مخاطر الإنكماش عالية على الأمن القومي- لكن كذلك هي المخاطر السياسية لعدم الإقدام على فعل ذلك.