الخميس 26 نوفمبر 2020 / 10:39

صحف عربية: تركيا تستنزف قطر مالياً لتخفيف أزمتها الاقتصادية

من المقرر أن تهبط طائرة أمير دولة قطر تميم بن حمد في أنقرة اليوم الخميس، في زيارة هي الأولى له منذ بدء جائحة كورونا، مع استمرار تقهقر الليرة التركية، وسط التخبط الذي عاشته الدولة في الأسابيع الماضية مع استقالة وزير المالية وتغييرات في القطاع المالي للدولة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن هذه "الشراكة الاستراتيجية" بين أنقرة والدوحة قد لا تكون إلا مجرد غطاء تستخدمه تركيا رغبة في الاستفراد بها والوصول إلى مصادر ثروتها المالية الضخمة.

محرقة للثروة القطرية
رأى تقرير لصحيفة "العرب" اللندنية أن التركيز التركي الكبير على ما تسميه أنقرة ملف التعاون الاقتصادي والمالي مع قطر يوضّح مقدار ما تعلّقه حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان من آمال على أموال الغاز القطري لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الحادّة التي دخلتها تركيا وتعتبرها المعارضة التركية نتيجة مباشرة لسياسات أردوغان الداخلية والخارجية، بينما لم يتردّد أحد خبراء الاقتصاد في نعتها بـ"الطامّة الكبرى".

ويشكّك قطريون في "الشراكة الاستراتيجية" بين أنقرة والدوحة، ويعتبرونه غطاء لعلاقة غير متكافئة تستخدمها تركيا في استغلال قطر بعد أن شجّعتها عن الانعزال عن محيطها الخليجي المباشر رغبة في الاستفراد بها والوصول إلى مصادر ثروتها المالية الضخمة. ويعتبر هؤلاء أنّ ما يجري توقيعه من اتفاقيات بين البلدين هو بمثابة توريط لقطر بحيث لا يمكنها التراجع إذا ما أرادت في ظرف مختلف التخلّص من العبء المالي الكبير الذي تتحمّله بفعل علاقتها مع تركيا وتورّطها معها في ملفّات خارجية قد تصبح عديمة الفائدة للدوحة.

سياسة "التابع"
وذكرت صحيفة "اليوم" السعودية في تقرير لها، أن النظام القطري يواصل اتباع سياسة "التابع" لنظيره التركي؛ إذ توقّع الدوحة مع أنقرة اليوم اتفاقيات بمبالغ مالية ضخمة في وقت يكتوي فيه المواطن القطري بغلاء الأسعار في السلع واحتياجاته الأساسية، إضافة إلى تراجع في الخدمات الحكومية. ويرى مختصون في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية أن هذه الاتفاقيات في سياق الدعم القطري لتركيا، التي تعاني من مشاكل اقتصادية وأزمات سياسية حادة أدت إلى اندلاع غضب شعبي ضد سياسة أردوغان، التي تتسم بالتهور والتدخل في شؤون عدد من دول المنطقة؛ ما وضع أنقرة في عزلة بمحيطها الإقليمي والدولي.

ولفت التقرير إلى أن تركيا تتعامل مع قطر كبقرة حلوب تستنزفها وتحصل منها على التمويل المالي الكافي لتحقيق أطماعها التوسعية، سواء في ليبيا، فضلاً عن أن الوجود التركي في الدوحة يسمح لأنقرة بالتحرش بدول الخليج، خصوصاً التي تتصدى للمؤامرات التركية القطرية، وتعرقل مخططات الدوحة وأنقرة بدعم وتمويل جماعات الإرهاب والتطرف، خصوصاً التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية.

تركيا وخرائطها
وفي صحيفة "الوطن" البحرينية، اعتبرت الكاتبة انتصار البناء، أن "الحضور التركي السافر في الأزمات العربية والعالمية ظاهرة تستحق التفسير، فحين تتعقد الأزمات السياسية فتش عن خارطة التحركات التركية".

وأشارت إلى أن "الطموح التركي يهدف لبسط النفوذ على الدول المجاورة والتمدد إلى العمق الأفريقي في الدول ذات الأغلبية الإسلامية، عبر البحر المتوسط لتهديد أوروبا. لذلك يقدم أردوغان نفسه على أنه المدافع الأكبر عن الإسلام وحقوق المسلمين. الأمر الذي قد يؤدي إلى استنزاف ثروات تلك الدول ودمائها في سبيل تحقيق الطموح التركي".

المتأسلمون الزائفون
وفي سياق متصل، اعتبر عبدالعزيز آل غنيم الحقباني في صحيفة "عكاظ" السعودية أنه "تم تعزيز فرص الإرهاب في المنطقة العربية التي دفع بها الإخوان "المتأسلمين" بأيديولوجية متطرفة بحتة، بعيداً عن الإنسانية في تفكيرها وسياستها، إذ إنها أحدثت شغباً وقتلت ونهبت وسرقت وحرضت على الفساد، حتى وصلت إلى تكفير من لا يتبعهم، وحلل مرشدوهم التفجيرات الغاشمة، وهم ساكنو البلدان المختلفة خصوصاً قطر وتركيا، وهذا الذي جاء بإرهابية "داعش" و"النصرة"، وعزز من "القاعدة"، وجعل التمدد الإيراني أسهل، وكشف خبث الخلافة المزعومة".

يتابع أن "تلك الديمقراطية الزائفة دخلت عالمنا العربي لتغزو عقول الشباب وأفكارهم، وتحدث ضجة جديدة، وتحاول زرع صحوة جديدة، وتجديد منهج "السرورية" الذي لا يمت للدين الإسلامي الوسطي بصلة، وجاء بعض الإعلام العربي والغربي ليعزز تلك المظاهرات في عدة بلدان عربية".