الخميس 26 نوفمبر 2020 / 12:58

أردوغان يستميل قبائل ليبية لمدّ نفوذه في فزّان

كشف موقع "أفريكا أنتليجنس" المُتخصّص في الشؤون الإستخباراتية والإستراتيجية، أن تركيا تُحاول من خلال منظمة غير حكومية إقامة اتصال مع القبائل الليبية لمدّ نفوذها في فزّان الليبية التي تشهد نزاعات منتظمة بين قبيلة أولاد سليمان المؤيدة للسلطة المركزية والتبو والطوارق، وبين مختلف عشائر هذه القبائل.

الخط الأحمر في سرت والجفرة والذي رسمته مصر، ضيّق الخناق على الأطماع التركية، وأوقف المرتزقة ومنعهم دخول الشرق الليبي

وأوضح التقرير أن الخط الأحمر في سرت والجفرة والذي رسمته مصر، ضيّق الخناق على الأطماع التركية، وأوقف المرتزقة ومنعهم دخول الشرق الليبي، إلّا أنّ أطماع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتقلت إلى جهة أخرى، إذ بدأ الأخير يفكّر في توسيع النفوذ في إقليم فزّان جنوب شرقي ليبيا.

توازن عسكري
يؤدي إقليم فزّان دوراً رئيسياً في التوازن العسكري والاقتصادي في البلاد، وهذا ما يُفسّر سعي السراج إلى استعادة السيطرة على المنطقة بمساعدة حلفائه الأتراك. ويعتقد أردوغان والسراج أن استمالة زعماء العشائر، أو السيطرة عليهم إن تطلب الأمر، ضرورية للغاية.

ويتمتّع الإقليم بأهمية استراتيجية، إذ على الرغم من أنه منطقة صحراوية قاحلة، فإنه يحتوي على موارد ضخمة حيث تُوجد أكبر حقول النفط، وكميات ضخمة من المياه الجوفية.

وهذه الموارد تجعل زعماء العشائر لاعبين رئيسيين لا يُمكن تجاهلهم في أي مفاوضات مستقبلية بسبب نفوذهم الواسع في المنطقة، فأقلّ شيء يمكن أن يفعلوه هو: "وقف صنبور المياه في أي لحظة".

دور هيئة الإغاثة التركية
وشرح الموقع أن هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) تُنفّذ الأجندة الخارجية لأردوغان، وتعمل في ليبيا منذ 2011، حيث شرعت في البداية بتوزيع الغذاء في منطقتي طرابلس وصبراتة.

وأوضح أن هذه الهيئة ليست سوى "ذراع من أذرع أردوغان الخارجية التي يتحرّك بها خارج بلاده لتنفيذ أجندته"، وتحدّثت تقارير إعلامية عديدة مراراً عن صلاتها بالتنظيمات الإرهابية، وتعالت الأصوات المُطالبة في الغرب بإدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية، ووجّهت روسيا إليها اتهامات بتسليم أسلحة للمنظمات الإرهابية في سوريا.

لقاء مع القبائل
وأوضح الموقع أن هيئة الإغاثة التركية دعت في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وفداً من زعماء قبائل إقليم فزّان للحضور إلى أنقرة.

وكان من بين المدعوين إلى العاصمة التركية، شخصيات بارزة مثل رئيس المجلس الأعلى لطوارق ليبيا مولاي قديدي، ورئيس المجلس المُوحّد لقبائل تبو محمد وردوغو، ووكيل وزارة أسر الشهداء والمفقودين السابق محمد سيدي إبراهيم، وهو الرجل الثاني في مجلس تبو، ورئيس المجلس الأعلى للأمازيغ محمد بن طالب، وحسن موسى كيلي القائد العسكري للتبو المتحالف مع حكومة الوفاق وعضو حرس المنشآت البترولية.

على خطى أردوغان
وأشار الموقع إلى أن أردوغان يُحاول السير على خطى إيطاليا، التي توسّطت في العام 2016 من أجل الوصول إلى "اتفاق إنساني" بين المكوّنات السياسية والإثنية في المنطقة، بإشراف جمعية "سانت إيجيديو" الخيرية الإيطالية، عُرف باسم "اتفاق روما"، والذي سعى لوقف الصراع بين القبائل في المنطقة، خاصّة أنها خارج سيطرة حكومة "الوفاق". إلّا أنّ الاتفاق لم ينجح في إنهاء الصراع، ولم تتوقّف الاشتباكات بين مسلحي القبائل. 

وختم التقرير أن أردوغان يعمل حالياً على إعادة إنتاج الخطوة الإيطالية حرفياً، إذ أوكل مهمة التوسّط إلى جمعية تعمل تحت غطاء الأعمال الخيرية، في محاولة لإضفاء صبغة شرعية على تحرّكاته في فزّان.