الخميس 26 نوفمبر 2020 / 16:22

زحف تركي هادئ في لبنان وأردوغان يطمع بمكانة الحريري السنّية

كتب إسحق ليفانون في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للهيمنة الإقليمية والتمركز في الكثير من الأماكن حول العالم يجب أن يقلق الجميع في الشرق الاوسط .

في طرابلس تعمل تركيا على مشاريع مجتمعية تحت شعار "نعمل هنا مجاناً باسم الاخوة". ويرسل شبان لبنانيون للتعلم المجاني في تركيا بل ويحظى بعضهم بالجنسية التركية

وقال الكاتب إن أردوغان لا يتوقف عن مدّ أذرعه الأخطبوطية إلى كل مكان في ارجاء المعمورة كي يحقق هدفه بأن تصبح تركيا قوة عظمى إقليمية، وأن يكون هو سلطانها.

وحتى 1974 كان لتركيا تواجد عسكري في شمال قبرص فقط، عندما انفصل القسم التركي بالقوة عن جزيرة قبرص. ومنذ مجيء أردوغان تغيرت الصورة وبات التواجد التركي في الكثير من الأماكن في العالم مقلقاً.

بهذا الشكل أو ذاك، بشكل عسكري أو مدني، صار لتركيا حضور في العراق، في سوريا، في ليبيا، في الصومال، في اذربيجان، في أفغانستان، في ألبانيا، في البوسنة وفي كوسوفو. كان لها حضور في السودان، ولكن السودانيين تراجعوا وألغوا الإذن. هذا انتشار يكشف عن دولة امبريالية أو استعمارية.

لبنان
ولفت الكاتب إلى أن "المشتريات" الأخيرة لأردوغان هو لبنان. جنا جبور، الخبيرة في الشؤون التركية من جامعة سانت جوزيف في بيروت قالت إنه لتحقيق تطلع أردوغان للهيمنة الإقليمية يستخدم في لبنان الدبلوماسية الإنسانية. فوكالة "تيكا" التركية، إلى جانب الصليب الأحمر التركي، هما اللذان ينفذان المهمة.

وتركز تركيا على طرابلس في شمال لبنان وصيدا في الجنوب. وتوجد شبكة النشاط في بلدة صغيرة قرب الحدود السورية يسكنها سُنة كانوا ينتمون ذات مرة إلى الامبراطورية العثمانية ومن هنا حنينهم لدولتهم الأم. في هذه القرية تبدو تركيا محبوبة جداً. ويبدي السكان في البلدة عطفهم على تركيا في مناسبتين مهمتين: يوم الاستقلال التركي وموعد أحباط أردوغان للانقلاب ضده.

قلصت السعودية تدخلها في لبنان كتعبير عن غضبها على رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وموقفه المتسامح تجاه "حزب الله".

ويستغل أردوغان هذا الأمر كي يحل مكانه. فهو يزيد مغازلاته للحريري. وفي صيدا سينهي أردوغان قريباً بناء مستشفى بتمويل تركي.

وفي طرابلس تعمل تركيا على مشاريع مجتمعية تحت شعار "نعمل هنا مجاناً باسم الاخوة". ويرسل شبان لبنانيون للتعلم المجاني في تركيا بل ويحظى بعضهم بالجنسية التركية.

زحف هادئ
ورأى الكاتب أن هناك زحفاً تركياً هادئاً وآمناً. طابور طويل من المواطنين ممن يئسوا من الوضع في بلادهم ويسعون للهجرة إلى الجارة في الشمال يطول على باب السفارة التركية في بيروت. وتستجيب تركيا للطلبات بسخاء. ففي 2019 فقط استجيب 10 آلاف طلب هجرة.

ولفت إلى أن النشاط التركي في لبنان يقلق جداً الطائفة الأرمينية التي استقرت في لبنان منذ المذبحة في حق الشعب الأرميني على يد الأتراك في القرن الماضي.

ولفت إلى أن الأرمن تجمع سكاني ميسور وممثل في البرلمان اللبناني. وهو يعمل كل ما في وسعه لإحباط التطلعات التركية في لبنان. ولكن السعودية أيضاً وفرنسا ليست راضية عن نشاط أردوغان. أما إسرائيل فترى الزحف التركي وتشعر به في ساحتها الخلفية، في شرقي القدس. لا شك في أن الانتشار الذي نجح أردوغان في بسطه ينبغي أن يقلق كل واحد في الشرق الاوسط. فعطفه على أيديولوجيا جماعة الإخوان الإرهابية، طريقة عمله المتمثلة بالحقائق الناجزة وتجاهل طلبات الآخرين، يجعلان التواجد التركي في الأماكن المذكورة آنفا والآن في لبنان، قلقا ملموساً ينبغي إعطاء الرأي فيه.