مسعفون أتراك يساعدون مصابةً بكورونا في سيارة إسعاف (الحرة)
مسعفون أتراك يساعدون مصابةً بكورونا في سيارة إسعاف (الحرة)
الخميس 26 نوفمبر 2020 / 22:51

الأعداد الحقيقية للإصابات بكورونا...تكشف تلاعب السلطات التركية

بعد أشهر من إحصائيات غير دقيقة، شهد الشارع التركي ذعراً وفزعاً كشف الأرقام الحقيقة للإصابات بكورونا التي اضطرت وزارة الصحة التركية لإعلانها.

وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه الأربعاء تسجيل 28351 إصابة، في إحصائية غير مسبوقة في الأشهر الثمانية الماضية منذ ظهور كورونا في تركيا، بسبب تلاعب الوزارة بالأرقام الحقيقية.

ووفق موقع "الحرة"، لم يقتنع الأتراك بتبريرات المسؤولين، في ظل تأكيد المعارضة وجهات طبية كثيرة أن عدد الإصابات اليومية في تركيا لا يقل عن 30 ألفاً، رغم إصرار السلطات على التلاعب باحتساب المصابين الذين ظهرت عليهم الأعراض فقط.

وكشفت الأرقام الرسمية الجديدة في تركيا، تعمد السلطات بما في ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان مغالطة الأتراك، بالحديث عن السيطرة على الوباء، منذ ذلك أنه قبل 3 أشهر فقط، كان الرئيس التركي، يؤكد أن "تركيا ستكتب قصة نجاح جديدة بعد جائحة كورونا"، قائلاً: "عندما تنتهي هذه الفترة ستكون تركيا إحدى الدول التي تتجاوز الوباء بأقل الخسائر في العالم".

وبعد تسرب حقيقة كورونا" في البلاد، لم تعد هناك "قصة نجاح"، حسب غرفة أطباء إسطنبول التي قالت عبر حسابها الرسمي في تويتر، موضحةً: "نحن الأول من حيث عدد الحالات الإيجابية في أوروبا. لمدة 9 أشهر كُتبت قصص النجاح بالكذب، وإخفاء الحقائق".

وعرضت الغرفة إحصائيات عن الإصابات اليومية بكورونا في عدة بلدان أوروبية، واعتبرت أن تركيا تحتل المرتبة الأولى بعدد الإصابات، لتتجاوز بذلك إيطاليا، وروسيا، وألمانيا.

ولم يقتصر الانتقاد والهجوم ضد الحكومة التركية على الغرف الطبية التي تعرف جيداً حجم تفشي الوباء، بل امتد إلى السياسيين، مثل رئيس "حزب الديمقراطية والتقدم المعارض" علي باباجان، الذي قال عبر تويتر: "منذ أشهر ونحن ندعو الحكومة لشرح عدد الحالات، وأخيرا أعلنت أمس 28351 حالة. الآن نسأل، لماذا لم تشرح هذا لأشهر؟. ألم تعرض صحة الجمهور للخطر بإخفاء البيانات؟. هل يمكننا الثقة في هذه الأرقام بعد كل هذه التجربة؟".

من جانبه قال عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض، مصطفى أدي غوزال إن نظام الحصول على نتيجة اختبارات كورونا في وزارة الصحة التركية "انهار"، مشيرا إلى صعوبات تعترض المواطنين في إجراء الاختبارات، منذ السادسة من مساء أمس.

ضغط 
وفي ظل التفشي السريع للوباء، بلغت المستشفيات طاقتها القصوى تقريباً، ما يعني تعريض القطاع الطبي لخطر الانهيار، ويرفع عدد الإصابات بشكل كبير في ظل العجز عن علاج المصابين في ظروف مناسبة.

وفي السياق قال عثمان أوزتورك، عضو مجلس إدارة غرفة إسطنبول الطبية،  في الأسبوع الماضي، إن "الرقم الحقيقي ضعف ما تعلنه بيانات الحكومة"، مضيفاً أن "إسطنبول تحتضر، والحكومة تحاول أن تظهر قصة نجاح ضد الوباء، وتظهر البيانات منخفضة".

وأضاف أوزتوك "لا نعرف عدد الوفيات بفيروس كورونا، لكن لا يوجد سبب آخر لتفسير مثل هذه الوفيات الإضافية في إسطنبول".

ورصد موقع "الحرة" بالاعتماد على وسائل إعلام تركية أن معظم المستشفيات الحكومية في إسطنبول لم تعد تجري إلا العمليات الجراحية الطارئة والضرورية جداً، بسبب نقص عدد الأسرة ووحدات العناية المركزة.