الجمعة 27 نوفمبر 2020 / 12:58

أيام ترامب القليلة "سنوات عجاف" على النظام الإيراني

24 - أحمد إسكندر

مما لا شك فيه أن الأيام المتبقية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستمر "سنوات عجاف" على النظام الإيراني وبدأت مخططاته للشهرين المتبقيين باستكمال سياسة "أقصى الضغوط" على إيران وحلفائها في المنطقة قبل تسليم السلطة في يناير(كانون الثاني) المقبل، متجهاً نحو تدشين حملة عقوبات قاسية على إيران وحزب الله على مدى الأسابيع القادمة.

أبرامز: نحذر إدارة بايدن من تكرار أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما في التفاوض على الاتفاق النووي مع إيران

السفيرة الأمريكية في لبنان: ستفرض مزيداً من العقوبات على شخصيات لبنانية بسبب الفساد ومساعدة جماعة حزب الله المدعومة من إيران

وفي هذا الإطار صرح المبعوث الأمريكي الخاص بإيران إليوت أبرامز، الخميس، إن "إدارة ترامب تخطط لتشديد العقوبات على طهران خلال أسابيعها الأخيرة في السلطة" مطالباً في الوقت ذاته الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن استخدام العقوبات للضغط من أجل اتفاق يقلل من التهديدات الإقليمية والنووية التي تشكلها الجمهورية الإيرانية.

رسائل المبعوث الأمريكي بدأت بالترحيب والاشادة بمستشار بايدن للأمن القومي والمرشح لمنصب وزير الخارجية حيث وصفهما بأنهما "شخصان رائعان"، محذراً في الوقت نفسه من تكرار ما اعتبره أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما في التفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015 والذي انسحب منه ترامب من جانب واحد عام 2018.

العلاقة اللبنانية
ما يدور في طهران تداعياته ليست بعيدة عن بيروت وما أن تذكر العقوبات حتى تؤدي طريق الأدلة إلى رجالات خامنئي في بيروت وقالها أبرامز علانية في فعالية افتراضية لـ"معهد بيروت"، إن "إدارة ترامب تخطط لمزيد من العقوبات الضغط على طهران، بفرض عقوبات تتعلق بالأسلحة وأسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان".

ما ذكر أبرامز اعتبره محللون لموقع "إيران إنترناشونال" رسائل مباشرة لمسؤولين في في لبنان من عقر دارهم بالتخلي عن اتباع خامنئي واتباع طريق الصواب قبل فوات الأوان وحملت كلمات أبرامز تأكيداً بأن "طوال شهري ديسمبر(كانون الأول) ويناير(كانون الثاني) ستكون هناك عقوبات تتعلق بالأسلحة وأسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان، وسيستمر ذلك لشهرين آخرين.. وحتى النهاية".

بدورها صرحت السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا، أن الولايات المتحدة "ستفرض مزيداً من العقوبات على شخصيات لبنانية بسبب الفساد ومساعدة جماعة حزب الله المدعومة من إيران بعد أن أدرجت واشنطن في الأشهر الأخيرة 3 وزراء سابقين في الحكومة اللبنانية، من بينهم صهر الرئيس، على قائمة سوداء".مؤكدة أن "هناك ملفات قيد الإعداد لدى سلطات لها علاقة بمكافحة الارهاب ومكافحة الفساد" تخص كيانات وأشخاص في لبنان.

رضوخ إيراني
ونقل موقع "إيران بلا أقنعة" عن محللين قولهم إن "نظام خامنئي سيرضخ في آخر المشوار" مع توقع إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة خلال العام المقبل، وأشار المبعوث الأمريكي لإيران إليوت أبرامز لهذا علانية بقوله: "أعتقد أنهم سيرضخون في النهاية وسيتم إبرام اتفاق معهم (إيران) في ظل إدارة بايدن".

من جانبه أشار المجلس الأعلى للمقاومة الإيرانية "منظمة مجاهدي خلق" أن إدارة بايدن لديها فرصة كبيرة لأن هناك في الوقت الحالي الكثير من الضغط على إيران من خلال العقوبات"، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا لديهم فرصة للعمل مع الحلفاء في العالم والشرق الأوسط لإبرام اتفاق يتناول الخطر الذي تشكله إيران على المنطقة وصواريخها الباليستية.

وأضاف الموقع "إذا تجاهلنا النفوذ الذي لدينا فسيكون هذا أمراً مأساويا وفيه "حماقة". لكن إذا استخدمناه، فهناك فرصة على ما أعتقد لإبرام اتفاق بناء يعالج كل هذه المشاكل" ومن الخطأ افتراض أن الإدارة الجديدة يمكن أن تغير سياسة إيران بين عشية وضحاها وإن المفاوضات ستستغرق عدة أشهر.

مكابرة
المتابع للأحاديث الإيرانية والتصريحات الصادرة بشكل رسمي يلاحظ استبعاد حكام إيران تحت "غطاء المكابرة" إجراء مفاوضات بخصوص برنامجها الصاروخي أو تغيير سياستها الإقليمية وسلوكها "الخبيث" بالمنطقة ويريدون بدلاً من ذلك تغييراً في السياسة الأمريكية يشمل رفع العقوبات.

في الوقت ذاته تبدو إيران "مهرولة" للحديث مع الرئيس بايدن على الرغم من تصاعد التوترات وتاكيد بايدن نفسه بانه "ليس على عجلة من أمره لعقد اتفاق مع النظام الإيراني على الرغم من ارتباط العقوبات على إيران بكيانات في الصين وروسيا وهي من اتهمتها إدارة ترامب بـ"أنشطة تروج لبرنامج الصواريخ الإيراني".

وعانت طهران منذ قدوم ترامب أسوأ فتراتها على الإطلاق، حيث خنقت ضغوط واشنطن الاقتصاد الإيراني ووضعته على حافة الانهيار وفاقمت عزلة الجمهورية الإسلامية في العالم ومحيطها وتعد ولاية ترامب التي شارفت على نهايتها الأكثر شراسة من نظرائه في التعامل مع سلوك إيران، فيما ترى طهران في ترامب "الشيطان الأكبر" باعتباره قاتل الجنرال قاسم سليماني والمتسبب في أسوأ أزمة اقتصادية أدت إلى تجويع كثير من الإيرانيين وفقرهم متناسية في الوقت ذاته تدخلاتها العريضة في سوريا والعراق ولبنان بهدف إحياء "هلال شيعي" تحلم الجمهورية الفارسية بعودة حكمه للمنطقة مرة أخرى.