فخري زاده الذي قضى في إطلاق نار بإيران أمس (أرشيف)
فخري زاده الذي قضى في إطلاق نار بإيران أمس (أرشيف)
السبت 28 نوفمبر 2020 / 09:43

اغتيال زاده.. فشل آخر للاستخبارات الإيرانية

24 - بلال أبو كباش

يزداد التوتر بين إيران وإسرائيل ويدخل مرحلة جديدة بعد توجيه طهران أصابع الاتهام إلى تل أبيب في اغتيال العالم النووي فخري زاده الذي فارق الحياة أمس الجمعة، بعد إطلاق مسلحين مجهولين النار على سيارته ما أدى لوفاته متأثراً بجروحه التي كان يعالج منها في المستشفى.

وأثار مقتل فخري زاده غضب إيران، ودفع مسؤوليها الكبار والصغار للتهديد برد قاس على الأطراف الضالعة بالعملية، ووجهت عدة أطراف إيرانية أصابع الاتهام نحو إسرائيل فوراً، دون العثور على أي دليل قوي يثبت تورط الموساد في العملية. 

الإيرانيون بدروهم، كان لهم رأي آخر قريب من رأي الجهات الرسمية، والحرس الثوري، فسرعان ما كتبت التغريدات على تويتر، وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، ومن بين تلك الكتابات ما اعتبر مهماً، إذ أجمع عدد كبير من المغردين في رأيهم على أن إيران "أصبحت محصورة ومستهدفة بشكل كبير من الموساد الإسرائيلي".

ورغم تخفي فخري زاده، وتجنبه المستمر للأضواء، إلا أنه كان معروفاً بما فيه الكافية، في إيران وخارجها، وكشفت ردود الفعلية السريعة في الصحافة المحلية والدولية مدى أهمية زادة، ومعرفة الناس به رغم ندرة ظهوره.

وتقول صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، إن زاده أشبه بقائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قضى في ضربة أمريكية في يناير (كانون الثاني) الماضي، وكان نادر الظهور، وحين خرج من دائرة الظل وقع تحت النيران الأمريكية، ما يفسر أن جميع القياديين الإيرانيين المهمين معروفين لدى الولايات المتحدة وإسرائيل رغم محاولات التخفي.
 
وبحسب الصحيفة، فإن زاده كان من الأشخاص المراقبين بشكل قوي من قبل الولايات المتحدة، لكن اسمه لم يكن مألوفاً كثيراً بالنسبة للبعض. وتشير المصادر، إلى أن زاده الذي كان منهمكاً في تطوير ترسانة إيران النووية وفي بناء قنابل ذرية كان أيضاً عضواً آيدولوجياً مهماً في الحرس الثوري الإرهابي.

انتكاسة
وشكلت الضربات المتتالية لأهداف نووية إيرانية انتكاسة لطموحات إيرانية النووية، ففي 2012 قُتل عالم نووي إيراني في طهران، وفي يوليو (تموز) الجاري استهدفت عدة انفجارات غامضة موقعاً إيرانياً مهماً لإنتاج الصواريخ الباليستية، إضافة لضرب منشأة نطنز النووية الأهم بين مثيلاتها في طهران. ولم تقتصر الهجمات على الضربات العسكرية، بل إن عدداً كبيراً منها نفذ عن طريق الفيروسات المحوسبة والتي عطلت بدورهاً برامج إيران النووية لعقد ونصف العقد، حسب المصادر.

هدف معروف لإسرائيل
ويعتبر زاده هدفاً كبيراً لإسرائيل منذ انخراطه في تطوير البرنامج النووي الإيراني، وقالت الصحيفة، إن تل أبيب اتهمته بصراحة وفي مرات عديدة بالعمل في برنامج "عمد" السري لتطوير أسلحة نووية، والذي كان قد استُهدف في الماضي. وأضافت المصادر، أن زاده كان يحظى دائماً بحراسة أمنية مشددة وتم ذكر اسمه في خطاب مهم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عام 2018.

فشل استخباراتي
كما شكك المغردون الإيرانيون في قدرات الاستخبارات الإيرانية، ونعتوها بالفاشلة، بعد أن أخفقت في حماية أهم ركائز تطوير السلاح النووي في إيران، فخري زاده، ومنشأة نطنز النووية الحساسة.

وكتب مغردون إيرانيون على تويتر، إن "اغتيال فخري زاده الشخصية الأبرز وأهم عالم في البرنامج النووي هو أكبر فشل استخباراتي للحرس الثوري الإيراني منذ 39 عاماً". مضيفين أن "القدرات الاستخباراتية للجمهورية الإسلامية مجرد وهم". كما أشار المغردون إلى أن "إيران لا تجيد سوى اعتقال المعارضين، في حين تعجز وتفشل دائماً في حماية مسؤوليها رفيعي المستوى".

كما وجه مغردون إيرانيون اللوم إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف، قائلين في رسائل عديدة له، "اغتيال زاده أظهر فشل سياسات وزير الخارجية في التعامل مع الغرب". وقال مغرد إيراني، "قبل شهرين قال ظريف: (إذا حدث شيء لأي من علمائنا النوويين، فسنرد)، ها قد حان الوقت للقيام بذلك، لا للاكتفاء بالشعارات فقط". وكانت إيران توعدت بالرد على مقتل سليماني، وكان ردها دون الاعتبار بحسب المغردين، كما أنها توعدت بالرد على تفجير نطنز، ولم تفعل شيئاً وهذا دليل على أن الشعب الإيراني أصبح يدرك أن السلطات في طهران تكتفي بردود كلامية لا فعلية.