الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن (أرشيف)
الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن (أرشيف)
السبت 28 نوفمبر 2020 / 09:50

"الاغتيال" يُعقد مهمة بايدن باستئناف الاتفاق النووي

لم تفق إيران من صدمة اغتيال الجنرال البارز قاسم سليماني في بداية العام الجاري، إلا وأن الضربات مازالت تلاحقها باغتيال مدير البرنامج النووي الإيراني محسن زادة، والذي يعتبر أبرز العلماء المجال النووي داخل إيران، ويسبق ذلك اقتراب تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة وتعهد باستئناف الاتفاق النووي المتوقف منذ عامين مع طهران.

صعوبات قد تواجه الإدارة الأمريكية الجديدة المتعطشة لاستئناف الاتفاق النووي مع إيران والذي أبرمه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في 2015 وشارك في صياغته جو بايدن حين كان يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، وهو ما يدفعه إلى استئناف الاتفاق والعمل عليه في أقرب وقت، بدلاً من سياسة ترامب الحالية الرامية إلى فرض المزيد من العقوبات على النظام الإيراني.

تعقد المشهد
المؤشرات تسير بقوة إلى أن المشهد حول استئناف الاتفاق النووي لن يكون سهلاً وسيواجه تعقيدات عدة بعد اغتيال العالم الإيراني فخري زادة والذي يعتبر الصندوق الأسود للبرنامج النووي الإيراني، وهو يحمل أسرار المفاعل النووية.
وقال السناتور الديمقراطي، كريس ميرفي، من ولاية كونيتيكت، "إذا كان الهدف الرئيسي لمقتل فخري زاده هو زيادة صعوبة استئناف الاتفاق النووي الإيراني، فإن هذا القتل لن يجعل الولايات المتحدة أو إسرائيل أو العالم أكثر أمانًا"، وفق ما نقلت قناة "إيران إينترناشال".

فيما رأى روبرت مالي الذي عمل مستشاراً لأوباما في الملف الإيراني ويقدم المشورة بشكل غير رسمي لفريق بايدن أن قتل فخري زاده يأتي في إطار سلسلة من التحركات التي تمت خلال الأسابيع النهائية في ولاية ترامب وتهدف إلى زيادة صعوبة مهمة بايدن المتعلقة بإعادة التواصل مع إيران.

وتابع بحسب صحيفة (رأي اليوم) "أحد الأهداف هو ببساطة إلحاق أكبر ضرر ممكن بإيران اقتصادياً وببرنامجها النووي بينما يمكنهم ذلك، والهدف الآخر هو تعقيد مهمة بايدن المتعلقة باستئناف المساعي الدبلوماسية والعودة للاتفاق النووي"، مشيراً إلى أنه لا يقصد بذلك إطلاق تكهنات بشأن الجهة المسؤولة عن عملية الاغتيال.

وأكد مسؤول أمريكي في وقت سابق هذا الشهر أن ترامب سعى للحصول على خطة من مساعدين عسكريين لتوجيه ضربة محتملة لإيران، لكنه عدل عن هذا القرار آنذاك بسبب خطر نشوب صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.

وخيم الصمت على عواصم الدول. فقد رفضت إسرائيل التعليق. وفي الولايات المتحدة رفض البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاغون) ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية التعليق. ورفض فريق بايدن الانتقالي التعليق أيضاً.

واتهم الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب إيران مراراً بالسعي سراً لامتلاك أسلحة نووية. وسحب ترامب الولايات المتحدة من اتفاق رُفعت بموجبه عقوبات عن إيران مقابل قيود على برنامجها النووي.

مواجهة غير معلنة
ورجح الخبير في الشؤون الإيرانية، محمد عباس ناجي، وجود مواجهة غير علنية داخل إيران لعرقلة البرنامج النووي، ووضع عقبات أمام تطوير البرنامج الصاروخي.
 
وأضاف ناجي في تصريحات متلفزة مع قناة "سكاي نيوز" أن هذه العمليات تأتي أيضاً لأن العقوبات الأمريكية التي جرى فرضها على إيران لم تثن إيران عن مواصلة برنامجها النووي والصاروخي، ولم تمنع إيران من المضي قدماً في مخططاتها.

وأشار إلى أن رد الفعل الإيراني قد يسعى لاستهداف مصالح إسرائيلية أو أمريكية "وربما تلجأ إيران إلى وكلائها، ما دامت المواجهة في إطار غير معلن".

فيما أكد الخبير في الشأن الإيراني سامح الجارحي بحسب صحيفة "الشروق" المصرية أن طهران تنتظر إدارة الرئيس المنتخب بايدن، وانتهاء ولاية ترامب، لأنهم يعولون كثيراً على بايدن الذي أكد سابقاً إلى إعادة الاتفاق النووي مع إيران قائلاً"القيادة الإيرانية لن تعطي ترامب السلاح الذي يفتك به إيران".

وأوضح الجارحي أن ما يدركه النظام الإيراني إزاء هذا الاغتيال، في الوقت الحالي، هو وجود اختراق، لأن هذا الأمر وحده ما يتيح قتل محسن فخري زادة على مقربة من العاصمة طهران.

وقتل محسن فخري زاده، القيادي البارز في البرنامج النووي الإيراني ورئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية، أمس، في "منطقة آبسرد" بدماوند قرب طهران.

وكتبت وكالة "فارس" للأنباء عن الطريقة التي قُتل بها محسن فخري زاده مهابادي، حين دخلت سيارته منطقة آبسرد في دماوند حوالي الساعة 2:00 ظهراً بالتوقيت المحلي، و"على بعد كيلومتر واحد من مدخل مدينة آبسرد وبالقرب من حديقة تعرف باسم حديقة "سرهنك" توقفت سيارة وأطلق منها وابل من رصاص ثم انفجرت سيارة أخرى مليئة بالأخشاب".

وقال شاهد عيان للتلفزيون الإيراني الرسمي إن سيارة محسن فخري زاده تعرضت لإطلاق نار من الجانبين بعد الانفجار.