دونالد ترامب (أرشيف)
دونالد ترامب (أرشيف)
السبت 28 نوفمبر 2020 / 12:33

"نتائج سيئة" لتعمد ترامب تأخير تسليم السلطة؟

24 - بلال أبو كباش

يتعنت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويرفض الاعتراف بخسارة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن بفارق كبير، ويسند ترامب روايته على حجج قانونية يؤكد من خلالها أن تزويراً ما حدث في الانتخابات وقلب الطاولة.

وأثار تأخير انتقال السلطة في الولايات المتحدة جدلاً كبيراً حول مستقبل العملية الديمقراطية في البلاد، كما ألقى بظلاله على عمل المؤسسات الحكومية وحرمها من تدفق الأموال.

عبء على الميزانية
ورغم بدء عملية انتقال السلطة رسمياً من ترامب لبايدن، لا يزال أثر التأخير ظاهراً في مجالات عدة، وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها أمس الجمعة، إن التأخير سبب انزعاجاً لأنصار بايدن وأجج في الوقت نفسه مشاعر أنصار ترامب المتمسكين ببقائه في الرئاسة والداعمين لروايته حول الفوز، كما ضاعف كلف ميزانية الولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة، فإن انتقال السلطة بشكل عام لا يبدو سلساً في أحسن الأحوال، فهي عملية معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً، إذ يوجد في الحكومة الفيدرالية أكثر من مليوني موظف مدني بدوام كامل، و9 ملايين آخرين في الجيش والبريد والمقاولات ومجالات أخرى.

وهذه القوة العاملة التي تزيد عن 11 مليون على وشك أن تفقد عشرات المدراء التنفيذيين بسبب التغييرات الإدارية الملقاة على عاتق إدارة بايدن، والتي أيضاً يتوجب عليها تعيين أكثر من 4100 شخص في مناصبهم الجديدة بأسرع وقت ممكن خشية من تعطيل القوة العاملة أو تشكيل ضغط عليها.

تأخير من الكونغرس
وقالت الصحيفة، في 2008، تمتعت إدارة أوباما بتعاون كامل مع بوش في عملية نقلة السلطة، ورغم ذلك استغرق الأمر من باراك أوباما شهراً كاملاً لشغل نصف عدد المناصب ذات الأولوية والبالغ عددها 60 والتي تتطلب مصادقة من مجلس الشيوخ، واستغرق الأمر منه عاماً كاملاً لملء النصف الآخر. وفي ما يتعلق بإدارة بايدن يصبح الأمر أكثر تعقيداً في ظل تعنت وتأخير ملحوظ من قبل ترامب، كما تشير التقارير إلى أن الكونغرس الأمريكي بالغالبية الجمهورية بصدد عرقلة بعض الأسماء التي رشحها بايدن لتولي المناصب السيادية والمهمة والذي من شأنه أن يؤخر ولادة حكومة أمريكية كاملة في وقت قصير.

تعديلات قانونية
ولتجاوز عقبة انتقال السلطة في الولايات المتحدة، سعى الكونغرس الأمريكي بعد تسلم أوباما للسلطة من جورش بوش الابن لإدخال تعديلات في قانون نقل السلطة الذي أقر في 1963 قانوناً لتحسين عمليات الانتقال، ولتقصير المدة اللازمة من خلال اقتراح البدء في عمليات التخطيط والتعيين في المناصب الإدارية والحكومية قبل الانتخابات. لكن تحجم الحملات الانتخابية عن بدء العمل في التخطيط للسلطة خشية من عكس صورة سلبية تظهر فوزهم افتراضياً في حين قد تتغير الأمور بعد فرز الأصوات.

من جهته، يقول ماكس ستير المدير التنفيذي لشركة الخدمات العامة المهتمة بتطوير وإصلاح القطاع الحكومي، إن تأخير ترامب لنقل السلطة كشف عن عيوب جديدة في النظام الأمريكي"، مضيفاً أن عملية نقل السلطة ضخمة وتتطلب وقتاً طويلاً، لذا يجب أن تحدث إصلاحات تشريعية تضمن تحقيق الانتقال في مدة محددة.

تهديد أمني
ويشكل تأخير عمليات انتقال السلطة تهديداً للأمن القومي للولايات المتحدة، وقالت التقارير، إن لجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية، خلصت إلى أن تأخير استلام بوش للسلطة بعد معركة قضائية مع المرشح آل غور منع إدارته من الاستعداد بشكل كامل للتهديدات الإرهابية، والذي أعطى بدوره فرصة للتنظيمات الإرهابية لتنفيذ عمليات ضد الولايات المتحدة.

يقول ستير، الآن نعيش مخاطر عديدة أبرزها جائحة كورونا، والأزمة الاقتصادية وقضايا العنصرية، وإن أي تأخير في نقل السلطات يشكل معيقاً في تحقيق تقدم في هذه الملفات.