الأحد 29 نوفمبر 2020 / 13:15

ولي عهد رأس الخيمة: شهداء الوطن كتبوا بدمائهم الزكية صفحات مجد في ميادين الحق

أكد ولي عهد رأس الخيمة الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، أن شهداء الإمارات الأبرار حملوا أرواحهم على أكفهم وبذلوها من أجل الوطن.

وقال الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، في كلمة وجهها عبر مجلة "درع الوطن" بمناسبة يوم الشهيد "إن شهداء الوطن كتبوا بدمائهم الزكية صفحات مجد وبطولة في ميادين الحق والواجب، ورفعوا هامة الوطن شامخة، ورايته عالية خفاقة".

وفيما يلي نص كلمة ولي عهد رأس الخيمة: "تعيش دولتنا يوماً وطنياً تاريخياً من أيامها الوطنية لتؤكد فيه التلاحم الوطني الوثيق بين القيادة الرشيدة وشعب الإمارات، وهذا ماجسده أبناؤها المخلصين للذود عن الوطن وحمايته من الطامعين والحاقدين وترجمة للملحمة الإماراتية الوطنية التاريخية الراسخة لبطولات شهدائنا الأبرار، حيث أثبت جنود الإمارات أنهم سيوف الدولة، وحصنها المنيع لمواجهة الشدائد ولينعم الوطن بالأمان.

إن ما انتهجته القيادة الحكيمة في دولتنا من سعي دؤوب للوقوف مع آمال شعبها وتطلعاته إنما يجسد قوة الترابط والتلاحم بين القيادة والشعب، وهو ما تجلى في توجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتخصيص يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام يوماً خاصاً يحيي فيه أبناء الدولة ذكرى الشهيد العطرة، فيوم الشهيد هو يوم التكريم والتتويج لبطولاتهم، مستذكرين أبرز مواقفهم وشجاعتهم وبسالتهم، إنه يوم التآزر المجتمعي ويوم التعبير عن التضامن والتلاحم القوي لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة مع قيادته الرشيدة، والتفافهم حولها دعماً وسنداً لتبقى راية دولتنا دائماً عالية خفاقة في سماء الوطن.

إن دعم واهتمام القيادة الرشيدة للدولة بأسر الشهداء، أسهم في تعميق الروابط بين القيادة والشعب، وأكد على التلاحم الوطني الكبير، وجاء قرار ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإنشاء مكتب شؤون أسر شهداء الوطن تقديراً عظيماً من قيادتنا الرشيدة لتضحيات وعطاء الشهداء، وتكريماً لأسرهم وذويهم.

وإن رسالة مكتب شؤون أسر الشهداء تتجاوز تقديم الخدمات لأسر الشهداء وتخليد ذكراهم إلى تجسيد حي وواقعي للعلاقة الإنسانية بين شعب الإمارات وقيادته الحكيمة، وهي علاقة عميقة الجذور عنوانها الأبرز الوفاء بين القيادة والشعب، كما أن تخليد الشهداء بإنشاء النصب التذكاري هو أبسط ما تقدمه الإمارات لشهدائنا الأبرار، وفاء وعرفاناً وتخليداً لذكراهم وهو رسالة للشعب وللعالم أجمع أن أرواح ونفوس أبنائنا غالية نفخر ونعتز بهم وبتضحياتهم وبطولاتهم، وهم القدوة والنموذج لأبناء الإمارات كي يحذو حذوهم، ويسهموا مع إخوانهم البواسل في رفع راية الوطن عالية خفاقة.

ستبقى مآثر شهداء الوطن نبراساً لمن يأتي خلفهم ومبعث فخر لذويهم، حيث يعد يوم 30 نوفمبر 1971 يوماً تاريخياً في الإمارات بسقوط أول شهيد قبل أيام قليلة من قيام دولة الاتحاد في معركة التضحية التي سطرها دفاعاً عن وطنه ابن الإمارات البطل سالم بن سهيل بن خميس من منتسبي شرطة رأس الخيمة، فهو قدوة ومثال للجندي المخلص المحب لوطنه، هكذا هم أبناء الإمارات، مستعدون دائماً للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل رفع رايته، وصون أمنه واستقراره لتبقى راية وطننا شامخة خفاقة في كل الميادين.

في هذا اليوم الوطني المجيد يقف أبناء شعب الإمارات استذكاراً وافتخاراً بقيم التفاني والإخلاص والولاء، مرددين الدعاء والتقدير والتبجيل لأرواح من ضحوا لأجل الوطن، الرجال الأوفياء الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وبذلوها من أجل الوطن، فقد كتب شهداء الوطن بدمائهم الزكية صفحات مجد وبطولة في ميادين الحق والواجب ورفعوا هامة الوطن شامخة، ورايته عالية خفاقة.

وفي هذا اليوم المشهود نثمن إنجازات القوات المسلحة التي تعد مفخرة لكل مواطن، فمن هذه المؤسسة الوطنية مصنع الرجال نشأ جيل قوي يستطيع مواجهة التحديات والأخطار والحفاظ على مكتسبات الوطن وأمنه، والخدمة في هذه المؤسسة الوطنية شرف وواجب مقدس يعتز به كل مواطن ليحمي ويصون تراب الوطن ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمنه".