الأحد 29 نوفمبر 2020 / 15:51

هل ستُنهي مُقررات طنجة الانقسامات وتُوحد الفرقاء الليبيين؟

بعد سنوات من الغياب والانقطاع، عُقدت أول جلسة لمجلس النواب الليبي في مدينة طنجة المغربية، في محاولة لرأب الصدع السياسي في البلاد وتوحيد الفرقاء بمختلف تياراتهم السياسية وحلحلة الخلافات القائمة بين البرلمانيين في الشرق والغرب.

وسبقت جلسة مجلس النواب في المغرب عقد جلسات ملتقى الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة في تونس، مما يكثف خطوات العملية السياسية في البلاد للتعجيل بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تعزز توحيد مؤسسات الدولة الليبية بعد ما يقرب من 10 سنوات من الصراع الدائر منذ أحداث "الربيع العربي"، فهل ستنهي مقررات طنجة هذه الانقسامات؟

كسر مجاديف توحيد المجلس
وكشف رئيس لجنة صياغة البيان الختامي بجلسات طنجة، خليفة الدغاري، أن المغرب لم بتدخل في لقاءات الأعضاء والحوار الذي جرى بينهم.

وقال الدغاري لقناة "218" الليبية ‘ن عدداً من الأعضاء غير الحاضرين لجلسات طنجة، حاولوا التشويش على الحضور لـ "كسر مجاديف مركب توحيد المجلس"، وفق تعبيره.

وبشأن الحوار السياسي، أكد مصدر لقناة "218"، قبل يومين، وجود ترجيحات بعقد ملتقى لأعضاء لجنة الحوار السياسي، يوم 4 ديسمبر المقبل، في مصر، وتهدف الجلسة المُرجّحة إلى مواصلة البحث عن توافق بشأن المسائل العالقة، خاصة ما يتعلق في آليات اختيار رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة وصلاحياتهما.

فيما قال عضو مجلس النواب علي بوزعكوك، إن اجتماعات أعضاء مجلس النواب وجلساتهم التشاورية في طنجة، أنتجت اتفاقاً مبدئياً ينص على عقد جلسة رسمية في غدامس، مبيناً أن هناك مجموعات من اللجان تعد للملتقى، ليتمكن المجلس خلاله من تغيير اللائحة الداخلية، وتحديد دورة برلمانية لا تزيد عن 6 أشهر، واختيار رئاسة جديدة لمجلس النواب، والاتفاق على مقر انعقاد البرلمان.

وبحسب شبكة أخبار ليبيا، أضاف بوزعكوك في تصريح له أن التئام أعضاء مجلس النواب وجلسات طنجة التشاورية أثبت للشعب الليبي وللعالم أن مجلس النواب ما زال بعافية، ويمكن أن يجمع الأعضاء ليقوم بدوره والمطلوب منه.

وأشار بوزعكوك إلى أن المرحلة الحرجة مهمة في التئام مجلس النواب، والجلسات التشاورية ليست لاتخاذ قرارات بل للتفاهم، لافتاً إلى أن مجلس النواب انشطر، ليس لأن لديه الرغبة في ذلك؛ بل لأن هناك طرفاً انقلب على الشرعية وحاول أن يعسكر ليبيا وينقلب على مدنية الدولة، على حد قوله.

وأعلن أعضاء مجلس النواب الليبي المجتمعون في طنجة المغربية، أمس السبت، الاتفاق على عقد جلسة جامعة في مدينة غدامس فور عودتهم إلى البلاد، بهدف إنهاء الانقسام بمجلس النواب وأداء استحقاقاته النيابية.

الإطاحة بعقيلة صالح
وأشارت مصادر برلمانية ليبية، إلى أن الاجتماع يهدف إلى تغيير رئاسة البرلمان، حيث إن الخطوط العريضة المتمثلة في توحيد البرلمان تبدو في ظاهرها أنها مع دعم المسار السياسي والتوصل إلى استكمال المسار السياسي وقيام البرلمان بدوره المنوط بها، إلا أن بعض النواب يسعون للإطاحة بالمستشار عقيلة صالح.

وقال النائب عمر تنتوش عضو مجلس النواب الليبي، إن اجتماعات المغرب تهدف لتوحيد مجلس النواب وممارسة دوره التشريعي، والقيام بمهامه التي يحاول البعض في الداخل والخارج سلبه هذا الدور.

وأضاف في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، أن المجلس له حق تعديل ما يراه مناسباً، بعد اجتماعه بشكل كامل، وأن أي تعديل في لوائحه الداخلية وتغيير ما يراه مناسبا هو من حقه، وهو ما يشير إلى صحة المعلومات التي أشارت إليها المصادر البرلمانية.

ومن جانبه، قال عضو الأعلى للدولة سعد بن شرادة، إن الظاهر في الاجتماعات هو توحيد المجلس للقيام بمهامه، إلا أن البعض يسعى للإطاحة بعقيلة صالح، وأكد أن التمسك بمثل هذا المطلب المتمثل في إعادة انتخاب رئيس المجلس، يمكن أن يعيد الأمور إلى نقطة الخلاف الكبير وتعزيز الانقسام الموجود، بحسب وكالة سبوتنيك.

وأوضح شرادة أن المستشار عقيلة صالح يتطلع لرئاسة المجلس الرئاسي، وإذا حصل على هذا المنصب يمكن أن يصل إلى ذلك، وفي حال عدم حصوله فإن مناصريه في البرلمان سيعرقلون أي خطوة متمثلة في إعادة انتخاب الرئيس.

واختتم أعضاء البرلمان اجتماعاتهم أمس السبت، حيث أكدوا على العديد من النقاط، منها العمل على الاستحقاقات الانتخابية المقررة في ديسمبر (كانون الأول) 2021، وقيام المجلس بمهامه المنوط بها، فيما رحب المجلس الأعلى للدولة، أمس السبت، بـالاجتماع التشاوري الذي عقده أعضاء مجلس النواب بمدينة طنجة المغربية، والاتفاق على عقد جلسة للمجلس بمدينة غدامس، والبدء في اتخاذ خطوات نحو إنهاء الانقسام.