الأحد 29 نوفمبر 2020 / 15:19

عمليات الاغتيال والتخريب في إيران تجنّب الحرب الشاملة

رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن عمليات الاغتيال والتخريب في إيران تجنّب الحرب الشاملة معها.

اغتيال فخري زاده مع مقتل سليماني، واغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو محمد المصري، بمثابة رسالة مفادها أنه سيكون هناك ثمن مقابل المضي قدماً نحو سلاح نووي

وقال المحلل الاستخباراتي يونا جيريمي بوب إنه في نظر مسؤولي الأمن القومي الإسرائيلي، يمكن اغتيال محسن فخري زاده أن يضاف إلى مقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني)، والحريق الذي شب بأجهزة طرد مركزي متقدمة تستخدم لتخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز النووية في يوليو (تموز)، كأحداث رئيسية في إطار مواجهة إيران مع الغرب وإسرائيل والدول العربية عام 2020.

سلام هشّ
وتحاول إسرائيل في رأيه إيجاد طريق ثالث بعيداً عن اتفاق نووي جديد والحرب، مشيراً إلى أن الاغتيالات وأعمال التخريب قد تؤدي في النهاية إلى الحفاظ على سلام هشّ أو على الأقل تجنب حرب شاملة.

فمع أن أحداثاً كالتخريب والاغتيال كان يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية، تشير كل الدلائل إلى أن هاتين العمليتين نُفذتا لتقليل احتمالات نشوب مثل هذه الحرب.

وترفض إيران أن تظهر بمظهر الدولة الضعيفة في مواجهة حملة "الضغط الأقصى" التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأعلنت رفع مستوى تخصيب اليورانيوم، وبالتالي تقليص فترة إنتاج قنبلة نووية من سنة إلى ما بين ثلاث وأربعة. أشهر. وقبل مقتل سليماني، نفذت مجموعة من العمليات العسكرية ضد إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة والإمارات وبعض الحلفاء الآخرين.
اعتقدت إيران أن ما تفعله يُبقي خطتيها الرئيسيتين على المسار الصحيح، وهما التحرك نحو تطوير سلاح نووي، وتوسيع نفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

تهديد لإسرائيل
وكانت إيران تهدف من الخطتين أن تكون القوة المهيمنة في المنطقة، وأن تشكل تهديداً مباشراً أكبر لإسرائيل على جبهات متعددة، بما في ذلك سوريا ولبنان وغزة، ومع وجود تهديد نووي.

ولفت بوب إلى أن "إسرائيل لا يمكن أن تقبل هذا السيناريو. بالطبع يمكن لإيران أن ترد بقوة على مقتل فخري زاده، ويمكن أن ينفجر الأمر برمته في وجه إسرائيل والولايات المتحدة".

وأكد أن إسرائيل مستعدة للقيام بعمل عسكري في سوريا ولبنان وغزة لدحر التهديد، وهي، وفقاً لتقارير أجنبية، قامت، أحيانا بمفردها وأحياناً مع الولايات المتحدة، بإجراءات رئيسة لإعاقة الأهداف النووية لإيران.

وتشعر إسرائيل بالضغط، للقضاء على أكبر قدر ممكن من برنامج طهران النووي وطموحاتها، قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

بايدن
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أوردت أن شخصيات بارزة في الأمن القومي تشعر بالقلق من تقييدهم بشكل أكبر في عهد بايدن، مع أن أحداً لا يعرف تماماً ما يمكن أن يفعله الرئيس المنتخب تجاه إيران.

ولم يستبعد بوب أن يكون اغتيال فخري زاده مؤشراً لمواصلة الهجمات الجريئة والمختارة بدقة ضد إيران، على رغم صعود بايدن إلى الرئاسة.

وأضاف "قد كانت سلسلة التسريبات الأخيرة بشأن هجوم أمريكي واسع النطاق بمثابة توجيه خاطئ لصرف الانتباه عن الهجوم على فخري زاده".

ثمن للمضي نحو سلاح نووي
واعتبر أن اغتيال فخري زاده مع مقتل سليماني، واغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو محمد المصري، بمثابة رسالة مفادها أنه سيكون هناك ثمن مقابل المضي قدماً نحو سلاح نووي.

ولكن السيناريو الذي تريد إسرائيل تجنبه، هو أن تتجه إيران نحو سلاح نووي من خلال الاتفاق النووي القديم أو اتفاق جديد بدون قيد.

فإذا حصل ذلك، قد تشعر إسرائيل بضرورة شن هجوم جوي واسع النطاق على العديد من المنشآت النووية الإيرانية، وفقا لبوب. فيما سيتجدد النقاش بشأن ما إذا كانت قدرات إسرائيل كافية لضرب منشأة فوردو النووية المقامة تحت الأرض وموقع نطنز لتخصيب اليورانيوم، الذي يقع الجزء الأكبر منه تحت الأرض.