الأحد 29 نوفمبر 2020 / 16:46

التشكيلي البحريني إبراهيم الغانم: نحتاج لتنمية الذائقة الفنية بالمجتمعات العربية

قال الفنان التشكيلي البحريني، إبراهيم الغانم، إن الحركة التشكيلية في الوطن العربي تواكب الحركة الفنية العالمية، ولا تختلف عنها في شيء، وأن هناك فنانين تشكيليين عرب لا يقلون شأناً عن كل الفنانين بالعالم، بل يتجاوزونهم أحياناً.

وأضاف الغانم، فى تصريحات عبر الهاتف، أن ما ينقص الحركة التشكيلية العربية هو فقط تنمية الذائقة الفنية في المجتمعات العربية، وأن لا يكون الفن وتذوقه موجه للطبقة المخملية وللصفوة المثقفة فقط.

وحول رؤيته لمستقبل الفنانين التشكيليين العرب، قال الغانم إن الحركة التشكيلية في الوطن العربي لا تقل شأنا عن مثيلاتها في العالم، بل تتميز عن غيرها بما تملكه من أصالة وتراث وتاريخ.

ولفت الغانم إلى أن هناك عوامل تاريخية ودينية واجتماعية جعلت العرب متأخرين عن الركب الفني وعن النهضة التشكيلية العالمية، التي سبقت الحركة التشكيلية العربية بقرون، لكن وبرغم ذلك فإن العرب اليوم لديهم فنانون وفنانات يملكون مستوى فنيا عاليا، ينافسون به كل فناني العالم.

وحول رؤيته لإمكانية أن يعيش الفنان التشكيلى من نتاج فنه، أكد الغانم أن مشكلة الفنان في الوطن العربي تكمن في صعوبة الاعتماد على الفن والاحترافية كمصدر رزق أساسي، وبالتالي فهو يلجأ إما للوظيفة أو العمل بمشروع آخر إضافي يساعده على كسب لقمة عيشه، وهو ما يأخذ من وقته الثمين الذي من المفترض أن يخصصه لممارسه الفن والإبداع.

وأوضح :"هذا الموضوع له عدة جوانب مرتبطة بثقاقة المجتمع فنيا ووضعه الاقتصادي. والمجتمع العربي، ونتيجة لظروف عدة، لا يمتلك الثقافة الفنية بشأن أهمية اقتناء الأعمال التشكيلية، نتيجة للظروف الإقتصادية، حيث عادة ما ينشغل المواطن فى المجتمعات العربية بالسعي لتأمين لقمة العيش، باستئناء الفئة المقتدرة من مثقفين وتجار وبعضُ من صفوة المجتمع، الذين يتذوقون الفن، وهم الفئة القادرة على اقتناء الأعمال الفنية، وهؤلاء قلة في المجتمعات العربية والشرقية عموماً".

وأكد الغانم أن الفن لا يفرق بين المرأة والرجل، وأنهما "يتساويان في العطاء الفني بالوطن العربي حاليا وفي العالم أجمع، وكما أن هناك أسماء لامعة لرسامين فهناك بالمثل أسماء لامعة لرسامات لا تقل شأنا في التميز والعطاء".

وأوضح :"في البحرين، على سبيل المثال، يتساوى عدد الفنانات في مختلف التخصصات الفنية مع عدد الفنانين، إن لم يكن يتجاوزوهم، وهن فاعلات ومؤثرات بالحركة التشكيلية البحرينية منذ أمد بعيد، وأعتقد أن هذا التأثير يمتد إلى كل الوطن العربي".

وحول مفرداته التشكيلية، ومن أين يستلهم أعماله الفنية، قال الغانم إن أعماله الفنية تركز على الطبيعة والتراث والمزارع والبساتين والسواحل والأسواق التراثية القديمة.

ولفت إلى أنه ينتمي للمدرسة الواقعية في الفن، حيث يرسم كل جوانب الحياة المحيطة به، وأنه يبعث برسالة عبر أعماله التشكيلية من أجل المحافظة على البيئة بطبيعتها الخلابة بعد أن بدأ يغزوها الزحف العمراني وبدأت بالتلاشي رويداً رويداً.

وتحدث عن بدايات مسيرته الفنية، وقال إنه بدأ الرسم منذ الصغر، وأنه وجد تشجيعا كبيرا من العائلة، وأن عمه كان يوفر له كل ما يحتاجه من أدوات وألوان من أجل ممارسة الرسم، وأن ذلك التشجيع تكرر من قبل المعلمين في المدرسة، ثم مارس الرسم بالنادي الثقافي في قريته (باربار)، ثم بدأت مشاركاته بالمعارض الفنية المحلية التى تنظمها المؤسسة العامة للشباب والرياضة سنوياً، ثم ابتعث لدراسة الفنون بكلية التربية الفنية في جامعة حلوان، بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث حصل منها على بكالوريوس التربية الفنية.

وحول علاقته باللوحة والريشة والألوان، قال إن اللوحة والفرشاة والألوان هي عالم الرسام، وأنها تمثل له الحياة، وأن الرسم هو حياته، مضيفا :"أنا أرسم إذن أنا على قيد الحياة" وأنه يتنفس بالرسم، وأنه حين يرسم يشعر بأنه امتلك عالمه الخاص الذى يستمد منه وجوده، وأنه عندما ينجز عملا فنيا جديدا يشعر بولادة مولود جديد فيه حياة وشعور وإحساس لا يمكن وصفه.

يذكر أن الغانم شارك خلال مسيرته الفنية بالعديد من المعارض الفنية المحلية والعربية والدولية، وحمل معرضه الشخصي الأول اسم "صدى الطبيعة" وتناول فيه صورا من الطبيعة في مملكة البحرين. وكانت له مشاركات لافتة فى معارض الشباب لدول الخليج العربي، في كل من الرياض والكويت، بجانب المعرض الدولي للفن التشكيلي والتصوير بمركز البحرين الدولي للمعارض، وأشرف على مركز الملك سلمان الثقافي للأطفال فى الفترة من 1992 وحتى 2008.