الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الإثنين 30 نوفمبر 2020 / 14:45

أردوغان يُغير جلده خوفاً من العقوبات الأوروبية

ينتاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخوف والقلق من العقوبات الأوروبية المتوقعة على أنقرة، منذ تصويت البرلمان الأوروبي على قرار بإدانة تركيا، وعلى دعم طلب قبرص العضو في الاتحاد، لقادة التكتل فرض عقوبات صارمة على تركيا بسبب سلوكها غير القانوني في شرق المتوسط.

وكان للموقف الأوروبي المتشدد دوره على ما يبدو في تخفيف نبرة خطاب أردوغان تجاه الاتحاد الأوروبي، مطلقاً تصريحاً اعتبر فيه أن بلاده "لا ترى نفسها إلا في أوروبا" وذلك بعد استهداف وعداء ممنهج استمر أشهراً، وذلك في محاولة للتودد إلى القارة الأوروبية لإنقاذ نظامه من الانهيار الاقتصادي.

ورغم المحاولة "الأردوغانية" المعروفة في سلوكيات تنظيمات الإسلام السياسي مثل تنظيم الإخوان الإرهابي، القائمة على الانحناء للعاصفة والتودد في انتظار الفرصة السانحة، يبدو أن أوروبا، خاصةً فرنسا، أدركت حقيقة المناورات التركية الجديدة، فسارعت باريس مثلاً بتصريحات حاسمة، تطالب النظام التركي بـ"أفعال لا أقوال"، وهو الذي شطب بتصريح واحد، كل التوترت الذي تسبب فيه على امتداد أشهر مع أوروبا، ودول المنطقة، قائلاً: "نتوقّع من الاتحاد الأوروبي الوفاء بوعوده وعدم التمييز ضدنا أو على الأقل عدم التحوّل إلى أداة للعداوات المفتوحة التي تستهدف بلدنا".

وبعد أن كان يستهدف أوروبا ومسؤوليها، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكد أردوغان في خطاب ألقاه أمام مسؤولين من حزبه "لا نرى أنفسنا في أي مكان آخر غير أوروبا. نتطلّع إلى بناء مستقبل مشترك" مع القارة.

تدهور دراماتيكي 
وتعليقاً على التحولات في خطاب أردوغان قال الكاتب التركي تورغوت أوغلو في موقع "اندبندنت عربية" إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعاني تأثيرات الأزمة الاقتصادية، وجد نفسه مجبراً على تبني أسلوب التفاوض والحوار الدبلوماسي، وستعبّر له ميركل لأردوغان بوضوح، أنه لا يمكنه الإفلات من العقوبات المنتظرة، إلا بمثل هذه الطريقة، وإلا فإنه سيعرض بلاده إلى عقوبات قاسية. 

وأوضح أوغلو أن أردوغان أصبح يدرك جيداً أنه إذا تعثرت التسهيلات المالية والاجتماعية، وانقطعت القروض الأوروبية، فإن العملة التركية ستشهد تدهوراً دراماتيكياً، ولذلك سيتراجع ويجلس إلى طاولة المفاوضات.

ومن جتها قالت شؤون إيطالية "افاراى ايطاليانى" الإيطالية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول مرة أخرى المناورة مع أوروبا، بالتخلص من النبرة الحادة التى كان يتعامل بها فى الفترة السابقة، وسيحاول التودد لأوروبا، ويعرب عن رغبته فى الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.

وبحسب صحيفة "اليوم السابع" أشارت المجلة الإيطالية على موقعها إلى أن أردوغان يحاول اليوم  الالتفاف على الموقف الأوروبي بنفي أي مشاكل مع الاتحاد الأوروبي رغم الكم الهائل من الأزمات التي افتعلها في الفترة السابقة، مع الاستمرار في اتهام أوروبا بالإخلال بالتزاماتها في تهديد مبطن جديد بورقة اللاجئين.

اللهجة الجديدة
ومن جانبه قال زعيم حزب التقدم والديمقراطية التركي علي باباجان، عن خطاب الرئيس التركي الجديد: "عندما بدأ يدرك أن الاقتصاد يغرق، بدأت لهجته تتغير تجاه الاتحاد الأوروبي، ولكن كل شيء له ثمنه".

وفي هذا السياق، قال موقع "قرار" التركي، إن علي باباجان هاجم رسائل أردوغان للاتحاد الأوروبي وتودده إليه، وهو الذي كان يُحقره في خطاباته، قائلاً لأردوغان: "لكل شيء ثمن".

وأضاف باباجان "استمروا في تحدي الاتحاد الأوروبي، قائلين نحن في طريقنا، وأنت في طريقك".

واليوم وفجأة أخذ الرئيس منعطفًا آخر وبدأ في التودد للاتحاد الأوروبي كما لو أن شخصاً آخر هو الذي كان يُعادي الاتحاد الأوروبي منذ سنوات. والآن يستمع إلى رأينا، كنا نقول يجب حل مشاكلنا من خلال الدبلوماسية. ما يحدث الآن، تحول سريع".