الإثنين 30 نوفمبر 2020 / 17:22

"ربع الله" و حزب الله!

أظن أن أي جهة، سواء أكانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، تلصق نفسها بلفظ الجلالة "الله" فهي والعياذ بالله تُسيء إلى الله قبل أي شيء، فالله للجميع وليس حكراً على جهة دون الآخرين، وبالتالي فإن هذه الجهة مهما كان مسماها تعمل على تحقيق هدفين اثنين، الأول التغطية على أعمالها والتى تكون في الأغلب أعمالاً لا تمت بصلة للدين أو الخُلق العام أو القيم العامة وفيها غرابة شديدة. الثاني: لتحصين نفسها من النقد وإلباسها قدسية ما تعلم تماماً أنها لا تملكها ولن تستطيع امتلاكها.

هذه النوعية من التسميات جاءت بعد نجاح ثورة الخميني في إيران، الذي شكل بتلك الثورة موجة من التأثير الكبير في العقلين العربي والإسلامي الراكدين والمحبطين لأسباب عديدة لا مجال للتطرق لها في هذا المقال، وبخاصة في أوساط الناس البسطاء الذين وصلوا في نظرتهم للخميني لمرحلة التقديس المغلف بالخزعبلات (رأوا صورة وجهه في القمر)، وهي المرحلة التى مهّدت لطرح نظريته الداعمة لتكريس صورته "المقدسة" ألا وهي نظرية "الولي الفقيه" والتي هي باختصار شديد تتحدث عن مندوب لله على الأرض لحين ظهور "الإمام الغائب" أو "المهدي المنتظر" وهذا الولي الفقيه هو الخميني، والآن خامنئي، ولا نعلم من هو لاحقاً؟

بدأت التسمية الأولى بالميليشيا الشيعية في لبنان عام 1982 باسم حزب الله تستراً بالآية الكريمة من سورة المائدة (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)، وبعدها فرّخ هذا الحزب الذي يتبع للحرس الثوري وجهاز الاستخبارات العسكرية الإيرانية، أحزاباً وميليشيات تحمل نفس اسمه في العراق وبعض الدول الخليجية والعربية، ومؤخراً ظهرت مجموعة جديدة في العراق اسمها "ربع الله" أي جماعة الله باللهجة العراقية أو الخليجية، وتدّعي هذه الجماعة أنها تدافع عن قيم وأخلاق آل البيت بينما هي تقوم بأعمال وحشية وعنفية ضد كل من هو ليس مع إيران أو مع تزمتها الاجتماعي وتخلفها القيمي والحضاري، وتقتل وتعتدي على "الآخر" باسم "الزهراء" أي فاطمة الزهراء في أقبح عملية تلويث لاسم الزهراء.

هذه الجماعة قامت مؤخراً بالاعتداء على صالون نسائي مخصص للتدليك وتصفيف الشعر، وقام رجال المجموعة باقتحام الصالون في بغداد، واعتدوا على زبائنه من النسوة والعاملات فيه بالهروات والعصي، وقاموا بجرهن إلى الشارع العام وهنّ شبه عاريات مع صرخات لرجال "ربع الله" الذي يلبسون ملابس سوداء بالكامل يرددون فيها (لبيك يا زهراء) بطريقة توحي أن هذا السلوك الهمجي يتم من أجل رضا فاطمة الزهراء والدفاع عن قيمها.