عناصر من البشمركة في كردستان العراق عند حاجز في جنوب أربيل (أرشيف)
عناصر من البشمركة في كردستان العراق عند حاجز في جنوب أربيل (أرشيف)
الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 / 12:00

أكراد العراق ينقلبون على حزب العمال الكردستاني

24-زياد الأشقر

بعد هزيمة تنظيم داعش، حولت سلطات إقليم كردستان العراق اهتمامها إلى حزب العمال الكردستاني التركي، الذي كانت تتساهل مع وجوده في المنطقة.

يشير البارزاني إلى وجود 37 قاعدة للحزب في شمال العراق، ويحذر من لجوء الحزب إلى العنف ضد حكومة كردستان

وعن هذا الموضوع، كتبت شيلي كيتلسون في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن التوتر يتصاعد في منطقة كردستان العراق، أين يهاجم المسؤولون في الحكومة المحلية حزب العمال الكردستاني الذي سبق لهم أن تعايشوا معه طويلاً، ولكنه بات الآن غير مرحبٍ به.

ويبدو أن تصاعد التوتر يأتي تتمة لاتفاق أمني بين السلطات في أربيل وبغداد التي قررت أن تتخذ موقفاً يبدو أنه يندرج في سياق جهد منسق للضغط على الحزب ليُخلي معاقله التاريخية في جبال شمال العراق.

وأشارت الكاتبة إلى أن اغتيال مسؤول كردي حدودي في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي اتهمت الأجهزة الأمنية في حكومة كردستان حزب العمال بتنفيذه، إضافة إلى هجمات على أنبوب نفط رئيسي وجنود من البشمركة في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، كلها عمليات دفعت إلى الواجهة التوترات المتقدة تحت الرماد بين حكومة كردستان وحزب العمال الكردستاني. لكن الحزب لا يفوت فرصة ليظهر رفضه مغادرة العراق سلماً.

مجموعة عرقية متجانسة!
ولاحظت الكاتبة أن الخطاب الغربي غالباً ما يشير إلى الأكراد على أساس أنهم مجموعة عرقية متجانسة تتشارك الأهداف نفسها، متجاهلاً الانقسامات التاريخية، والجغرافية، والإيديولوجية التي تفصل بين مختلف الأحزاب، والفصائل الكردية. وساهمت النشاطات الحربية لمجموعات كردية، في تآكل الاستقرار على المستويين المحلي والإقليمي في تركيا، والعراق، وسوريا. ولسوء الحظ، فإن هذه الهجمات تحظى باهتمام ضئيل، حتى عندما يكون الأكراد أكثر المتأثرين بها.

منظمة إرهابية
وذكرت الكاتبة بأن حزب العمال الكردستاني،صُنف منظمة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتركيا، واعتبرته واشنطن في 2008 منظمة تتاجر بالمخدرات، ويمارس أساليب المافيا في مناطق سيطرته.

ولطالما استخدم حزب العمال جبال قنديل في شمال العراق، قبالة الحدود مع تركيا، مخبأً وأرضية للتدريب طيلة عقود من الصراع مع تركيا.

وفي يونيو(حزيران)، بدأت تركيا تصعد الهجمات على الحزب في العراق، وتستهدف مواقعه العسكرية في جبال قنديل وسنجار على حد سواء، فضلاً عن مواقع أخرى يتمركز فيها الحزب.
     
وأضافت الكاتبة أن المواجهة الحالية بين حكومة كردستان العراق وحزب العمال تعود إلى فترة طويلة.

ففي 2014، قال قائد القطاع السادس في قوات البشمركة الميجر جنرال شيروان البارزاني الذي كان يقاتل داعش للكاتبة، إن حزب العمال يمثل مشكلة كبيرة للأكراد. وفي ذلك العام اجتاح داعش مساحات شاسعة من العراق وكانت عينه على اقتحام أربيل عاصمة كردستان كذلك.

 وكان لدى قوات كردستان ما يكفي من المشاكل للتعامل معها ما حال دون فتح جبهة ثانية مع أي جماعة أخرى، في إشارة ضمنية إلى حزب العمال الكردستاني، رغم أن الجميع يعترف بأن الحزب ساعد في القتال ضد داعش.

البارزاني
وفي مطلع سبتمبر (أيلول) 2020 ومع تراجع تهديد"داعش على نحوٍ ملحوظ، كان البارزاني أكثر صراحة عندما قال إنه يجب اتخاذ إجراء ضد حزب العمال، في شمال العراق وحض الحكومة العراقية على التحرك.

وفي رأيه، وفي انتظار بسط الدولة سيطرتها على السلاح في كل العراق، سيبقى الناس معرضين لهجمات حزب العمال، كما ان الهواجس الأمنية ستمنع الاستثمار في المنطقة التي تعاني شحاً مالياً.

عنف ضد حكومة كردستان
واستناداً إلى تقارير في حوزته، يشير البارزاني إلى وجود 37 قاعدة للحزب في شمال العراق، ويحذر من لجوء الحزب إلى العنف ضد حكومة كردستان.

ومضت الكاتبة قائلة إن البارزاني ألقى باللوم على نفوذ حزب العمال في النزاع على الأراضي في منطقة سنجار التي تمتد على طول الحدود السورية، مشيراً إلى أن الكثير من الأيزيديين لم يتمكنوا من العودة بسبب الفوضى وغياب الأمن بسبب وجود جماعات مسلحة هناك.

واستهدف أحد المسؤولين الأمنيين في حكومة كردستان الذي التقتهم الكاتبة في سنجار في 2016، بمحاولات لاغتياله من حزب العمال في السنوات الأخيرة، ما اضطر السلطات إلى نقله إلى منطقة أخرى.

وأضافت الكاتبة، أنه في 9 أكتوبر (تشرين الأول)، وقعت سلطات بغداد وأربيل اتفاقاً لاستعادة الأمن في سنجار. وينص جزء أساسي في الاتفاق على طرد حزب العمال من المنطقة.

وفي 24 نوفمبر(تشرين الثاني)، نشرت الحكومة الفيديرالية 6 آلاف جندي في سنجار، واضعة الاتفاق موضع التنفيذ. ولم يكن مفاجئاً أن يُثير هذا التحرك رداً عنيفاً من حزب العمال. وفي الشهرين الماضيين، شن الحزب سلسلة من العمليات ضد قوات حكومة كردستان ومنشآت وبنى تحتية في المنطقة.