الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 / 21:03

بعد اغتيال زاده.. نصرالله في مكان سري

في اليوم الثاني لعملية اغتيال المسؤول الإيراني عن الملف النووي محسن فخري زاده، تحدثت القناة 13 الإسرائيلية عن معلومات استخباراتية، تؤكد نقل زعيم ميليشيا حزب الله حسن نصرالله إلى مكان سري، بحماية أقرب المرافقين له، تخوفاً من اغتياله هو الآخر.

لكن وفق مصادر متابعة، يبدو أن نصرالله لم يكن ولا مرة مستهدفاً للقتل بالنسبة للإسرائيليين، وهو أمر كان يمكنهم القيام به منذ زمن طويل، حيث استطاعوا الوصول إلى مقربين منه ولصيقين له خلال السنوات الماضية وكانوا يعرفون مكانه وتنقلاته، وحتى الذين يلتقيهم وجدول مواعيده وصولاً إلى أنواع الطعام التي يطلبها، والأدوية التي تعطى له بسبب مرضه.

وتشير المصادر إلى أن الهدف بالنسبة لإسرائيل هو جلب نصرالله لوضعه أمام قوس العدالة ومحاكمته، وسجنه كمجرم على ما قام به وجماعته من أعمال شنيعة وجرائم لا يمكن إحصاؤها.

وتذكر المصادر بما حدث خلال حرب يوليو 2006، حينها هبط جنود إسرائيليون في منطقة بالبقاع اللبناني واعتقلوا شخصاً ظنوا أنه حسن نصرالله، ونقلوه إلى إسرائيل، ليكتشفوا لاحقاً أن الرجل ليس زعيم حزب الله، ولكنهم خلال التحقيقات معه، وبعد مراجعة المصادر التي أعطت المعلومات عنه، تأكدوا أنهم تأخروا بالوصول إلى الموقع الذي كان يوجد فيه بالفعل زعيم الميليشيات، قبل أن ينقله مرافقوه إلى موقع آخر لحظة عبور المروحيات منطقة الجنوب اللبناني باتجاه البقاع.

فارق الوقت البسيط يومها ساهم بإفشال العملية الناجحة بكافة المعايير، ولكن جنون الارتياب دفع طهران إلى التدخل، واعتقال كافة أعضاء جهاز مرافقة نصرالله، ونقلهم للتحقيق في طهران، حيث أظهرت التحقيقات أن 300 مسؤول وعنصر من الميليشيات، شارك أو غطى وساهم بالعملية الاستخباراتية الناجحة.

يومها أوقف الحرس الثوري أحد رجال الدين المسؤولين في حزب الله وهو شيخ معمم، وكذلك المسؤول في حماية نصرالله، وهو المخطط الأخطر في الشبكة، والذي كان يجتمع بضباط إسرائيليين في قبرص، حيث تلقى المال اللازم لدفع أجور شبان أعضاء بالميليشيات، ليقوم بتشغيلهم بعملية سميت يومها بـ "إخراج الجرذ".

كانت خطة الاعتقال مكونة من جزأين، الأول قيام المجموعة الرئيسية بإخراج نصرالله من موقعه المختبئ به في منطقة رأس بيروت باتجاه البقاع اللبناني، وهو ما حصل، حيث تصل المروحيات وتعتقله. وهو ما لم يحصل بسبب تدخل الإيرانيين، وطلبهم لقاء نصر الله في دمشق.

أما الجزء الثاني، فكان بتسليم نصر الله حياً للموساد الإسرائيلي عبر الحدود البرية اللبنانية بعد تخديره لعدة ساعات.
حيث ينطلق موكب سيارات نحو الحدود الجنوبية وبالتنسيق بين بعض العناصر في فريق حماية نصر الله وبين مسؤول أمن الجنوب في الميليشيات، وتوصيله لنقطة يتحكم بها الجنود الإسرائيليون في بلدة فرون الجنوبية التي دخلوها في الأسبوع الأخير من الحرب.

المحاولة الجديدة لاعتقال نصر الله وتسليمه للعدالة كان يدبر لها بعض أركان حماية نصر الله، ما أدى الأسبوع الماضي لتغيير أحد المسؤولين عن أمنه، حيث تسربت معلومات عن تعاون هذا المسؤول مع الموساد الإسرائيلي في المحاولة الجديدة.