جنود من الجيش الأذري في قره باخ (أرشيف)
جنود من الجيش الأذري في قره باخ (أرشيف)
الأربعاء 2 ديسمبر 2020 / 09:24

ناغورنو قره باخ... نهاية حرب أم هدنة مؤقتة

شكل تسليم لاتشين، آخر الأقاليم الثلاثة التي سلمتها يريفان لباكو تنفيذاً لاتفاق على وقف إطلاق النار في ناغورنو قره باخ، أمس الثلاثاء نهاية المرحلة الأولى من عملية السلام برعاية موسكو.

ولكن حل النزاع حول جمهورية قره باخ ذات الغالبية الأرمينية المعلنة من جانب واحد والتي انفصلت عن أذربيجان، إثر حرب في تسعينات القرن الماضي، لا يزال بعيد المنال، وفي ما يلي ما يمكن توقعه في المرحلة التالية:

تعهدت أرمينيا بتسليم أذربيجان ثلاثة أقاليم كانت تشكل منطقة عازلة تحيط بقره باخ في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار وقع في 9 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، وسُلم أمس إقليم لاتشين، بعد إقليمي كالباجار، وأغدام في 20 و25 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي.

واستردت باكو أربعة أقاليم أخرى مماثلة في 6 أسابيع من المعارك الشرسة التي اندلعت في نهاية سبتمبر(أيلول) الماضي، وكانت خارج سيطرتها منذ نهاية الحرب في 1994.

وبذلك، يستطيع عشرات آلاف الأذر الذين اضطروا إلى مغادرة هذه المناطق منذ 30 عاماً العودة إليها، حتى لو كانت باكو ترى أولاً ضرورة نزع الألغام وإعادة بناء البنى التحتية فيها.

ولا يزال الانفصاليون الأرمن يسيطرون على القسم الأكبر من أراضي قره باخ، وبدأ سكان المنطقة الذين فروا من المعارك الأخيرة في العودة، علماً أن عددهم يقدر بـ 90 ألف شخص يشكلون نحو 60% من السكان.

وأعلنت روسيا التي نشرت نحو ألفي جندي لحفظ السلام في قره باخ، أنها ساعدت إلى الآن في عودة أكثر من 26 ألف شخص، ووعدت أذربيجان الغنية بالنفط باستثمارات كبيرة لإعادة إعمار الأقاليم التي عادت إليها.

ولكن مستقبل قره باخ يبقى غامضاً، خاصةً أن المنطقة تعول بشكل كامل على الدعم المالي من أرمينيا وقد ضعف اقتصادها راهناً إلى حد كبير، ولم يتضح أيضاً شكل التنسيق بين أذربيجان وأرمينيا والسلطات الانفصالية في قره باخ.

وقالت المحللة في مجموعة الأزمات الدولية اوليسيا فارتانيان: "الاتفاق الذي حصلت عليه موسكو ملتبس في عدد من جوانبه على غرار تفويض قوات السلام الروسية، وتنظيم حياة السكان المدنيين الأرمن والأذر"، وأضافت "إذا استمر الالتباس، فقد يكون مصدر توتر".

ولم يتطرق اتفاق وقف النار إلى المسألة الأكثر تعقيداً، أي مستقبل قره باخ على المدى البعيد، وطوال عقود جرت مفاوضات رعتها فرنسا، وروسيا، والولايات المتحدة في إطار "مجموعة مينسك" التي كلفت في التسعينات بإيجاد حل دائم للأزمة، لكنها لم تفض إلى نتيجة ملموسة.

واضطلعت روسيا بدور أساسي لوضع حد للمعارك الأخيرة، مؤكدة موقعها الإقليمي، لكن اتفاق وقف إطلاق النار أظهر أيضاً النفوذ المتنامي لتركيا، حليفة باكو، التي ستقيم مع روسيا "مركز تنسيق" لاحترام الهدنة.

إلى ذلك، شككت أذربيجان في مصداقية "مجموعة مينسك" داعية في الأسبوع الماضي إلى استبعاد فرنسا من الوساطة بعدما صوت مجلس الشيوخ الفرنسي على نص يطلب "الاعتراف" باستقلال ناغورنو قره باخ.

ويرى محللون أن الوضع الجديد القائم قد يسهل إحياء المفاوضات، خاصةً أن تسليم الأقاليم السبعة، أزال إحدى أبرز نقاط الخلاف بين باكو ويريفان، لكن غياب الثقة في المنطقة يظل كبيراً مع صعوبة تجاوز عقود من العداء.