الأربعاء 2 ديسمبر 2020 / 20:50

أردوغان "مقاول الحروب" في سوريا وليبيا واليمن

بدأت تركيا باستعادة المرتزقة السوريين من أذربيجان بعد توقف المعارك في إقليم ناغورنو قره باغ، ومثلما استقدمتهم من ليبيا قبل أشهر لإشعال الحرب والمشاركة فيها، يبدو أن أنقرة الآن تتجه لوضعهم في حرب جديدة بمكان آخر بعيد عن ليبيا وأذربيجان وكذلك عن بلدهم سوريا.

تركيا تريد الوصول إلى ميناء بلحاف الاستراتيجي وتأمين استخدامه كمحور لتصدير الغاز والنفط

يؤكد المرصد السوري أن 900 مرتزق سوري عادوا من حرب ناغورنو قره باغ، حتى الآن، ما يعني أن الباقين هناك من المرتزقة نحو 1700 لهم أدوار أخرى في مناطق مختلفة من العالم تحاول أنقرة دخولها ومد سيطرتها عليها.

من سوريا لليمن
مصادر من شمال سوريا تحدثت عن توجه تركي لنقل المرتزقة السوريين إلى جنوب اليمن، حيث تتواجد مجموعات التجمّع اليمني للإصلاح التابع للإخوان، ولكن ليس لقتال المتمردين الحوثيين، بل لإشعال معارك ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وتخريب اليمن مثلما خربت ليبيا وقبلها سوريا.

ويعتبر مراقبون أن تركيا في السنوات العشر الأخيرة تحولت إلى "المقاول السيء" وناقل الحروب عبر دول الشرق الأوسط وأوروبا وشمال افريقيا.

ولدى تركيا فن نشر الخراب، حيث تبدي إصراراً على لعب دور في اليمن مهما كلفها الثمن بإيعاز من أذرعها وأبواقها الإخوانية التي تمولها وتحتضنها على أراضيها.

خطوة تحضير المرتزقة السوريين لنقلهم إلى اليمن تمهّد الطريق لتدخل أوسع يشبه توسيع الدور التركي في ليبيا الذي أدى لاشتعال حرب دفعت المجتمع الدولي للتدخل، حيث قاتل مرتزقة أنقرة مع ميليشيات الوفاق، وأدى تدخلهم إلى مقتل المئات.


مصادر متابعة أكدت أن تركيا جندت المرتزقة السوريين متعهدة لهم بدفع رواتب كبيرة للقتال في المناطق الجنوبية وعلى طول الساحل الغربي لليمن.

تهديد دولي
وكان من المفترض أن تنقل تركيا مرتزقتها مباشرة من أذربيجان إلى اليمن بطائرات عسكرية تحمل "مساعدات وأدوية تتعلق بوباء فيروس كورونا"... ولكن رسائل إقليمية وصلت أنقرة تحمل في طياتها وعيداً برد غير مسبوق.

ويؤكد سياسيون يمنيون أنّ تركيا تريد الوصول إلى ميناء بلحاف الاستراتيجي وتأمين استخدامه كمحور لتصدير الغاز والنفط، والسيطرة على السواحل المفتوحة لبحر العرب ومضيق باب المندب لاستخدامها لاحقاً بوابة لتركيا للتدخل في المنطقة.

وخلال الأشهر الأخيرة عملت أنقرة على تعزيز وجودها الاستخباراتي في اليمن من خلال استخدام منظمات المساعدة الإنسانية التركية.

وتولت شخصيات يمنية من جماعة الإخوان وأخرى مرتهنة لدائرة المصالح الإخوانية والقطرية، لعبت هذه الشخصيات دور قفازات التدخل في المشهد اليمني منذ فترة مبكرة في إطار الطموحات التركية للعودة إلى مناطق نفوذ الدولة العثمانية.