صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 3 ديسمبر 2020 / 11:27

صحف عربية: لبنان من أزمة سياسة قائمة... إلى كارثة إنسانية منتظرة

ساد الإحباط واليأس المؤتمر الدولي لدعم لبنان والذي عقد أمس الأربعاء في باريس، في ظل تعنت القوى السياسية ورفضها الإقرار بالخطر الذي أصبح يهدد وجود البلاد وحياة اللبنانيين.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، يواجه لبنان أزمة مزدوجة سياسية وإنسانية، في ظل ضغط أزمة التمويلات والدعم الدولي، ما دفع لبنان إلى حافة الإفلاس.

في انتظار بايدن
أشارت صحيفة العرب اللندنية، إلى أن الخزينة اللبنانية تواجه استنزافاً حاداً، بالتزامن مع احتمال اضطرار المصرف المركزي إلى رفع الدعم عن السلع الأساسية في الأشهر القليلة المقبلة.

ويقول مراقبون إن باريس حرصت على إنجاح المؤتمر رغم شعورها المتعاظم بالإحباط من النخبة السياسية اللبنانية، لإدراكها الخطر الذي يهدد البلاد، ففي الوقت الذي يقترب فيه اللبنانيون من دائرة الجوع، تناور الطبقة السياسية اللبنانية، في محاولة لكسب الوقت والصمود في وجه الضغوط، خاصةً الأمريكية منها في انتظار تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة مقاليد السلطة في واشنطن، في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

ووأوضحت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سبق أن هدد بفرض عقوبات على السياسيين اللبنانيين، لا يبدو متحمساً في واقع الأمر لهذه الخطوة على الأقل على المدى المنظور، بسبب انعاكساتها على اللبنانيين أنفسهم.

احتقار 
في صحيفة الشرق الأوسط، اتهم حسام عيتاني السياسيين باحتقار مواطنيهم، قائلاً: "أفرط السياسيون من مختلف الألوان والمِلل والطوائف في احتقار مواطنيهم، بعدما غطوا أو شاركوا مشاركة مباشرة في سرقة ودائع الناس في المصارف، وأعاقوا التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، تاركين عائلات وأصدقاء وأصحاب آلاف البيوت والمتاجر، دون إجابة شافية عن هوية المسؤول عن تلك الكارثة، التي تجري بنجاح، محاولات طمرها مع غيرها من المذابح والفضائح والكوارث التي تنزل باللبنانيين من دون توقف أو هدنة أو راحة كأنها لعنات تترى".

وأضاف الكاتب "عجزت اللغة عن وصف ما فعله ويفعله سياسيو هذا البلد التعس يسير يداً بيد مع عجز شامل عن انتزاع ولو إصلاح شكلي أو فرضه على الجماعة الحاكمة، رغم نزول مئات آلاف اللبنانيين إلى الشوارع وسقوط قتلى وجرحى في المواجهات مع أجهزة الأمن، احتجاجاً على التدمير المفتعل والمقصود".

وانتهى الكاتب إلى اعتبار أن لبنان اليوم، بسبب سياسييه وحزب الله، أصبح "أقرب إلى أوكار بنات آوى، وأعشاش الغربان، والبوم، هو ما يخدم مشروعاً إمبراطورياً ما فتئ يصبر استراتيجياً حتى يتغير ساكن البيت الأبيض، فيستأنف تمدده على جثثنا التي بدأت تكمل صورة جثث إخوتنا العائمة في البحر الأبيض المتوسط".

أكبر من لبنان
من جهة قال فاروق يوسف في موقع ميدل إيست أونلاين، إن حزب الله اللبناني، مسؤول عن الوضع المأسوي الذي تردى في لبنان، بسبب هيمنته على المشهد السياسي في البلاد، حتى أن "من يحكم اليوم في لبنان لا يمكنه الاستمرار في وظيفته ما لم يكن قد أعلن ولاءه لحزب الله، حيث حل الولاء لحزب الله محل الولاء للبنان".

وأضاف يوسف "تأخر اللبنانيون في اكتشاف الخطر الذي تنطوي عليه مقاومة نصرالله" ذلك أن الحزب الذي يدعي أنه تشكيل سياسي، تحول " إلى حزب سياسي من أجل أن يحكم لبنان لا من أجل أن يحكمه لبنان. ففي حقيقة ما يفكر فيه حسن نصرالله، فإن الحزب، الذي انتقل بحروبه إلى دول أخرى وصار لا يكتفي بتهديد إسرائيل بل ضم إليها عدداً من الدول العربية التي تبغضها إيران، هو أكبر من لبنان وعليه تقع مسؤوليات كبيرة ضمن المشروع التوسعي الإيراني".

ولذلك نجح الحزب وفق الكاتب، بعد أن هيمن على البلاد في "المجتمع الشيعي في لبنان مستغلا حاجة الطبقات الفقيرة، وعن طريقها صار يحارب لبنان باعتباره عدواً مرفهاً إلى أن هزمه وأذله وصار يتاجر به. انتصر العسكر بسلاحهم غير الشرعي على الدولة فكانت لهم دولتهم، التي ألحقت الدولة اللبنانية بها". 


مأساة اجتماعية
وفي صحيفة الشرق اللبنانية، حذر خليل الخوري، من تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، قائلاً: "لن نقول إن المسؤولين يتصرفون وكأنهم لا يُدركون حقيقة المأساة الاجتماعية التي يُعانيها شعبنا بدليل أنهم يُزايدون علينا في توصيفها، إلا أننا نرى جدياً ويقيناً أنهم يكتفون حتى إشعارٍ آخر بصف الحكي وقرط النظريات،وأما على أرض الواقع، فلا شيء ملموساً في المنحى الإيجابي، وسلبياً، فالمعاناة تكبر وتتنامى وتُطاول شرائح إضافية كل يوم".

وأضاف خوري "من النتائج المؤسفة المترتبة على تأخير تشكيل الحكومة، تراجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن زيارته إلى لبنان التي كانت مقررة خلال أيام. وقد أعاد قصر الإليزيه هذا التأجيل إلى فشل المسؤولين السياسيين في لبنان في التوصل إلى تشكيل الحكومة، وإن بقيت باريس مُتمسّكة بالمؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني الذي عُقد مساء أمس برعاية فرنسية أُممية لتوفير مساعدات تُسهم في تخفيف العبء عن الطبقة المأزومة اقتصادياً، والتي يتعاظم عديدها يومياً، في مجالات التعليم، والدواء، والغذاء…".