صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 4 ديسمبر 2020 / 10:34

صحف عربية: لبنان... من بلد رائد إلى جمهورية افتراضية

فشلت الطبقة السياسية اللبنانية في تشكيل الحكومة الجديدة، ما ضاعف الضغط الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في بلد يقترب من الانهيار، في حين أصر المجتمع الدولي، على شروطه المتمثلة في الإصلاحات ووقف الفساد، للإفراج عن المساعدات المنتظرة، وفق نتائج المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان الذي احتضنته باريس منذ يومين.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن الرئيس الفرنسي اكتشف بعد أربعة أشهر من انفجار مرفأ بيروت أن ساسة لبنان غير مستعدين للتعاطي الإيجابي مع مشاكل بلادهم ومواطنيهم الحقيقية، بقدر الحرص على مصالحهم الشخصية السياسية والطائفية.


جمهورية افتراضية
في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية قال سمير عطا الله إن "لبنان جمهورية افتراضية بديعة"، حتى أن مؤتمر باريس لدعمه لم يسمح لغير للرئيس اللبناني بحضوره لأن لا ثقة لدول العالم في "أن الفلس الذي يُعطى للدولة اللبنانية سيصل شيء منه إلى الأرامل والمساكين والمشردين والمنادين بتعييش لبنان، أو ما تبقى".

واعتبر الكاتب ساخرأ أن مؤتمر باريس يهدف "إلى معالجة بعض القضايا الثانوية، مثل الحماية من الجوع، والحد من الهجرة المريرة، ومنع لبنان من السقوط في تصنيف الدول الفاشلة، في حين أن الطاقم السياسي اللبناني منهمك بالقضايا الكبرى، مثل إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة، وإقامة قوة نووية تفوق قوتها، ودعم فنزويلا بما يكفي لتحطيم الإمبريالية من جذورها".

100 عام من الأزمة
من جهته وموقع "ميدل ايست أونلاين" قال السياسي اللبناني والوزير السابق سجعان قزي: "كان اللبنانيون يتذكرون قنديل الزيت فصاروا يتذكرون الكهرباء. كانوا يتذكرون جرة الماء فصاروا يتذكرون ماء الحنفية" مُضيفاً "أُعطينا مئة سنة لننجح في بناء دولة ديمقراطية، وممارسة التفاعل بين الأديان، ونشر الثقافة والعلم والرقي والازدهار. بنينا كل ذلك في سنة واحدة، ثم أمضينا التسع والتسعين الأخرى نهدم ما بنيناه".

وأوضح الكاتب أن لبنان، وعلى عكس الفكرة السائدة اليوم، يعاني منذ أكثر من قرن أزمة وجودية، أصبحت اليوم تهدد وجوده، وتهدد بسقوطه، قائلاً: "في لبنان نعيش أزمة ولاء منذ 1920، وأزمة وطن منذ 1975، وأزمة نظام منذ 1989، وأزمة دولة منذ 2000".

وأشار الكاتب إلى أن الطبقة الحاكمة في لبنان حرمت اللبنانيين من مقومات النجاح والتقدم على غرار الشعوب الأخرى، قائلاً: "كنا في جنائن الحضارة، فخطفونا وزجونا في كهوف التخلف. أعادونا إلى فرن الخبز نرجو رغيفاً، وإلى قارعة الطريق نتسول قرشاً، وإلى أبواب السفارات نستعطف رحيلاً. نشعر أننا خارجون من حرب عالمية دمرت كل شيء". 

ساعدوا أنفسكم
وفي صحيفة "العرب" اللندنية  قال خيرالله خيرالله، إن "معاناة قسم من اللبنانيين من الجوع في 2020 إنجاز بحد ذاته، لأنه ما كان ليتحقق لولا "العهد القوي" الذي على رأسه قائد الجيش السابق ميشال عون، وهو عهد يريد استعادة حقوق المسيحيين في لبنان، بسلاح ميليشيا مذهبية تدعى حزب الله!.

وشدد الكاتب إلى أن لبنان تحول من قضية سياسية حارقة، إلى قضية إنسانية مأساوية، بعد أن اكتشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومعه دول العالم الأخرى وزعمائها، أن "الطبقة السياسية اللبنانية في وادٍ آخر. إنها في وادٍ لا علاقة له بلبنان بمقدار ما له علاقة ببلد تحول إلى "ساحة" لا أكثر. هذا يعني أن لبنان مجرد ورقة إيرانية في لعبة لا علاقة له بها من قريب أو بعيد. في النهاية، ما الذي يمكن توقعه من بلد يُدين مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده قرب طهران ولا ينبس ببنت شفة بعد إطلاق الحوثيين، وهم أداة إيرانية، من اليمن صاروخاً في اتجاه منشأة نفطية قرب مدينة جدة السعودية؟".

وأضاف الكاتب "سيكتفي العالم بمساعدة لبنان إنسانياً. لا يستطيع هذا العالم أن يفعل أكثر لبلد لا يريد أن يساعد نفسه. كانت ملاحظة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في مكانها عندما قال للبنانيين في إحدى زياراته لبيروت: ساعدوا أنفسكم، يساعدكم الله".

نقطة على السطر
أما صحيفة "الأنباء" الكويتية فقالت في تقرير عن مفاوضات تشكيل الحكومة المنتظرة، نقلاً عن مرجع سياسي: "لا حكومة في الوضع السياسي الراهن وهي لن تتشكل قبل ثلاثة أشهر.. ونقطة على السطر".

واعتبرت الصحيفة أن الطبقة السياسية ماضية في طريقها على حساب مصالح اللبنانيين، رغم كل الملاحظات والنصائح، والمحاولات الدولية لتحذيرها، وتوجيهها، ومساعدتها لحل الأزمة المستفحلة، مشيرةً إلى ما اعتبرته الصحيفة مهانة، قائلةً: "وليس أدل على تلك المهانة، مما جاء في البيان الختامي للمؤتمر من معاينة البنك الدولي للبنان، وفيه أن الفساد متعمد، وناتج عما حققته أيادي سياسيين، إضافة إلى وجوب إعادة بناء المناطق المهدمة بانفجار المرفأ بالتشاور مع السكان، ما يعني أن الدولة في مكان والناس في مكان آخر، فضلاً عن التنديد العلني من الرئيس الفرنسي بسلوك المسؤولين اللبنانيين الذين لم يفوا بتعهداتهم.ومن هنا اعتماد المؤتمر تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اللبناني وليس للسلطة اللبنانية".