تعبيرية
تعبيرية
السبت 5 ديسمبر 2020 / 16:13

زرعات دماغية يكن أن تعيد الرؤية لفاقدي البصر

24- إعداد: سامي حسين

كشف اختراق تقني جديد تم اختباره على القرود أن الأشخاص الذين فقدوا بصرهم بسبب إصابة أو مرض ما قد يتمكنون قريباً من استعادة بصرهم.

وتتضمن هذه التقنية زرع أقطاب كهربائية في أدمغة القرود لإنتاج نقاط من الضوء، وفقاً لدراسة نشرها خبراء في هولندا هذا الأسبوع، وتعمل هذه النقاط المعروفة باسم Phosphenes بنفس طريقة عمل وحدات البكسل على التلفزيون، وتشكل كل منها جزءاً صغيراً من صورة أكبر.

وتم نشر هذه التقنية التي طورها فريق في المعهد الهولندي لعلوم الأعصاب في مجلة ساينس، ولا تزال الأنماط بدائية مقارنة بالرؤية الحقيقية، ولم يتم اختبار التكنولوجيا بعد على البشر، لكنها تقرب الباحثين خطوة من الهدف النهائي المتمثل في السماح للمكفوفين باستعادة بصرهم.

وتعتمد التقنية على فكرة تم وضعها لأول مرة منذ عقود: تحفيز الدماغ كهربائياً بحيث "يرى" عبر ما يسمى بنقاط الفوسفين، ولم تحقق المحاولات السابقة لتحويل هذه النظرية إلى حقيقة سوى نجاح محدود، ويرجع ذلك أساساً إلى قيود التكنولوجيا المتاحة في ذلك الوقت.

وطور الباحثون في المعهد الهولندي لعلوم الأعصاب غرسات تتكون من 1024 قطب كهربائي تم وصلها إلى القشرة البصرية لاثنين من القرود، وتقع القشرة البصرية في الجزء الخلفي من الدماغ والعديد من سماتها مشتركة بين البشر والرئيسيات الأخرى.

وسمح ذلك للقردين برسم أشكال مثل أحرف الأبجدية والخطوط والنقاط المتحركة، والتي سبق تدريبهما على الاستجابة لها عن طريق تحريك عيونهما في اتجاه معين للفوز بمكافأة.



ويوضح الباحث شينغ شين المشارك في البحث أن "هذه الغرسات تتفاعل مباشرة مع الدماغ، متجاوزة المراحل السابقة من المعالجة البصرية عبر العين أو العصب البصري، وفي المستقبل يمكن استخدام هذه التكنولوجيا لاستعادة البصر لدى المكفوفين الذين عانوا من إصابة أو تدهور في شبكية العين أو العين أو العصب البصري، لكن قشرتهم البصرية لا تزال سليمة".

وقال الدكتور رولفسيما إن دراسة "إثبات المبدأ" يمكن أن تتحول يوماً ما إلى جهاز حقيقي يمكن أن يساعد 40 مليون شخص مكفوف في العالم، ويمكن أن تكون إحدى الآليات المحتملة عبارة عن كاميرا مزودة بزوج من النظارات والذكاء الاصطناعي المدمج لتحويل المشهد إلى نمط يتم إرساله إلى دماغ المستخدم.

وسيكون الحل اللاسلكي هو الأفضل، لأنه قد يعني أن المستخدم لن يحتاج إلى ارتداء غرسة في الجزء الخلفي من جمجمته، الأمر الذي يتطلب من العلماء إجراء عملية جراحية ويعرض المستخدم لخطر الإصابة، ولحسن الحظ الأجهزة اللاسلكية التي تتفاعل مع الدماغ تتقدم بسرعة، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.